_CHAPTER ONE_
_إجابة خاطئة_
الظلام الدامس يبتلعه بالكامل، وصفير الصمت الصاخب حوله يسبب له الصداع، ينصت إلى ما حوله بعناية لكنه لا يسمع شيئاً، ينقل جسده هنا وهناك ماداً ذراعيه بحيرة أمامه وعلى جانبيه لكنه لا يهتدي للمس شيء.
يتدفق لمسامعه صوت تلكَ التوسلات التي مل سماعها "لا تتركني وحيداً... لا ترحل عني..."
ليصرخ رافضاً بصوتٍ غليظٍ وحاد "دعني وشأني!!"
فتح عينيه بتثاقل، أخرجه من تلكَ الظلمة بل أيقظه من ذلك الكابوس صوت منبهه الذي توعد بتحطيمه يوماً، أطفأ المنبه بغيض وزفر ناهضاً من فراشه الدافئ، أستقام وتوجه الى الحمام وهو يحك رأسه بتكاسل.
أستحم، تناول فطوره، بدل ثيابه، شغل سيارته ثم أنطلق الى عمله.
ترك سيارته في موقف السيارات الخاص بالمشفى ثم دخلها بخطوات مُرغمة، يضرب الأرض بإنزعاج أثناء سيره متجنباً التحدث أو الإتصال بصرياً مع أي أحد.
"صباح الخير يا دكتور"
ألتفت الى محدثه بإمتعاض شديد، ممرضة شابة جميلة أدخلت القليل الأرتياح الى قلبه قد أفزعها بعصبيته "صباح الخير"
"تبدو مرهقاً، هل أنت بخير؟"
"أنا بخير شكراً لأهتمامك"
تجاهلها وتقدم في الممر، وصل الى تقاطع الطرق دخل في يساره.
"صباح الخير"
إنقباض قوي أصاب قلبه فور سماعه تلكَ التحية التي يعرف صاحبها حق معرفة، ألتفت لمخاطبه وبذل جهداً كبيراً لتهدئة نفسه "صباح الخير"
حملقت عينيه في الفتى الذي كلمه من دون أن يتحرَّك ساكِناً، نظرات البراءة لعيني الفتى تبعثُ الكره والخوف معاً في قلب الرجل الذي وقف حائراً أمام تلكَ النظرات.
*****
في ساعة متأخرة من الليل، شُغّلت المصابيح لتضيء ممرات المشفى بعناية. كان يسير في تلكَ الممرات مرتدياً قناعي الثقة والتمكن، عليه ذلك، عليه ألا يظهر أنه متردد أو شاك بقدراته.
يلبس سترةً بيضاء طويلة تعتلي ملابسه ذات اللون حاملاً بيده مِلفاً يحوي عدة أوراق وقلم. وصل إلى الغرفة المقصودة، أخذ نفساً عميقاً بينما يمد يده ليمسك بمقبض الباب، سيكون هذا أول مريض له منذ أصبح طبيباً نفسياً منهياً سنوات تدريبه.
فتح الباب، في الداخل طفلٌ صغير أقبل العاشرة من عمره قبل أيام معدودة جالسٌ على سرير غرفته بهدوء تام يهز قدميه المتدلية من الفراش.
أقترب الطبيب منه وسحب الكرسي المتواجد في الغرفة وقعد مواجِهاً إياه بالجلوس "حسناً أنبدأ، آلبرت؟"
أنت تقرأ
Don't Tell || لا تخبره
Mystery / Thrillerمتى وأينما ألتفت أجده أمامي كالمرآة، يتبعني حيثما أذهب كظلٍ لي، ينفذ كلامي حرفياً لدرجة تخيفني طاعته المطلقة في بعض الأحيان. ٱحاول الإبتعاد عنه يتمسك بي، إحاول التخلص منه يتم إعادته إلي، يبذل جهده ليتقرب مني وإذا فعل يكتفي بالتحديق بي وحسب كأنه يتعم...