_CHAPTER FIVE_
_سعيدٌ جداً_بدأت الشمس بإظهار نفسها من خلف الأبنية العالية، تمكن آلبرت من رؤيتها من نافذة السيارة المفتوحة بعينيه النصف مفتوحة، الهواء يعبث بشعره الأسود ويبعثره يميناً ويساراً فالطبيب يقود بسرعة مُفرِطة مفرغاً لأعصابه بطريقة غير مباشرة.
قال آلبرت كأن شيئاً لم يحدث بينهما "إذا كان بيتك بعيداً كل هذه المسافة عن المشفى فلماذا أخترت العمل فيها؟"
"آلبرت"
"نعم"
"أغلق فمك، وإياك التجرّؤ وفتحه مجدداً، هل هذا واضح"
صمت آلبرت بهدوء ذاته تريد التحدث أكثر وأكثر لكنه ألتزم الصمت وليس لأنه خائف من طبيبه أن يؤذيه بل لأنه يخشى أن يؤذي الطبيب نفسه.
فقد أعصابه بعد أحتمال دام أربع سنوات وها هو يحاول تبريدها مجدداً، يريد مساعدة الفتى لا أن يفقد عقله هو الآخر.
وصلا الى بيت الطبيب، ركن سيارته في موقف السيارات ثم ذهب مع الفتى ليدخل أولاً ثم أفسح المجال لآلبرت للدخول، أغلق الباب وأقفله.
أرتمى الطبيب فوق أكبر كنبة متواجدة في صالته فأصدرت صوتاً دالاً على قوة وقوعه فوقها، بقي مستلقياً على ظهره واضعاً ذراعه على عينيه لعدة دقائق.
ثم قال بهدوئه المعتاد "ألا تشعر بالنعاس؟"
"لا أشعر بالنعاس، ماذا عنكَ يا دكتور؟"
"بالطبع أشعر بالنعاس، لم أنَم البارحة مطلقاً بسببك"
وقف آلبرت في مكانه منذ دخل أمام الكنبة لكن ليس قريباً كثيراً منها، وقف على بعد ثلاث أمتار.
"أنا آسف"
على الرغم من أن الطبيب لم يكن ينظر إليه إلا أنه تيقن من حزنه من نبرة صوته المكبوتة والمرتجفة "لقد وعدتني أنكَ ستُخرجُني عندما أصبح فتىً جيداً، فلماذا أخرجتني الآن؟"
أبعد الطبيب ذراعه عن عينيه وعدل جلسته ونظر لآلبرت وقال "هل تشعر بالأسف على ما فعلته؟"
طأطأ آلبرت رأسه وعبث بأصابعه، غير مدركٍ البتة للفعلة التي عليه أن يعتذر على إرتكابها، فهو من تعرَّض للضرب بعد التعبير بصدقٍ عن إستياءه وحزنه الشديد...
تأمله الطبيب للحظات طويلة، جسده ضئيل ونحيل، حاجباه معقودان بحزن وخذلان، ملابسه البيضاء كبيرة عليه فهو على الأرجح أصغر المرضى في المشفى سناً، وجهه ويديه بدأوا يتخذون بقعاً حمراء وبنفسجية وصفراء عمّا قريب، لم يصدق أنه قسى عليه لهذه الدرجة.
أشار إليه الطبيب "إقترب"
بقي في آلبرت في مكانه لم يحرك ساكن يخاف أن يسيئ التصرف من دون إدراكٍ منه مجدداً، أنتصب الطبيب واقِفاً ليقترب منه حتى وصله فوضع يده على رأسه.
أنت تقرأ
Don't Tell || لا تخبره
Mystery / Thrillerمتى وأينما ألتفت أجده أمامي كالمرآة، يتبعني حيثما أذهب كظلٍ لي، ينفذ كلامي حرفياً لدرجة تخيفني طاعته المطلقة في بعض الأحيان. ٱحاول الإبتعاد عنه يتمسك بي، إحاول التخلص منه يتم إعادته إلي، يبذل جهده ليتقرب مني وإذا فعل يكتفي بالتحديق بي وحسب كأنه يتعم...