_CHAPTER SIX_
_أين سنذهب_
فتح الطبيب عينيه من دون كوابيس هذا الصباح، نهض وأتكئ على مسند السرير، ألتفت لجانبه فشاهد آلبرت يغطُ هادئاً في النوم، منظره كان باعِثاً للراحة والإطمئنان.
أنتهت لحظات السكينة بعد أن رن جرس منزله بتتابعٍ مجدداً، نهض متوعداً أياً كان زائره بالتوبيخ وربما الشتم أيضاً.
جعل آلبرت من طبيبه شخصاً عنيداً يزعج كل من يتحدث معه ويرفض أي طلب، عدواني، فض في الكلام، يرمق كل من يكلمه بعيون حادة، مؤخراً أصبح منبوذاً للغاية بسبب شخصيته.
"طاب يومُك سيدي!، أرجو أنكَ لم تكُن نائماً وأني قد أيقظتُك"
ضحك شاب التوصيل ضحكة قصيرة قبل أن يرمقه الطبيب بحدة بتلكَ العيون الناعسة منتفخة الجفون، حمحم الشاب ثم وضع الصندوق جانباً على الأرض وقدَّم ورقةً صغيراً وقلماً للطبيب.
"توقيعٌ صغيرٌ منكَ هنا، ولن تراني بعد اليوم"
أتمَّ الطبيب ضوابط إستلام الطلب ثم صفع الباب في وجه الشاب من دون أن يتفوه بكلمة واحدة أو يسمح له بتوديعه.
حين رجع بالصندوق لغرفته كان آلبرت قد أستيقظ من النوم وجلس ثانياً رجليه أسفله يضع يداً بين فخذيه والأخرى يفرك بها عينه الناعسة.
جلس الطبيب على السرير ووضع يده على رأسه شعر بصداع خفيف، سأله آلبرت بعيون تلمع فضولاً "ماذا في الصندوق؟"
وضع الطبيب الصندوق على الأرض وبدأ بتفريغ محتوياته "أخلع القميص، لقد وصلت ثيابُك"
خلع آلبرت القميص وأرتدى ملابسه الجديدة، قميص بيجي اللون فوقه معطف زيتوني تصل نهايته الى الركبتين مع بنطال أسود وحذاء أبيض رياضي.
شعر آلبرت بسعادة غامرة حتى أحمرت وجنتاه.
"هل أنتَ سعيد؟"
"نعم!"
فرك الطبيب رأس الفتى المبتهج برفق "جيد"
"لما كل هذه الملابس؟"
توجه الطبيب الى دولاب ملابسه وبحث فيه "لأننا سنخرج اليوم"
متلهفاً سأل "الى أين سنذهب؟"
"إلى أي مكان ترغب به، أعتقد أنه من الجيد إخراجُكَ بين الحينِ والآخر، أخبرني الى أين تريد أن آخذك"
أنت تقرأ
Don't Tell || لا تخبره
Mystery / Thrillerمتى وأينما ألتفت أجده أمامي كالمرآة، يتبعني حيثما أذهب كظلٍ لي، ينفذ كلامي حرفياً لدرجة تخيفني طاعته المطلقة في بعض الأحيان. ٱحاول الإبتعاد عنه يتمسك بي، إحاول التخلص منه يتم إعادته إلي، يبذل جهده ليتقرب مني وإذا فعل يكتفي بالتحديق بي وحسب كأنه يتعم...