_CHAPTER EIGHT_
_مرفوض_
"دكتور أرجوك أفعل شيئاً إنه يثير جنون باقي المرضى، يمكنكَ سماع صراخه أليس كذلك؟"
حين بلغت الساعة الرابعة صباحاً قفز الطبيب من السرير بعد إتصال زميلته به وإخباره بذلك ولم يتمكن من النوم والإسترخاء للحظة، نجى بأعجوبة من عدة حوادث مرور كادت تقتله أثناء قيادته نحو المشفى.
فتح باب غرفة آلبرت بعنف وصرخ بجنون "توقَـــف!!"
فتوقف آلبرت أخيراً عن الصراخ، نظرات البراءة لم تفارق عينيه، دموعه قد حفرت خديه بحرقة، جسده مرتمي على ركبتيه أرضاً، يديه مرتخيتين على جانبيه.
دلف الطبيب إليه وحمله من ملابسه بعنف وهزه ضارباً ظهره الصغير مرات عديدة بالأرض ببغض وعدوانية وصرخ به بكره شديد "لماذا تصرخ؟!!، هااااه؟!!"
نظر آلبرت في عيني من بات فوقه الآن بخضوع، العينين ظهرت شرايينها الحمراء من شدة الغضب، حاجباه الكثيفان معقودان، كفاه يرتجفان بين رعب وغضب كشر أسنانه كالمفترس الذي سينقض على فريسته.
حدق فيه آلبرت مطولاً ثم أغلق عينيه ببطء متقبلاً حالة طبيبه التي وصل اليها.
لم يستطِع الرجل السيطرة على أعصابه أكثر فأنهال على الفتى باللكم والضرب، صوته الغليظ يتعالى صراخاً بالشتم واللعن وكلمات تخفي حقداً وكراهية مكبوتان عميقاً في داخله لمريضه الذي دمر حياته.
جاء الممرضين وعدة أطباء الى الغرفة بفزع ونادوا بغير تصديق "توقف دكتور!، هل جننتَ!"
لم يأبه الطبيب لمن حدثه لم يتوقف حتى أمسكواً به وأنهضوه غصباً من فوق آلبرت الذي لم يرفع ذراعيه عن وجهه منذ أن بدأ بتلقي الضربات ولم يصدر أي صوت.
"توقف عن ضربه إنه مجرد فتىً!"
"إنه مجرد عطب لا يمكن إصلاحه!!، لهذا السبب!!، لهذا السبب بالذات الجميع يكرهك!، لهذا السبب أنا أكرهك!!"
صرخ الرجل في آلبرت محاوِلاً الإفلات من قبضة من يمسكونه "لأنكَ لا تسبب سوى الفوضى!! ولا تعلم متى تغلق فمكَ وتهدأ!!"
منصتاً بمنتهى الخضوع والتقبُّل لتلكَ الكلمات القاسية ومُحدِّقاً بنظرات ترجو العفو مجدداً بالرجل الي يلقيها على مسامعه، سمح لممرض أن يغرز حقنة المخدر في ذراعه.
"أعتقد أنكَ بالغتَ في ما قلتَه"
وبَّخت الزميلة صاحبة الإتصال الهاتفي الطبيب ثم مسدت ذراعه مواسيةً إياها، أخبرها بإستسلامٍ تام "أنا يائس كلياً عن مساعدته، ولا أعلم كيفَ أتخلص منه"
أنت تقرأ
Don't Tell || لا تخبره
Mystery / Thrillerمتى وأينما ألتفت أجده أمامي كالمرآة، يتبعني حيثما أذهب كظلٍ لي، ينفذ كلامي حرفياً لدرجة تخيفني طاعته المطلقة في بعض الأحيان. ٱحاول الإبتعاد عنه يتمسك بي، إحاول التخلص منه يتم إعادته إلي، يبذل جهده ليتقرب مني وإذا فعل يكتفي بالتحديق بي وحسب كأنه يتعم...