_CHAPTER FOUR_
_صراخ_
ضوء شمس الصباح القوي الذي تسلل عبر نافذته، نوبات الأرق المتكررة التي اُصيب بها مؤخراً، كوابيسه المعتادة والأهم من كل ما سبق صوت منبه المزعج ذاك، أيقظوه من نومه وأنهضوه من سريره ليمارس روتينه الصباحي المعتاد ثم يذهب إلى عمله ككل يوم.
"صباح الخير"
رد "صباح الخير"
"صباح الخير، دكتور"
رد "صباح الخير"
لم يتوقف في سيره لمحدثيه سار بسرعة محافظاً على برود أعصابه من الذي سيحييه ويستفزه ببراءته الطاغية ككل صباح.
"صباح الخير!"
عرف الصوت! ألتفت بسرعة لخلفه ليرد عليه التحية ويجيب على أسألته ويرتاح منه، لكن لم يكن هناكَ أحد خلفه ليس في الممر غير الأطباء والممرضين وباقي موظفي وعمّال هذه المشفى.
متسائلاً إن كان يتوهم وجَّه رأسه للأمام مجدداً فأفزعته تلكَ العيون الواسعة البريئة التي تحدق به والتي قال صاحبهما وهو يضع يديه خلف ظهره ويقف على أصابع قدميه "صباح الخير يا دكتور!"
ذلك الفتى، أجل ذلك الفتى أمامه ببراءة نظراته المتفحصة بإفراط ويداه المهدودة وجسده الهزيل كان من يقف أمامه بالطبع.
أجابه الطبيب "صباح الخير"
"هل ستأتي لزيارتي في ما بعد؟"
أجاب بسرعة "نعم سآتي، وأنا لا أكرهك"
تجنبه متجهاً الى عمله في غرفة الأطباء، وقف الفتى مستغرباً من ردة فعل طبيبه غير المألوفة، تمعن النظر في ظهره بعد أن تجاوزه، ثم عاد الى غرفته.
الروتين المعتاد بعد ساعتين ونصف يدخل الطبيب الغرفة ويسأل آلبرت الأسئلة المعتادة ليجيبه الفتى بالأجوبة المعتادة.
إنتهى الوقت وعلى الطبيب العودة لمنزله الآن فقد بلغت الساعة الثانية مساءاً، سار في الممر مُيقِناً أن علته سيحلق به فبدأت نبضات قلبه تتسارع.
سار وسار وسار حتى وصل المخرج فوقف محدقاً بها على بعد ثلاث أو أربع أمتار بحيرة وأستغراب... لم يلحق به الفتى.
هذا غريب...
ألتفت للخلف، لم يكن أحدٌ خلفه، وحده في الممر، شعر برهبة وغرابة لكنه أرتاح في نفس الوقت، ألتفت مجدداً لأمامه فكانت تلكَ العيون تحدق به، كاد يقفز من الفزع لكنه تمالك نفسه، صرخ في داخله لكنه هدَّأ أعصابه، سيهجم على هذا الفتى ويمزقه يوماً ما!
"سترحل؟"
"كم مرة أخبرتُكَ ألا تلحق بي لهنا"
"أردتُ البقاء معكَ أكثر"
أنت تقرأ
Don't Tell || لا تخبره
Mystery / Thrillerمتى وأينما ألتفت أجده أمامي كالمرآة، يتبعني حيثما أذهب كظلٍ لي، ينفذ كلامي حرفياً لدرجة تخيفني طاعته المطلقة في بعض الأحيان. ٱحاول الإبتعاد عنه يتمسك بي، إحاول التخلص منه يتم إعادته إلي، يبذل جهده ليتقرب مني وإذا فعل يكتفي بالتحديق بي وحسب كأنه يتعم...