فى المساء دخلت سوسن غرفة ابنتها بهدوء... لتجدها مازلت مستغرقة فى نوم عميق
اقتربت منها وهمست فى هدوء:"شمس...حبيبتى...يالا قومى يا جميل"
شمس وقد فتحت عينيها بتثاقل:"مامى....الساعة كام؟"
-"الساعة 7يا حبيبتى....يالل قومى علشان تجهزى للحفلة"
شمس وقد همت بالجلوس:"إيه الحنية دى؟....اللى يشوفك دلوقتى ما يشوفكيش وأنتى بتزعقلى أول ما جيت"
سوسن وهى تتحسس شعر ابنتها:"غصب عنى يا شمس....أنا خايفة عليكى....مش هتحسى بشعورى غير لما تتجوزى وتجيبى عيال....ساعتها هتعرفى يعنى إيه خوف الأم على بنتها"
شمس بهدوء:"يا مامى ماهو بابى بيحبنى وبيخاف عليا.....بس حنين ومش بيزعق كتير"
-"أنا عارفة يا شمس أن باباكى طيب....بس أسلوبه فى التربية فيه غلطات كتير.....علمك الغرور والتعجرف....الغرور وحش يا بنتى.....وحش أوى...المغرور ده بيبقى مكروه من الناس كلها......حتى لو كان الظاهر أنهم بيحترموه....تقدرى تقوليلى مين من أصحابك المقربين اللى فعلا بتحسى أنهم بيحبوكى وبيخافوا عليكى؟"
شمس بملل:"مامى...علشان خاطرى بلاش محاضرات دلوقتى"
أطرقت سوسن برأسها وهى تقول:"عندك حق...فعلا مفيش فيكى فايدة.....بس بكرا مسيرك تعرفى"
شمس:"أيوة يا ماما....سيبى بكرا يعلمنى وخلينا فى الحفلة اللى أنا مغصوبة على حضورها دى"
سوسن بأسف وهى تهم بالنهوض:"مفيش فايدة فيكى.....يالا اتفضلى اجهزى"
خرجت سوسن من غرفة ابنتها وهى تشعر بالألم والحسرة وكل ما تطلبه هو أن يحفظ الله ابنتها وينصرها على نفسها
تجهزت شمس للحفل...وكانت آيه فى الجمال....كانت ترتدى فستان طويل نبيتى اللون وقد ثبت عليه شريط ذهبى أحاط بمنطقة الخصر....عارى الكتفين... وقد أرسلت شعرها الطويل المموج إلى جانب واحد فقط ليغطى إحدى الكتفين دون الأخر وثبتت عليه وردة كبيرة لامعة من النبيتى الممزوج باللون الذهبى....وأمسكت حقيبة صغيرة ذهبية اللون مع حذاء ذو كعب عالى رفيع ذهبى اللون....
وما أن وصلت مع والدها ووالدتها إلى منزل عبير....دق صدقى الجرس....
عبير وهى تفتح الباب:"أهلا أهلا يا سوسن....وحشتينى"(و انهالت بالقبلات على وجه سوسن والتى بدت مستسلمة لها تماما وكأنها قد اعتادت على هذا الترحيب فى كل مرة تراها سوسن فيها)
أما شمس فقد كانت تشعر بالإشمئزاز لما تراه...و..
-"بت يا شمس....إيه الجمال ده؟....والله وكبرتى واحلوتى"(وانهالت عليها أيضا بالقبلات مما أزعج شمس كثيرا)
سوسن:"صلى على النبى يا عبير....ما بنتى حلوة من يوم ما اتولدت"
-"لاااااااا بس المرة دى حلاوتها زيادة"
شمس ببرود:"إزيك يا طنط"
عبير وهى تربت على كتفها:"إزيك أنتى يا حبيبتى....أخبارك إيه"
شمس بنفس البرود:"الحمد لله"
عبير وهى تلتفت إلى صدقى:"إزيك يا أستاذ صدقى..عاش من شافك"
-"معلش يا عبير...أهى مشاغل"
عبير:"يالا مش مشكلة....أهم حاجة أنكو نورتونى فى الحفلة دى...يالا تعالوا تعالوا أعرفكوا على باقى الناس"
ودخل الجميع...ومع دخولهم بدأ التعارف....وكثرت التعليقات حول شمس وجمالها...كان الجميع يشعر بالسعادة إلا شمس....فبالرغم من كلمات الإعجاب والتى تنهال عليها من كل جانب....إلا أنها لا تسعد بهاأو لنقل أنها اعتادتها و ملتها
عبير:"عن إذنكوا يا جماعة.....ثوانى وجيالكوا"
سوسن:"اتفضلى"
اتجهت عبير إلى ركن من أركان المنزل...و...
-"أنت يا سى حسام.....مش تركز معانا كده وسيبك من الموبايل اللى فى إيدك ده"
التفت لها حسام.....وإذا به شاب طويل القامة....نحيل....بنى الشعر....وسيم الملامح
حسام متوترا:"ثوانى يا جميل....خليك معايا"
ثم وضع يده فوق سماعة الهاتف وهو يقول:"فى إيه يا عبير؟"
عبير بغيظ:"أنت اللى فى إيه؟....شمس وصلت من ساعة وأنت مش راضى تتعتع من مكانك...وماسكلى الموبايل"
حسام وهو يضع الهاتف فوق أذنه:"هكلمك كمان شوية"
وأغلق الهاتف وهو يقول:"شمس مين؟"
عبير بغيظ:"نعم يا خويا؟؟....شمس مين؟"
حسام وكأنه تذكر للتو شيئا:"أها.....شمس....هى فين دى؟"
عبير:"والله.....حمد لله على السلامة....أهى يا سيدى"(قالتها وهى تشير إلى شمس)
حسام مبتسما ابتسامة واسعة:"أوباااااا...دى حلوة أوى...."
عبير مؤكده:"أه...وغنية أوى...يالا بقى شوف هتظبطها إزاى"
حسام:"عيب يا بيرو....ده انا حس....وحياتك عندى لأدوخها"
عبير وهى تجذب يده:"لا يا خويا...مش عايزاك تدوخها....كفاية تخليها تحبك بس...خلينا نستفاد شوية من أبوها"
حسام:"طب بس بقى...علشان مايخدوش بالهم"
اقتربت عبير وهى ممسكة بيد حسام وهى تقول:"أعرفكوا ياجماعة ده حسام أخويا"
سوسن بسرعة:"اللى كان فى أمريكا"
عبير:"أييييييييييوة هو ده"
ثم التفتت لحسام وهى تقول:"وأعرفك يا حسام دى سوسن اتعرفت عليها عند الكوافير.....وده جوزها صدقى باشا علوان....ودى بقى...."
قاطعها حسام:"شمس....غنية عن التعريف"(ثم صافحها وطبع على يدها قبلة رقيقة)
ابتسمت شمس ابتسامة هادئة وسحبت يدها بسرعة من بين يده وهى تقول:"تشرفنا يا أستاذ حسام"
حسام بشئ من (السهوجة):"ده أنا اللى ازدت شرف"