الفصل الأول

11.8K 112 17
                                    


أنتِ قوية حينما تجاوزتي جميع تلك العثرات التي كادت أن تخلق من شخصك شيئاً مهترئ بلا قيمة ، فتذكري كيف استطعتي النهوض ،وأنتِ على حافةِ السقوط من ناطحةِ السحاب ،لكي تستجمعي روحك في الختام ،وتعودي إلي الجميع بتلك الراية التي تحملُ الأملَ والشغفَ والحبَ والجنونَ، لقدْ واجهتي كل البشر بِطبقاتِهم ،فتم خدعك وطعنك وسلب أحلامك وصقل هويتك ورميك طريحة بلا مأوى ، حتى أن البعض استخدم الجرفات لهدم حديقتك الوردية ،ومع ذلك ما زالت رايتك مرفوعة ونفسك مبثوثة ،وعيونك تنظر إلي تلك الزاوية التي ينبثق منها وميض من الضوء كي يقتل ذلك الظلام الدامس ،لقد تعثري لتكوني شخص مختلف عن الآخرين بطبيعتك المحبة ووقوفك بجانب المظلومين وإن لم يكونوا أحبابك وأهلك ،ليكون هدفك عالي وقلبك صافي وروحك مغموسة بزيت الزيتون من أشجار بلادي المسلوبة....
لا تنسي تلك اللحظات التي كنتي ذلك الكتف لأولئك المتعثرون ،وكنتي أيضاً بلسماً شافي لقلوبِ المنكسرين ، حتى وقعتي في فخ بعض من الملاعين الذين اغتنموك كوجبة غذاء سمينة ومع الإلحاح بالنجدة فكوا أسرك وحرورك مقابل قطع لسانك لتكوني أنثى لا تستطيع البوح بما تحتوي الروح من ضجيج وأهات ومآسي
لا تبكي يا صغيرتي!!!
أرجوك لا تبكي، فقد قلت لك لا تضعي الأمل في النفوس عبثاً ، فأنتِ التي ستفقدين روحك ذات يوم ولن تملكي في ذلك الحين تلك اليد التي تمدك بِالقوةِ كي تللمي فتاتَ فؤادك المكسور ،ولتكوني عاجزة عن زراعةِ حديقتك المجرفة ،وحتى تلك الأزهار المجففة بينَ طيات دفتر ذكرياتك التي سلبوها منك لأنهم على دارية كاملة على مفعولها الفعال لشفاء روحك......

ما انتهت من نسخ تلك الكلمات حتى رجعت برأسها الى الخلف تذرف دمعا على حياتها الماضيه ، إشتاقت لكل شئ مضى إشتاقت لوالدتها الحنون

دخلت عليها رجاء تأسف لحالها ، قالت بآسى لحال تلك الصبيه الرقيقه التى غدر بها زمانها والقها فى جيبات اليتم والإعاقه "أمازلتِ على تلك الحاله ، لقد مر اكثر من شهر ولاتزال دموعك تجرى على وجنتيك ، الرأفه بحالك قليلاً حبيبتى " .

لتزيد من بكائها وتتعالى شهقاتها قائلةً من بين دموعها الجاريه "كيف لى النسيان لا اجد له سبيل ، كيف انسى امى ، كيف لى أن انسى وانا لا استطيع تميز وجودك من الحائط خلفك، كيف لى أن انسى جامعتى ستبدأ الشهر القادم وانا لن استطيع الذهاب بحالتى هذه، هل تصدقين ذلك كم إجتهدت للحصول على تلك المنحه " .

ران الصمت قليلاً تخلله بضع شهقات جراء دموع همس لتقطعها رجاء " كفى همس اوقفى هذه الدموع ، وهيا كى اغير لك ملابسك فقد أوشك المحامى على والوصول وايضا عمك هذا لا اعلم إذا كان حقيقى ام لا ، لكن اخبرينى لما لم يخبرك والدك بشأن اخيه قبل " .

لم تجيب همس وذهبت بصحبة رجاء حتى تغير لها ملابسها، شعرت بغصة فى قلبها حزنا وكمداً على حالها ، فحتى ملابسها ، تحتاج الى رجاء لتلبسها إياها .

والقلب إذا هوىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن