الفصل الثاني عشر

2.4K 87 17
                                    

تحركت همس برفقة رجاء مبتسمة من داخل اللجنة الخاصة حيث الإختبار الشفوي للمكفوفين ولم يكن هناك سواها في الفرقة الأولى .

تشعر بالإرتياح حيال إجابتها ، ولكنها لاتشعر بالإرتياح تجاه حياتها بكل مافيها ، عليها إصلاح الماضي فالكبار يأكلون الحصرم والأبناء يدفعون ثمن الأخطاء.

هي بحاجة إلى عائلة تحتضنها فقد كرهت هذه الوحدة التي تحياها ، ولكن تلك العائلة بحاجة إلى إعادة تأهيل لنبذ الماضي وتبرئة سيرة والدتها .

أخرجها من تلك الأفكار صوت أجش مميز ينادي إسمها بعدم ثقة، نبرة خافتة وضعيفة تدل على مدى قلق صاحبه من تلك المواجهة .

إستدارت هي تجاه الصوت بهدوء مبتسمة على غير المتوقع، بينما هو يقترب حتى بات قريباً كفاية ليتحدث بصوت مسموع كفاية إبتسامته كانت كافية لتهدئة توتره "آنسه همس ، إنتظرتك طوال الفترة المنصرمة ولكنك لم تأتي "

أجابت عن طيب خاطر "خير يا آدم " ، ليجيبها سريعاً "أردت الإعتذار لم أعرف ماذا أصابني يومها ، صدقيني لم أقصد مضايقتك أبدا ولا أعرف حتى الآن كيف تفوه لساني بهذا الكلام".

ردت بنبرة هامسة "لا عليك يا آدم، لا تثقل على نفسك، هون عليها فما حدث قد مضى في زحام الحياة وغداً قد يأتي بالخير لدرجة لا أتذكر معها ما حدث بالأمس".

إرتفع مستوى الحديث ليتخطى الحادثة الأخيرة ويصل بالحوار للإختبارات ومستواها والقلق من نتيجتها ، وينتهي بطلب أن يطمئن عليها من حين لآخر والسماح له بزيارتها بالمشفى عقب إجراء الجراحة .

مع ذهاب آدم إستنشقت همس عطر رقيق تحفظه جيداً يقترب ويقترب همست بداخلها بسعادة "بلال" ، إقترب العطر وصاحبه أكثر ليتسمع نبرة مختلفة عن كل مرة سمعت بها صوته "سمسمة، كيف حالك اليوم".

إبتسمت ساخرة بينما تجيبه بهدوء "وماذا تعرف أيضاً يا إبن عمي "، أجابها حانقاً "لا تحادثينني بهذه النبرة يا همس أنا إبن عمك ولست عدوك حالياً نحن العائلة الوحيدة التي تمتلكينها وعليك القبول بهذا لأنني لن أسمح لك بالإقامة وحدك مجدداً، ستأتين معي للمنزل الآن ".

أجابته بثقة "سيحدث يابن وفاء سأعود لمنزلي ولعائلتي، ليس لأنك تطلب هذا ولكن فقط لأنه ببساطة حقي، حقي الذي تركته لك ولوالدتك تنعم به أكثر مما تستحق ".

لينظر لها بلال بدهشة مصحوبة ببعض الحنق والضيق من طريقة حديثها عن والدته أي كانت مساويء هذه المرأة تظل والدته ولا يرغب في أن يتحدث عنها أحدهم بسوء.

أجابها محاولاً إخفاء غضبه كي لا يعود معها إلى الوراء مجدداً "حسناً هيا إلى السيارةةمعي لنجلب لك أشيائك من المنزل كي تأتي برفقتي إلى منزل العائلة ".

والقلب إذا هوىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن