الفصل السادس

2.7K 57 1
                                    

وقف بلال أمام نافذة مكتبة يزفر بضيق ، فقد كان مصراً على الإعتذار لها في حال روئيتها ، لا يعرف حتي الآن ماذا أصابه لينفعل بتلك الطريقة ، شيئاً ما بها يثير غضبه يستثير أعصابه لتنفلت منه بهذه الطريقة .

قاطع تلك الأفكار دخول عاصف لخالد ، الذي رمقه بنظرات حارقة تكاد تقتله ، برفقة خالد كانت هناك عاصفة هوجاء من مشاعر مضطربه لا يعرف سبباً لها ولكنه صاح بعصبيه " لماذا لم تقرع الباب قبل إقتحامك مكتبي بهذه الطريقة الوقحة " .

لوكان في يوم أخر في ظرف أخر لتغاضى خالد إسلوب إبن خاله الفظ ، ولكنه لم يتحمل طريقته مع مخلوقة رقيقه كهمس طاح خالد قطعه هرمية الشكل من فوق المكتب قائلاً بحدة " كلمة واحدة يا بلال إبتعد عن همس وإياك والإقتراب منها " ثم نظر لبلا بإستعلاء ليكمل بنبرة متملكة " إنها تخصني .

نظر بلال بصدمة عدم إستيعاب أي همس تلك بل من تكون حتي يقترب منها هل جن خالد ، منذ متي وبلال يهتم لأي فتاة ، ليهز رأسه مبعداً تلك الأفكار البائسه ليقول بهدوء " ومن تكون ربة الصون والعفاف " .

تنهد خالد ثم هوى على المقعد خلفه ليرمق بلال بنظرة فاترة مليئة بالحمم بين الفنية والأخرى قائلاً " تلك التي صرخت عليها اليوم ، هي لم تقصد الإصطدام بك ، إنها فتاة رقيقة لن تتحمل إسلوبك الفظ ، ستكون بين الطلاب في صفك هذا العام ، لقد إنهارت الفتاة تماماً بعد فعلتك البغيضة ، أي ما كانت كلماتك لها فهي أفقدتها القدرة على الوقوف على قدميها تركتها في العيادة بعدما حصلت منها على وعد بعدم التقدم بشكوى ضدك " .

كان بلال يستمع لكلام خالد بهدوء ، دون محاولة منه لإيقاف عن الحديث ، فهم من هي المقصودة ، من غيرها تلك الفتاة التي لديها من القوة ما يجعلها أقوى من مصارعي السومو رغم ضئالة حجمها .

إذن إسمها همس ، إبتسامة صغيرة نمت على شفتيه ، وهو يتذكر كلمة خالد (إبتعد عن همس ) إذاً إسمها همس ، إنها رقيقة كذلك الإسم الهادئ ردده مرتان ....همس ...همس ، وكأنه نسي وجود خالد معه تاه بخيالة في محيطيها الزرقاوان وهو لازال يردد إسمها بإبتسامة خرقاء .

ليقاطعه خالد بعصبية " هل أنت أخرق ، ماذا حدث لإتزان بلال ، أين ذهب إبن خالي ".

إبتسم بلال مجدداً ولكنه نطق هذه المرة " إذاً إسمها همس ، وما علاقتك بها أنت؟ ولماذا قلق لهذه الدرجة " .

لم يعرف خالد بماذا يجيبه ، وبقي قرابة الدقيقتين يتمتم بكلمات غير مفهومة إلا أن بلال قاطعة محذراً بينما يشير بسببته " لا يهمني ما هي علاقتكما ولكنني أحذرك ! ياسمين ما إن تعلم ستنقلب الدنيا رأساً على عقب ربما هي لا مبالية ولكنها متملكة بأقصى درجة ربما تقتلك أنت وهمستك " .

ومضت عينا خالد بلمعة غريبة وكأن فكرة ما طرأت في رأسه ليقف حاضناً بلال المذهول من ردة فعله الغريبة ، سرعان ما إبتعد خالد وهو يتجه نحو الباب ليشير لبلال بإبهامة قائلاً " أه لو تعلم كم أنت عبقري ياإبن خالي " غمزة طريفة أبدتها عيناه قبل أن يخرج مغلقاً خلفه الباب.

والقلب إذا هوىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن