وقف بلال أمام نافذة مكتبة يزفر بضيق ، فقد كان مصراً على الإعتذار لها في حال روئيتها ، لا يعرف حتي الآن ماذا أصابه لينفعل بتلك الطريقة ، شيئاً ما بها يثير غضبه يستثير أعصابه لتنفلت منه بهذه الطريقة .
قاطع تلك الأفكار دخول عاصف لخالد ، الذي رمقه بنظرات حارقة تكاد تقتله ، برفقة خالد كانت هناك عاصفة هوجاء من مشاعر مضطربه لا يعرف سبباً لها ولكنه صاح بعصبيه " لماذا لم تقرع الباب قبل إقتحامك مكتبي بهذه الطريقة الوقحة " .
لوكان في يوم أخر في ظرف أخر لتغاضى خالد إسلوب إبن خاله الفظ ، ولكنه لم يتحمل طريقته مع مخلوقة رقيقه كهمس طاح خالد قطعه هرمية الشكل من فوق المكتب قائلاً بحدة " كلمة واحدة يا بلال إبتعد عن همس وإياك والإقتراب منها " ثم نظر لبلا بإستعلاء ليكمل بنبرة متملكة " إنها تخصني .
نظر بلال بصدمة عدم إستيعاب أي همس تلك بل من تكون حتي يقترب منها هل جن خالد ، منذ متي وبلال يهتم لأي فتاة ، ليهز رأسه مبعداً تلك الأفكار البائسه ليقول بهدوء " ومن تكون ربة الصون والعفاف " .
تنهد خالد ثم هوى على المقعد خلفه ليرمق بلال بنظرة فاترة مليئة بالحمم بين الفنية والأخرى قائلاً " تلك التي صرخت عليها اليوم ، هي لم تقصد الإصطدام بك ، إنها فتاة رقيقة لن تتحمل إسلوبك الفظ ، ستكون بين الطلاب في صفك هذا العام ، لقد إنهارت الفتاة تماماً بعد فعلتك البغيضة ، أي ما كانت كلماتك لها فهي أفقدتها القدرة على الوقوف على قدميها تركتها في العيادة بعدما حصلت منها على وعد بعدم التقدم بشكوى ضدك " .
كان بلال يستمع لكلام خالد بهدوء ، دون محاولة منه لإيقاف عن الحديث ، فهم من هي المقصودة ، من غيرها تلك الفتاة التي لديها من القوة ما يجعلها أقوى من مصارعي السومو رغم ضئالة حجمها .
إذن إسمها همس ، إبتسامة صغيرة نمت على شفتيه ، وهو يتذكر كلمة خالد (إبتعد عن همس ) إذاً إسمها همس ، إنها رقيقة كذلك الإسم الهادئ ردده مرتان ....همس ...همس ، وكأنه نسي وجود خالد معه تاه بخيالة في محيطيها الزرقاوان وهو لازال يردد إسمها بإبتسامة خرقاء .
ليقاطعه خالد بعصبية " هل أنت أخرق ، ماذا حدث لإتزان بلال ، أين ذهب إبن خالي ".
إبتسم بلال مجدداً ولكنه نطق هذه المرة " إذاً إسمها همس ، وما علاقتك بها أنت؟ ولماذا قلق لهذه الدرجة " .
لم يعرف خالد بماذا يجيبه ، وبقي قرابة الدقيقتين يتمتم بكلمات غير مفهومة إلا أن بلال قاطعة محذراً بينما يشير بسببته " لا يهمني ما هي علاقتكما ولكنني أحذرك ! ياسمين ما إن تعلم ستنقلب الدنيا رأساً على عقب ربما هي لا مبالية ولكنها متملكة بأقصى درجة ربما تقتلك أنت وهمستك " .
ومضت عينا خالد بلمعة غريبة وكأن فكرة ما طرأت في رأسه ليقف حاضناً بلال المذهول من ردة فعله الغريبة ، سرعان ما إبتعد خالد وهو يتجه نحو الباب ليشير لبلال بإبهامة قائلاً " أه لو تعلم كم أنت عبقري ياإبن خالي " غمزة طريفة أبدتها عيناه قبل أن يخرج مغلقاً خلفه الباب.
أنت تقرأ
والقلب إذا هوى
Romanceكل شيئ بمقدار والجميع على نياتهم يرزقون ، هل يستمر للصغار حباً صادقاً وهم يحملون ميراثاً من الحقد والكراهية الذي خلفه لهم الكبار، أم أن همس تستطيع تغيير مصيرها ،وهل بلال يثق ببراءة امرأة كل الدلائل تشير إلى عهرها ليتزوج ابنتها بلال وهمس في مفترق طر...