الفصل العاشر

2.4K 49 9
                                    

ابتسمت همس بسعادة لمداعبات الطبيب المرحة منذ قرابة الساعة التي لم تشعر بها لظرف الطبيب منذ أن دلفت إلى غرفة الكشف .

طوال الساعة لم يفيدها الطبيب شيئاً عن حالتها سوى بعض المزحات الساخرة وكثير من نقط العين المعقمة والكثير من التعرض للأجهزة والأشعة والتي شعرت بقوة إضاءتها في عينيها .

لم يخلو المزاح من بضعة أسئلة جدية تخص الرؤية، كانت تظن بأنها حالة ميئوس منها حتى تحدث الطبيب موجهاً حديثه إلى عمها محمود .

حيث قال بهدوء " حالتها جيدة جداً ، هو عمى قشري ،كنت قد شككت بذلك ولكن الفحص كان ضروري للتأكد".

نظر له محمود بوقاره المعتاد قائلاً " أيعني هذا أنها ستتمكن من الإبصار مجدداً " ليجيبه الطبيب سريعاً "بالطبع ستتمكن من ذلك كما أخبرها الطبيب المعالج في أسوان ، لقد أعطها التشخيص الكامل هنا موقع بخط يده مع وعد بالمساعدة في إجراء الجراحة" .

خرجت همس بسعادة برفقة عمها بعد سماعها حديث الطبيب الذي طمئنها أنها ستجري الجراحة بعد الإمتحانات فقط لأنها ستكون بحاجة إلى فترة طويلة بعد الجراحة للراحة في المنزل بعيداً عن ضوء الشمس.

أوصلها محمود وخالد إلى الجامعة وتركاها برفقة رجاء التي لم تتوقف دقيقة لإلتقاط أنفاسها قبل أن تخبر مارينا عن لقائهم بالطبيب .

*********************

دلف بلال إلى داخل القاعة ليحدث سكون تام من جميع الطلاب، منذ مدة وهمس تلاحظ إلتزام الطلاب بطريقة غير عادية في محاضرات بلال .

بدأ بلال حديثة المشوق عن الفكاهة في الادب العربي قديماً، وبما ان الموضوع مرح وفكاهي فقد لاقى تجاوب وتفاعل من جميع الطلاب .

حتى جاء دور همس حينما سألها بلال بهدوء عن قراءتها في الفكاهة العربية تحدثت همس بهدوء "حقيقة، لم يعرف أدب الفكاهة والضحك العالمي على مر العصور كاتباً في قامة أديبنا العربي أبو عثمان عمرو بن بحر ‏الجاحظ، الذي ملأ الدنيا وشغلها بفكاهته اللاذعة، وهو القائل: «من كانت فيه دعابة فقد برئ من الكبر» "

إبتسم عابد بمرح ثم هتف "أكملي آنسة همس فرأيك مثير للعقل ثقافتك تتجاوز عمرك بمراحل وهذا يسعدني".

لتردف همس مكملة " لم ‏يترك الجاحظ شيئاً في زمانه إلا وسخر منه سخرية لاذعة، إلى حد أنه وجه سهام نقده الساخر إلى نفسه، فضحك ‏من دمامته وجحوظ عينيه..

 فقد روى أنه شاهد امرأة من جميلات عصره تسير في شوارع بغداد سافرة الوجه، ‏فتبعها عبر الشوارع وهي راضية مبتسمة، حتى إذا جاءت إلى السوق دخلت إلى محل صائغ وأشارت له أن ‏يتبعها، فلما دخل قالت للصائغ: «لقد طلبت منك أن تنقش لي صورة الشيطان، وجئتك بهذا الرجل كي تقتبس ‏منه»!‏"

والقلب إذا هوىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن