الفصل الخامس

2.6K 60 18
                                    

لاتحزن ! 💕
فالخالق يُرسل لك الأمل في أكثر اللحظات يأساً.🌿🌾
لا تنسَ أن المطر الشديد يأتي مِن الغيوم الأكثر سواداً.

― جَلال الديِن الرومي💜

_____________________________________

"هذا رائع همس ، إنه يبدو مثالي " نطقت رجاء بمرح إستفز المندوبة من دار الأزياء ، فهذه هي حالة رجاء منذ ما يقارب الساعة كلما أخرجت المرأة رداء مختلف .

كانت رجاء تعتبر من المحرومين ، لذا كانت شديدة الإنبهار بالملابس التي لم ترى مثلها من قبل ، فهي تقريباً أعادت جملتها السابقة خمسة عشر مرة مع كل رداء .

" حسناً رجاء ، بما أن مقاسهم مناسب سأخذهم جميعاً ، فأنا أثق برأيك أرجو ألا تخيبي رجائي يا رجاء " قالت همس وإختتمت كلامها بنبرة مرحة ، بينما يداها تتحسس الرداء الناعم فوق جسدها .

ثم أردفت قائلة " هيا رجاء إختاري ثوبين مناسبين لكي وسأدفع أنا عنك " .

حاولت رجاء الرفض ، ولكن همس لم تقبل برفضها مؤكدة أنها سترافقها للجامعة يومياً ، ويجب عليها أن تهتم بمظهرها قليلاً .

تخيرت رجاء ثوبين مناسبين لها وإختارت حجابين ملائمين للأثواب ، وهي لا تكاد تصدق نفسها من فرط السعادة ، فهي لم تحلم يوماً أن ترتدي ملابس مماثلة .

في اليومين التاليين نسيت همس قصة بلال ، وكل ماهو متعلق بذلك لشدة إنشغالها في التحضير للجامعة ، التعليم هو معشوقها منذ نعومة أظافرها .

بالرغم من شح أبيها ومعاملته القاسية ، إلا أن والدتها أولت تعليمها عناية خاصة ، في بعض الأحيان كانت الحيرة تملؤ قلبها عن مصدر المال الذي تنفقه والدتها ، كما كانت الشكوك تنغز بقلبها بسبب إصرار والدتها اخفاء المال والدروس الخصوصية عن والدها .

تذكرت همس كلمات والدتها ذات يوم حينما قالت " حبيبتى ليس من المفترض أن يعرف أبيك شيئاً عن الدروس ، وإذا حدث وسألك عن الكتب أخبريه أنك إستعرتيها من إحدى زميلاتك بالمدرسة ، لو أنه علم بشيئ لن يحدث خيراً لنا أبداً " .

الآن فقط عرفت مصدر المال ، وعرفت لما كانت والدتها تخفيه ، مالم تفهمه همس هو لماذا ، تصرف بمثل هذا الشح إذا لم يكن من طباعه ، واذا كان قد فقد الثقه بزوجته لما أصر على البقاء معها​ .

طبيعة علاقة أبويها كنت محيرة للغاية إذ أنها كانت أكيدة من أنهما يكنان المشاعر أحدهما للأخر ، برغم تصرفات أبيها الغير مبررة إلا أن العشق كان دوماً ينطق من عينيه دون محاولة منه لإخفاءه .

مرت الأيام سريعه واليوم هو أول أيام الدراسة ، وهي الآن في أبهى حلة لها أو هكذا كانت تعتقد نظراً لملمس القماش الفاخر الذي ترتديه ، كما أن معرفتها بأنها ترتدي لونها المفضل وهو الأزرق الملكي جعلها تبدو واثقة أكثر من نفسها .

والقلب إذا هوىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن