- جوري -تلك المكالمة المخيفة كانت من خالي شاكر ، اخبرنا فيها ان خالي هاشم قد أُصيب بسكته قلبية مفاجئة وقد نقلوه علي العناية المشددة
واتضح فيما بعد انه كان يعاني من خطب في قلبه ولكنه لم يخبر احداً عن ذلك ...وصلنا متأخرين بسبب ازدحام الطريق وعندما وصلنا ، كان خالي هاشم ... قد فارق الحياة ..
الجميع يبكي بحرق علي فقدانه ، حتى انا ... عدا زين .. لم اراه متأثرا ابداً ولم ترف له جفنلكنني ايضا لم ارى زين هكذا من قبل ، زين ليس من النوع الذي يظهر عواطفه امام احد ، لكنني شعرت بقلبه يتمزق من الداخل وهو يستقبل الضيوف كي يقومون بتعزيته
توجهت اليه ببطئ وانا انظر اليه ، نظرته الباردة تلك التي قابلني بها اول يوم التقينا فيه
سحبته من معصمه وانا اقول له : تعال معي قليلا ..
كان يسير معي بكل سلاسة وكأنه فاقدا لوعية ولا يستوعب شيء
دخلنا غرفة مكتب الخال هاشم واقفلت الباب ..- اعلم .. انك تحاول .. الا تظهر ماتشعر به امام احد وانك تحاول التماسك لكن ... هناك حد لهذا !! ماتفعله الان ... سوف يجعلك تختنق حتى الموت
ثم امسكت بيده بكلتا يداي وانا اقول له : يجب ان تُخرج مابداخلك فنحن خُلقنا بشر من لحم ودم ، انا اعرف انك تتألم كثيرا علي فراق خالي
اصرخ بقوة ، افعل كل ماترغب بفعلك اضرب الأشياء التي امامك حتى تتحطم ولكنـ .. ارجوك لاتفعل هذا ..قلت له تلك الكلمات وخرجت من الغرفه واغلقت الباب وانسندت عليه ..
وبعد خروجي بقليل بدأت اسمع صوته وهو يبكي من اعماق قلبه ثم سمعت صوت الاشياء تتكسر وهو يصرخ بأعلى صوته
- ابي !!!!! ابي لماذا رحلت وتركتني وحدي !!!!!!!!!!! ابييييييييييي ارجوك اجبني !!!!!!!! لماذا ؟! لماذا تركتني وحدي ؟!عندما سمعته يقول وحدي .. شعرت بأنه وحيد حقا !! لقد كنت ابكي بحرق ايضا ولكنني اردت ان اقف بجانبه حقاً
لا اريده ان يشعر ابدا بأنه وحده .. لأنني اكثر شخص في هذه الدنيا يعلم عن الم فراق الوالدين ، فدخلت الغرفه بسرعه و وجدته جالساً علي الكنبه ويبكيجلست بجانبه بسرعه وامسكت بوجهه بين يدي ثم حظنته بقوة
لقد كان يبكي علي كتفي مع شهقات بكائه التي كانت تؤلمني حقاً ، اريده ان يبكي ولكن في نفس الوقت اريد ان اقوله له لا تبكي !!!
- جوري !!!
- انا هنا .. بجانبك !!
- لا تتركيني وحدي !!! ارجوكِ !!!!لقد كان يبكي بين يدي كالطفل الصغير الذي تركته والدته ، لقد اظهر لي زين للمرة الأولى هذا الجانب منه ، انه كما وصفه خالي بالضبط ، لم اكن اتخيل بأن زين ذلك البارد سيتحول الى طفل صغير رقيق المشاعر
هذه المرة الاولى التي ارى فيها زين بهذه الحاله
- لن اتركك .. سأضل بجانبك دوما .. اعدكفي تلك الليلة .. نام زين في حضني ، كان يبدو وكأنه يشعر بدفئ والراحه بين يدي ، مسحت علي رأسه قليلا وانا احدق في وجهه النائم
- بعد شهر -
زين وهو يمسك جوري من خصرها
- تعالي الى هنا
- توقف عن فعل هذا !!!ثم قرب وجهه منها وتبادلا القُبل ..
اصبحت جوري تعيش حياتها بشكل افضل بعد ان اصبحت تشكل ثنائي حقيقي كزوج وزوجة مع زين
ولكن جوري لم تتوقف عن تصرفات الاطفال بعد ولم تتغير
- و في المساء -
حيث هيلين و سولي في غرفة المعيشة اخذت جوري هاتفها وجلست مقابله لهن تماماً وبدأت تنظر الى هاتفها وكأنها تقرأ شيء
جوري بصوت عالي : قال الله تعالى ان من يؤمنون ببعض الكتاب ويكفرون ببعض سيدخلون جهنم وبأس المصير
فنظرت اليها كل من سولي و هلين بصدمة
هلين وهي تهمس الى سولي
- مالذي تقوله هذه المتخلفه ؟!بينما قالت سولي
- لا افهم شيء مماتقول !!!جوري : لكن ماذا عن الاشخاص الذين يستهزؤون بمن يقيمون الصلاة و يرتدون ملابس فاضحة ؟ ، سيدخلون جهنم ؟ اه كنت اعلم أنا فقط كنت أتأكد
هيلين وهي تقف مسرعه اتجاه جوري
- ما هذه الترهات التي تقولينهاوحاولت تنزع الهاتف من جوري ولكن جوري قد امسكته بقوة ، وبدأت هيلين تسحب من عندها وجوري تسحب من عندها
هيلين : اتركيه سوف احطم هذا الشيء
جوري : لا لن تفعلي
وتحول صراع الهاتف الى صراع ايدي بينهماجوري وهي تضرب هيلين علي قدمها : خذي هذا !!!!!
صرخت هيلين وهي تقفز وتصرخ من الالم : سوف اقتلك
ثم لكمت هيلين جوري علي وجهها وهي تضحك وتقول
- وما رأيك بهذا ؟!- عند العائله -
حيث زين قد عاد الى المنزل فوجد امه بنتظاره في الصالة ...
لورين : اهلاً بعودتك !! كيف كان عملك ؟
زين : جيد !!
وفي تلك اللحظه بدأ الجميع يسمع صوت ضجيج وصراخ الفتيات ...سولي وهي تسحب جوري من شعرها
- اتركيها ايتها المتخلفه ..جوري وهي تسحب هيلين من اذنها
- لن اتركها حتى اشفي غليلي منهافدخل زين بعصبيه وغضب
- ما هذا ؟!!!!فتوقف ثلاثتهم بصدمة ينظرون الى زين بوجه بريئ
أنت تقرأ
جُورِيِ || 2016 ©️
Actionتتحدث الرواية عن جوري التي توفى والديها جراء حادث فتنتقل للعيش مع عائلة امها شديدة الثراء في لندن طلبا من جدتها التي قررت ان تعتني بحفيدتها وعندما شارفة تلك الجدة علي الموت قامت بتزويجها الى احد ابناء خالها كي يطمئن قلب الجدة علي حفيدتها تلك العائلة...