-بعد عدة ايام -حيث الخارج شديد البرودة والرياح عاصفة و السماء تمطر بشدة ..
دق باب منزل جوري ..كانت جوري نائمة في سريرها الدافئ مع ابنتها جورجينا التي تبلغ عام ونص
دق الباب ودق ...
فتحت جوري عينيها ببطئ وهي تستمع الى صوت الباب يدق ..
- من الطارق في مثل هذه الساعة المتأخرة من الليل ؟!كانت جوري خائفة فربما قد يكون مجرماً او شخص سيء فهي ليست معتادة علي ان يطرق بابها احد ..
حاولت تجاهل ذلك الصوت .. ولكن الطرق لم يتوقف
فنهضت ببطئ ، نظرت الى ابنتها الجميله والتي كانت نائمة كالملاك ، عدلت الغطاء كي تغطيها جيداًثم سحبت الغطاء من عليها كي تقف لتفتح الباب ..
دخلت المطبخ واخذت السكين كسلاح في حال حدوث امر ما ..ثم تقدمت ببطئ بتجاه الباب
- من الطارق ؟!ولكن لم يجب احد
فكررت جوري سؤالها في خوف
- من الطارق ؟!وفي تلك اللحظة سمعت جوري صوتاً لم تسمعه من وقت طويل
- افتحي الباب ياعزيزتيو من صدمتها فتحت الباب بسرعة وهي تقول بلهفة و حنين إلى هذا الصوت
- أمي ؟!!كانت جوري ترى والدتها امامها وهي مبتلة تماماً من المطر
فتوجهت جوري بسرعه وعانقت امها بقوة وهي تبكي
- أمي !!!!! أميء !!!فنظرت اليها والدتها ببتسامة ثم مسحت علي شعر جوري وكلاهما يقفان في ذلك المطر شديد الغزارة
ابتسمت لها والدتها ابتسامة دافئة وهي تقول لجوري
- هناك طارق علي باب قلبك .. افتحي له كي يرتاح قلبيفنظرت جوري بدهشه الى والدتها
- امي !!وفي ذلك الوقت نهضت جوري من منامها بفزع علي صوت طرق ذلك الباب ....
فقالت بصدمة
- امي ؟!وقفت جوري بسرعة وهي تركض متجهه الى الباب علي امل لقاء والدتها مجدداً
وفتحت الباب بسرعة .... واذ بها تقف هناك في صدمة من امرها
لتقول في صدمة
- ز.. زين ؟!كان زين واقفا تحت المطر مبللًا تماماً
نظر الى جوري وابتسم ابتسامه جانبيه مجروحة ووقع بين يديها ...
- زين !!!! زين مالذي حدث لك ؟! انت بخير ؟!ادخلته بسرعه الى الداخل واقفلت الباب
حاولت تغيير ثيابه المبتله بسرعة وتدفئته ثم احضرت له كوباً ساخناً من القهوة- هذه ثياب أبي اتمنى الا يضايقك هذا
فقال بصوت مرتجف من البرد
- جوري !!فجلست جوري بجانبه وهي تسئلة بقلق
- زين انت بخير ؟! مالذي اتى بك ؟كانت كلتا يداه يرتجفان ولم يقويا علي حمل كوب القهوة فوقع وتناثر زجاجه علي الأرض ...
فنظرت جوري بصدمة الى زين
- مالذي يحدث لك ؟كان زين جالسا يبكي امامها
- حدث شيء لوالدتك ... ؟ولكن في تلك اللحظة سحبها من معصمها وعانقها بشدة
تفاجئت جوري من ردة فعل زين ...- جوري !! لما رحلتي ، حتى بدون ان تخبريني .. رحلتي وتركتني وحدي .. رغم انكِ وعدتني بأنكِ ستبقين بجانبي دائماً
لم يكن لدى جوري شيء لتقوله
فضحك زين ضحكة خافته والدموع تشق طريقها علي خديه قائلا
- انظري الى اي حال قد وصلت اليه بسببك !!
- لما تقول ذلك ؟! انت فقط تزوجتني من اجل تلك الثروة ، وبعد رحيلي كان بإمكانك ان تأخذها بدون أن تزعج نفسك بفتاة مثلي
- كان ذلك سابقاً .. ولكنني لم اعد اريد شيء ... بعد ان احببتكِ ادركت ان كل تلك الثروة لم تكن تعني لي شيء من دونكتفاجئت جوري من كلمات زين وهي تقول
- ماذا ؟!
- جوري انا حقاً احبك ... ولم اعد قادرا علي التماسك من بعدك اكثر من ذلكنظرت جوري بعينين باكيتين الى زين الذي عاد ليشعل شعلة الحب بداخل قلبها مجدداً قائلة
- ان كنت تحبني حقا .. لما تركتني كل هذا الوقت اعاني هذه الحياة وحدي ؟!
- لو لم اتخذ ذاك القرار لكانت امي قد دمرتكِ منذ وقت طويل ..
- ماذا تقصد ؟!
- لقد كانت تهددني بكِ طوال الوقت .. حتى انها ارادت مني ان اتزوج ابنة شخص بنفس مستوى عائلتنا ولكنني لم اقدر ..
لم اعد قادرا علي تحمل ذلك ، قلبي لم يستطع ان يحب غيرك ، لقد تركت كل شيء خلفي وها انا امامكِ لا املك شيء فعتني بي رجاءًفضحكت جوري ضحكة خافته وعانقت زين بقوة وهي تبكي
- ايها الاحمق ... لقد دمرت مستقبلك ، لماذا فعلت هذا ؟!
- لا اريد مستقبلاً أنتي لستي فيه ... لم اعرف الابتسام في حياتي يوماً الا عندما كنت معكِ ، لا استطيع ان اعبر عن مشاعري امام احد غيرك ، لم اعد قادراً علي العيش بدونك ، انتي هي امي الحقيقية- لست امك انا زوجتك يا احمق
حل الصمت قليلا ثم نطقت جوري قائلة
- لا تظن انني قد سامحتك بهذه السهولة ، لكن يبدو ان امي تحبك لذا سأغفر لك هذه المرةفبتسم زين ابتسامه دافئة وهو يعانق جوري
جورجينا وهي تتقدم بتاجه جوري وتحك عينها اليمنى
- ماما !!فلتفتت جوري بدهشه بينما التفت زين بصدمة
أنت تقرأ
جُورِيِ || 2016 ©️
Actionتتحدث الرواية عن جوري التي توفى والديها جراء حادث فتنتقل للعيش مع عائلة امها شديدة الثراء في لندن طلبا من جدتها التي قررت ان تعتني بحفيدتها وعندما شارفة تلك الجدة علي الموت قامت بتزويجها الى احد ابناء خالها كي يطمئن قلب الجدة علي حفيدتها تلك العائلة...