انا اقف خلفك..!؟

1.3K 58 7
                                    

قال وهو يحدق في عيني : (( لقد كانت هذه المدرسه منذ ١٨ سنةً تأوي عائلةً أجنبيه مكونه من -أب وزوجتيه الأثنتين وثلاثة أطفال - كانت إحدى الزوجات تمارس السحر وكان زوجها لايوافقها على ماتفعله ويهددها أحياناً بالطلاق وكان ردها الوحيد بأن هذا مصدر دخلهم الذي يعيشون عليه ، وفي يومٍ من الأيام دخل الزوج على زوجته في منتصف الليل وهي تقوم بالسحر فأنهار غضباً وطلقها ، وكردةِ فعل خبيثةٍ منها قامت بعقد ‏سحر لزوجها ، نعم  كانت تعتقد أن جارتها هي من وسوسة لزوجها بالطلاق ، فقامت بقتل أحد أبناء جارتها أمام ناظريها بُغية الأنتقام وكادت أن تقتلهم جميعاً لاكن الزوجة الأخرى أخذت الطفلان وهربت ، فعلمت أنها ستتصل برجال الأمن ولن يكون أمامها مفر،  فما كان منها الا أن تستقر في أحد غرف المنزل وتنذر نفسها للشيطان لحماية أبنها الوحيد ، ومنذ ذلك اليوم لم يرَ أحد الزوجة الباقيه ولا الطفلين ، أما الزوج فأصبح مختلاً وألقي في أحد مستشفيات الطب النفسي ، يقال أيضاً أن روح الطفل المقتول وروح الزوجه ماتزال الى الآن تسكن هذه المدرسه))
أطرافي تجمدت ، جسدي دبّ فيه الرعب ، ملامح وجهي تغيرت ، هل يعقل أن يكون ما أسمعه صحيح ، سألته بسرعه : وما ادراك ، نظر إلى النفاذه وقال : حضرت مع رجال الأمن تلك الليله ، كان منظر الساحره وهي معلقه بشعاً ، خرجت من الغرفة وأنا مُذهولٌ مما سمعت ، أتجهت الى دورات المياه وأنا أسأل نفسي ، لو كان هذا الكلام صحيحاً فلماذا لم يرى أحدٌ مارأيت ، نعم وذلك الحارس لم يسمع الأصوات في تلك الليله التي رأيتهم بها ، سؤال يلي سؤال والأسئلة تدور في ذهني مثل العواصف ، أنظر إلى المرآة المعلقة على الجدار وأرشُ الماء البارد على وجهي وأقول في نفسي ، ياترى من هو حران الذي ذكرته تلك الفتاه وماعلاقتي به ، لماذا ذكرته إلي بالتحديد ، يا إلهي كل هذه الأسئلة تقتلني ،،،  وبينما كنت غارقاً في التفكير أحسست بحرارة تلامس جسمي وكأن أحداً يقترب من أذني ، نظرت إلى المرآة فلم أرى سوى إنعاكسي ، أمعنت النظر جيداً ف لاحظت انعكاس بابِ حمامٍ مفتوحٍ بمقدارٍ ضئيل ، رأيت عيناً صفراء تنظر إلي من أعلى الباب ، صوت صرير الباب وهو يتحرك ببطء يقتل الشجاعة فيّ ، لم أستدر ولم أتحرك ، كل مايمكنني فعله هو مجرد النظر لأنعكاس الباب ، في تلك اللحظه رأيت شيئا مهولاً ، ثعبان أسود شعره كثير عريض الجذع والحراشف تملأ جسده ، عيونٌ صفراء وجسدٌ ضخم يمتد من أسفل الباب إلى أعلاه ، بدا واقفاً وينظر إليّ بحده إلى أن أخرج جسدهُ كاملاً ولازال ينظر إلي وكأنه يتمعن في لوحةٍ فنيه ، أردت الهرب أو الصراخ بأعلى صوتي ولاكن محاولاتي بآئت بالفشل ، تحرك إليّ ببطء حتى أستقر خلفي ، كان يفوقني طولاً ، قال بصوتٍ حاد ومبحوح :(( أنت منا ولنا فلا تتعب نفسك بالبحث عن الحقيقة ، فهي ستأتي إليك )) وفي رمشةِ عينٍ أختفى ، سقطت على الأرض بدون أدنى شعور ، وكأنني كنت معلقاً بحبل ، أستجمعت قِواي لأرى مفتاحاً معلقاً بحبل يتدلى أمام المرآه ، قديم الطراز ، مصنوعاً من الفولاذ ومطلي باللون الأسود الداكن ، شعرت بالخوف ، وما أنا بصدده فما معنى كلامه وما هي الحقيقة التي سأبحث عنها ولماذا أنا ، أيضاً ماهذا المفتاح الغريب ،،، عقلي توقف عن التفكير والخوف ملأ أرجاء جسدي ، سمعت صوت جرس الفسحه ، ألتقطت المفتاح من على المرآه ووضعته في جيبي ، خرجت وأنا أرتجف رعباً، نظرت إلى جدران المدرسه البارده وهي تنظر إلي وكأنها شاهدةٌ على ماحصل ، ذهبت إلي المرشد الطلابي وأستأذنته للخروج ، طلب مني أوراق وإثباتات شخصيه كي يتم مطابقتها مع شهادتي قبل التخرج ،،،، عدت الى المنزل والقلق لايفارقني استلقيت على السرير أفكر بما حصل ، كل هذا التفكير يسبب لي الصداع والصداع يجلب ليّ النوم فهذه هي طريقتنا للهرب من مشاكلنا وكأننا نعلم أنه حالما نستيقض ستكون مشاكلنا قد حُلّت ولاكن احياناً مشاكلنا قد تطاردنا في الأحلام .......،،،، أستيقضت على صوت رعدٍ مدوي يهز أرجاء المنزل ، نظرت إلى ساعتي فوجدة عقاربها تقترب من السابعة بتثاقلٍ وبطء ، جُبّتُ أرجاء المنزل باحثاً عن والدتي أو شقيقتي ، لم أجد أحداً ، أعتقدت أنه ربما تكونان عند الجاره تساعدانها في إدخال الخِراف الى الحضيره ، ذهبت إلى غرفة والدتي لآخذ الأوراق التي طُلِبت عليّ ، أحضرت شمعتاً ودخلت الغرفة وهي مظلمه ، المنزل بالكامل أنقطع عنه الكهرباء بسبب العاصفه ، رحت أُنبِشُ في الغرفة، رأيت دولاباً وحاولت فتحه فلم أستطع ، فتحت الدولاب الذي بجانبه وأنا أبحث بين أرففه ، ووجدت ماكنت أبحث عنه ، وقبل أن أُقفل الباب رأيت مفتاحاً يلمع فوق أحد الأرفف ، أمسكته وأنا انظر إلى تصميمه قديم الطراز ، خطر ببالي لوهلة أنه مفتاح الدولاب الذي بجانبه ، سيطر علي الفضول لأعرف مايحتويه ، رحت أقلبه يميناً ويسراً، ربما هو عالق وربما لم يُفتح منذ منذ سنوات ، سمعت قرقعة القفل فُتِح ، سحبت الباب بكل بطء والغبار يملأ المكان ، لكن الصدمة كانت عندما لم أجد سوى صندوق قديم !!!

عائلة السحره حيث تعيش القصص. اكتشف الآن