مرارة الوحده

1.6K 51 2
                                    


‎مع بزوغ الشمس  ‏بدأت بتجهيز حقيبتي وأخبرت والدتي انني سأبقى في المدرسة ولن أعود إلا بعد الحفل ، أدرت مقود السيارة واتجهت إلى المدرسة سارت الحصص كما هو مقرر لها دون أي تغيير في الجدول ومع انتهى اليوم الدراسي بدأ العمل في تنظيم الحفل وتنظيم الفرق المشاركة وترتيب المقاعد وتزيين المسرح ‏وما أن غابة الشمس بخجل حتى أعلن الليل وجوده بأبتداء الحفل ، بدأ الطلاب يتوافدون وكأنهم في إحدى ليالي العيد ، ذهبت إلى سيارتي وارتديت ملابسي التي قد أخذتها معي عند خروجي من المنزل ، عدت الى المدرسة ومع بداية الحفل عم الضجيج المكان وأصوات الطلاب مع اصوات آبائهم والبسمة تتشقق على شفاههم ، كل الآباء قد حضروا ليروا حفل تخرج أبنائهم الا أنا ، ‏لم يحضر معي أي أحد لا والد ولا وعم ولا حتى خال حتى إنني لم ارى أي قريبٍ لي طوال حياتي ولم اسمع عنهم ، احسست بمرارة وسكاكين تُغز في جوفي تمنيت لو ان احداً يشاركني الفرحه لاكن لا احد ينتبه فالكل مشغول بفرحته ، تذكرت لبرهة زوج جارتنا الذي توفى منذ سنوات وكيف كان يعدني كأبنٍ له ، سقطت الدموع على جفنيّ ووضعت يدي على عيناي واتجهت الى دورة المياه لأبكي وحدي بصمت ........ ، تقدم المدير وقام بإلقاء كلمة الحفل معلناً انه سوف يتم تكريم ٤ طلاب هم الأوائل على المدرسه بدروعٍ تذكاريه وسوف يقوم بتسليم هذه الدروع عُمدَةُ المدينه ، ومع إعلان الأسماء تصاعدياً تأكدت أنني على رأس القائمه ، بدأت الارقام تقل تديجياً والأدرنالين يُضخ بجسدي حتى سمعتهم يهتفون بإسمي ، تقدمت بخطوات هادئه على درج المسرح  وانا انظر الى الحاضرين متأملاً كامِرات القنوات التي تبث الحفل وكأنني أعلم أن والدتي وشقيقتي وربما زوجة جارنا يُشاهدنني خلف احدى تلك الكامرات ، استقرت قدماي امام العمده ، امسكة الدرع والبسمة تشقق شفاهي كانت لحظة جميله لاكن مع كل لحظة جميله لابد ان يتخللها البؤس والبشاعه ، وهو ذاك السؤال الذي سألني اياه بقوله ؛ اين والدك ؟ طأطأت رأسي بالأرض وامتلأت عيوني بالدموع واكتفيت ان انزل من على المسرح.......

عائلة السحره حيث تعيش القصص. اكتشف الآن