___بعد بضعة أشهر، في المخبر:كل من ابراهيم و ملك يتابع الأشغال بنفس الروتين السابق، و لكن الكثير من الحواجز كسرت بينهما فقد تم العقد بينهما و لم يبقى الا حفل الزفاف الذي كان مبرمجا في الاسبوع التالي.
كان كلاهما يعمل بجد، و لكن ملك كانت تخفي شيئا ما، شيئا مهما جدا ما كان ابراهيم يدري ما هو، كانت تصرفاتها غريبة في الآونة الأخيرة، و كانت متوترة وعصبية جدا، حتى أنها كسرت زجاجة الكحول المركز وهي تنقلها...
كان ابراهيم يعمل على احدى عينات الفيروسات الاخطر على الاطلاق، و كانت ملك تقف بجانبه بتوترها المعتاد، طلب منها ان تحضر له ابرة رفيعة، فنفذت على الفور، امسكها و بحذر شديد ادخلها لمزرعة الفيروسات تلك، و في تلك اللحظة، تعثرت ملك باحدى الخرق التي كانت ملقاة على الارض ووقعت أرضا جارحة يدها بقطعة زجاج كانت على الارض و بدأت تنزف، فزع ابراهيم و فقد تركيزه فطارت تلك الابرة من يده ووقعت مباشرة على يد ملك، لتنتصب واخزة جرحها.
ازداد رعب ابراهيم حينها، خاصة و ان الابرة تحمل أسوأ فيروس في تلك الغرفة، راح يركض باحثا عن زجاجة الكحول، و لكن لا جدوى من بحثه لأنه استهلك أخر قطرة في تعقيم تلك الابرة و لم تصل طلبية القوارير الجديدة بعد.
راح يركض في المشفى عند زملائه باحثا عن بعض الكحول الجراحي، و قد بحث كثيرا، و كثيرا جدا، ليجدها عند رئيس الاطباء، ذاك المتعجرف. وقف لحظة يزن بين كبريائه و حبه لملك و صار يحدث نفسه
- علي ان أترجاه ليعطيني اياها
- لكنه سوف يستفزني للابد
- لكنها يمكن ان تموت ان لم احضرها
- لكني لا اتحمل الذل
ثم ردد بصوت خافت
- حسنا، مرة وحيدة، لأجلها و لأجلي...
ثم دخل الى مكتبه و قال
- سيدي، معذرة على الازعاج، هل اجد عندك بعض الكحول، زوجتي اصيبت بفيروس و قد تموت ان لم اعقم جرحها على الفور.
قام الرئيس من مكانه، و صار يخطو خطوات بطيئة حول ابراهيم، و ابتسامة النصر الماكرة ارتسمت على وجهه
- حسنا... ماذا لدينا هنا؟ الطبيب الشاب جاء يطلب مني الكحول بعد ان صرخ بوجهي...
- ارجوك سيدي لا وقت لهذا...
- ...و يدعوني سيده...
- ارجوك، الفتاة في خطر...
- ... و يترجاني...
- حسنا، لا تجعلني افقد اعصابي من فضلك، انا احاول انقاذ حياة احدهم و انت تستفزني.
- و هل هناك طبيب جراح ليس لديه قارورة كحول احتياطية في مكتبه
احتار ابراهيم و احمر خجلا، لأنه يعلم أن الرئيس على حق، و لكن ملك اوقعت قارورته الاحتياطية و كان ينتظر الطلبية القادمة، و لكن ان اخبره بهذا فسوف تعاقب ملك على هذا...
- اعتذر سيدي و لكني لم انتبه، فقد كنت استعمل اكثر من اللازم و كنت جد قريب من نتيجة بحثي، فنسيت ان اطلب المزيد الاسبوع الفائت.
اتسعت تلك الابتسامة التي على وجهه و عاد الى مكتبه، فتح درجا و رمى له بقارورة الكحول تلك، كانت تحتوي على قطرات قليلة كانت كفيلة بانقاذ حياة ملك.
عاد ابراهيم راكضا الى المخبر ليجد ملك قد ضمدت جرحها الملوث ووضعت الابرة في مكانها في طبق الفيروسات كما كانت، وجلست تراقب ما تحت المجهر بعد ان مسحت قطرات الدم التي كانت على الارض، اكتسى وجهه اصفرارا واضحا و علته دهشة و غضب، فصرخ بها
- انزعي تلك الضمادة على الفور
- لا تقلق يا ابراهيم فقد غسلت يدي
- انت لا تعرفين ذلك الفيروس لا يكفي الصابون لإزالته، انزعيها فورا
قالت و هي تنزعها
- لكن... كيف هذا؟
- قلت لك انزعيها و دعيني اعقمه لك ببعض الكحول المركز. اتمنى ان لا يكون يسري في دمك الآن... و إلا...
- ابراهيم! لا ترعبني ارجوك. ما الذي قد يحصل؟
- موضوع بحثنا، انا شبه متاكد ان هذا هو ما نبحث عنه، الفيروس المسبب للسرطان، و الذي يخرب عديد الخلايا. كنت سازرعه لأحد فئران التجارب لأتأكد و لكن علي تأجيل ذلك الآن حتى أتأكد من سلامتك اولا...
اصفر وجه ملك رعبا، و خافت ان تكون أصيبت بالسرطان لقلة انتباهها. اخذ ابراهيم بيدها السليمة، و قادها الى مركز الفحص ليتأكد من خلو جسمها من الفيروسات، من هذا النوع بالذات، فاخضعها لجميع الفحوصات اللازمة، من صور اشعة و رنين مغناطيسي و غيرها من الاجهزة.
و لم يجد شيئا، و لكن قلبه لم يرتح، فقرر إعادة الفحص بعد ثلاثة ايام تبقى فيها ملك في البيت، لكي لا تقترب من مصادر الامراض الخطيرة هذه.
__________________________________________________
سلام، مرحبا
اتمنى يكون عجبكم الجزء
لا تنسو vote+comment و تابعوني حتر لا يفوتكم اي جديد
😘😘😘😘
كل الاحترام
#هبة
أنت تقرأ
انا المذنب
Romanceهذه القصة، هي النسخة الاولية لروايتي "كنت اعلم" التي صدر كتابها بعد التعديل والتغيير... *** باغتتها فجأة نوبة الم رهيبة، فصارت تصرخ بكل ما أوتيت من قوة، كسرت كل ذلك السكون الذي كان يسود المكان. توتر الشاب ابراهيم للحظة، ثم هب و نادى الممرضة لتعطيها...