____في امسية في بيت اهل ملك (ملك حكت له القصة)
ملك ووالداها جالسون حول طاولة العشاء، الهدوء يعم المكان الى ان تكلم الأب
- ابنتي حبيبتي، اريد اخبارك بشيء ما.
رفعت ملك رأسها و على وجهها علامات الحيرة
- تفضل يا ابي، تعلم اني كلي آذان مصغية
- تعلمين، اظن ان الوقت قد يكون اقترب، لا زلت تبدين صغيرة، اعني انك في الخامسة و العشرين، و لكنك تبقين صغيرتي، ولكن...
- حان وقت ماذا يا أبي؟ أخبرني، ما الذي يحصل؟
- لم اجد صياغة للعبارة التي تجول في رأسي
- فقط قلها و لا تقلق يمكنني التحمل
- حسنا، اتاني احدهم اليوم، وهو شاب جميل و ذو مكانة جيدة، و قال انه يريد طلب يدك و سيحضر غدا مع اهله لخطبتك.
- ماذا؟؟؟!!!! و لكن... و لكن كيف هذا؟ و من يكون؟
- انا لم اعرفه من قبل و لكنه قال انه يعرفك و تعرفينه جيدا، انه طبيب في المشفى حيث تعملين، و يدعى ..... نسيت اسمه....
- .....ابراهيم؟
- نعم هذا هو، حسنا يبدو انك فعلا تعرفينه، اذن تجهزي غدا و جهزوا البيت لاستقبال الضيوف.
تهلل وجه ملك و ارتسمت عليه ابتسامة عريضة، ثم راودها سؤال مفاجئ
- و بم ستجيبه يا أبي؟
- ابنتي تعلمين أن رأيي من رأيك، و لكني افضل أن تفكري على الأقل يومين، و علي مقابلته و رؤيته، و سأنصحك بما أرى و يبقى الامر في النهاية بيدك، و القرار لك.
- حسنا، و لكن ان كنت أعرف ابراهيم كما أظن اني أعرفه، فسينال اعجابك
___في الغد ببيت ملك
غرف استقبال كلاسيكية فاخرة، بها مكتبة كبيرة جدا، تغطي جدارا كاملا، و كانت مملوءة بالكتب، طاوله عالية خصصت لقراءة الكتب وضعت الى جانب الشرفة التي كانت تطل على حديقة البيت الواسعة و الجميلة، طاولة اقل ارتفاعا محاطة بكنبة غلفت وسائدها بقطعة جلد ابيض، بينما مقاعدها بالأسود، مفروشة ببساط غطى كل أرضيتها الواسعة، بلون ابيض تتخلله زخارف سوداء نباتية، جدران بيضاء علقت عليها لوحات بألوان حيوية أكسبت المكان نوعا من النشاط وسط تلك الفخامة الهادئة...
الجميع متجمعون، جالسون على الكنبة، ابراهيم و أهله ووالدا ملك، بينما كانت هي في المطبخ، تحضر القهوة وتسترق السمع الى الجماعة و هم يتبادلون اطراف الحديث بينما ابراهيم يسترق النظر ليراها، ثم جاءت بصينية القهوة وصبت لكل فنجانا استمتع به مع قطع الحلوى التي حضرتها بنفسها، و كان ابراهيم يستمتع بمراقبتها، كان يتابعها في كل حركة، كما لو كانت جارته الجراحة التي كانت تعطيه دروسا حينما كان في الكلية.
وضع والد محمد فنجانه على الطاولة التي كانت امامه، وعم الصمت فجأة، فسعل لتوضيح صوته، ثم بدأ الكلام قائلا
- اشكركم على استضافتكم لنا في بيتكم، كما قد اعلمك ابني من قبل على ما اعتقد، فإني لم أكن اعرفكم، و تشرفت بمعرفتكم كثيرا، و أظن أننا لن نجد من هم احسن منكم، و لذا... احم... كما ترون الشابان التقيا و هما يعملان، و هما متفاهمان الى حد بعيد، نشأ بينهما حب طاهر قرر ابني أن يتوجه بالزواج، لم يكن يدري ان كانت ابنتكم ستقبل أم لا و لكن أرادها له، فأخبرني و نحن هنا الآن... لنطلب يد ابنتكم ملك، لتكون زوجة لابني ابراهيم، يعيشان معا حلو الحياة و مرها، و يكبران معا و يكبر معهما حبهما.
نظر والد ملك اليها ثم احال بنظره الى ابراهيم قائلا
- اننا كما قلت آنفا، لن نجد افضل منكم اناسا نأتمنهم على ابنتنا، و قد كنت اقابل هذا الشاب في الأيام القليلة الماضية، و قد اخبرت ابنتي ملك، ابنتي الوحيدة بما شعرت به تجاهه، و لكن الكلمة الاولى و الأخيرة تبقى لها، ابنتي هي كل ما أملك، و سعادتي تكمن في سعادتها، فإن كانت سعادتها في ان تتزوجك يا ابراهيم فأنا لا أمانع بتاتا. و الآن، ملك، ما رأيك؟
احمرت وجنتاها و اخفضت رأسها للأرض في لحظة صمت طويلة، كان الجميع ينتظر منها جوابا، و لم يجرؤ أحد على ان يقول أي شيء.
رفعت رأسها مجددا و تنقلت بعينيها بين الأنظار، كانت آخرها نظرة ابراهيم المفعمة بالامل و الرجاء، كل ما كان يتمنى سماعه هو كلمتان منها "انا أوافق". و لكنها أطالت الصمت، فتدخلت والدة ابراهيم:
- ابنتي أعلم أن هذا القرار صعب، و قد مررت بذات التجربة، ان أردت سنترك لك بعض الوقت لتفكري.
- لا بأس فقد اتخذت قراري... و هو بعد اذن الجميع هنا، و مع كامل حبي و احترامي لوالدي، انا ابنتهم الوحيدة، و أظن اني قد اتفهم شعور ان يفارق المرء أغلى شيء لديه، اغلى انسان، اكثر شخص تعب لأجله و تمنى له السعادة و النجاح. و لهذه الأسباب فأنا...
اعتلى ابراهيم شحوب طفيف، و اقشعر جسده، كما بدأت دقات قلبه في التسارع، و ثبت نظره مركزا على كل حركة تقوم بها شفتاها الورديتان...
-.... انا أوافق على الزواج من ابراهيم.
تعالت زغاريد الوالدتين و ابتسامة على وجه الأبوين، أما الخطيبان فقد تبادلا اجمل النظرات، كانت لتترجم الى اعذب قصائد الشعر، اخيرا سيكونان معا و الى الابد...
___________________________________________________
يتبع...
___________________________________________________مرحبا، 🙋🙋🙋
اتمنى تكون عاجبتكم القصة لحد الان
لا تنسوا الدعم و المتابعة لكي لا يفوتكم اي جديد
احبكم جميعا 😘😘
#هبة
أنت تقرأ
انا المذنب
Romantizmهذه القصة، هي النسخة الاولية لروايتي "كنت اعلم" التي صدر كتابها بعد التعديل والتغيير... *** باغتتها فجأة نوبة الم رهيبة، فصارت تصرخ بكل ما أوتيت من قوة، كسرت كل ذلك السكون الذي كان يسود المكان. توتر الشاب ابراهيم للحظة، ثم هب و نادى الممرضة لتعطيها...