16| شايٌ بالبابونج

3.8K 413 251
                                    


أنه بارتٌ يا سادة 🙄
أذكروا الله
الفوت والكومنت
انطلقوا 💜

*

يمشي في الطرُقات بلا وجهه، سرحانه وصل به إلى الفضاء، رأى هناك النجوم كما هي، واكتسبَ جلده سُمرة عندما مرَّ بجانبِ الشمس!

يصطدم بكتفِ شخصٍ، يعتذر الشخص، بينما هوَ يمضي دون وعي

استمرَّ على فعلِ ذلك ليومين؛ فهذه طريقته الجديدة، في التفكير.

مرَّ أسبوع على لقاءه ذاك بجيمين، هو يعلم بأن الآخر لن يكتفي بالمقطع، سيطلبه تنفيذ المزيد، مقابل حياةِ والدته

تمنى في سريرته، لو أنَّه يستطيع مُواراةَ أمه، لمدة مجهولة الوقت، ثمَّ ينتقم، من تلكَ الشفاهِ المنتفخة، ثم يُعاودُ إظهار حبيبةَ قلبه.

في لحظات، فضَّل أن يأخذ الموت أُمه، على أن يسلبَ شخصٌ حقير، يمسحُ رِعاف أنفه بالمال، ما تبقى من حياتها، فقط لأن ابنها رفض الانقيادَ لأوامره!

توقَّف عندما حدته اِشارةُ المرور. حاول ابتلاع لعابه لترطيب حلقه، فاكتشف أن البئر قد جفَّ!

فُتحت الإشارة، توجَّه للبقالة، ابتاع الماء وخرج. شربه دفعة واحدة، رمى بالعلبة وعادَ إلى تفكيره، والمشي.

وبعد ساعة، وصل إلى منزله. شقَّ طريقه نحو الحمام، هو يريدُ المزيد من التفكير؛ ليُنهيَ فوضى عقله

مدَّد جسده في الحوض، ماءٌ يميلُ إلى الحرارة، وفقاعاتٌ تملأُ المكان

' كيفَ سينتقم؟ 'هذا جُلُّ تفكيره. هو لا يأبه بأمر المقطع، ولا الاختراق كذلك. بل يأبه لذاته، لما يعزُّ عليه غير ممتلكاته

غمرَ نفسه في الماء، وأغلق عينيه.

*

الحصة الأخيرة، حصة اللغة، وقتٌ للشرود الذهني لتشون هي.

لم تكن هي وحدها، فغالب الطلاب يفعلون مثلها، بل إن بعضهم تجاوزها واتَّخذ هذا الوقت للقيلولة!

تفكِّرُ تارة، وتُداهمها الذكريات تارةً أُخرى

' الأصم '

ازدردت ريقها، لما خطرت هذه الذكرى على بالها الآن؟!

تراءَ لها المشهد مرةً أُخرى، نامجون الواقف بجانب النافذة، يتحدَّثُ بصوتٍ هادئ يحملُ الكثير من المشاعر:

" يظنُّ الجميع بأن لقب الأصم أطلِقَ عليَّ بسبب أن ليس لدي أصدقاء، سابقاً. لكن في الحقيقة، السبب الحقيقي، هو: موتُ جدتي!"

أصمّحيث تعيش القصص. اكتشف الآن