22| موتٌ على أرضِ الوطن

3K 321 541
                                    


كل عام وأنتم بخير 💘
بارت طويل، اقرأوه وقت فراغكم
+خلوا التعليقات تتعدى الثلاث مئة هالمرة 🙆🏻‍♂️

استمتعوا 💜

*

فتحَ عينيه ببطء، هو لم ينم مُطلقاً، لكنَّ واقعه أرهقه، أرهقه للحد الذي غيَّبهُ عن عالمه وحواسه مُجتمعَيْن

سمعَ صوتَ شخصٍ يتحدَّثُ على الهاتف، أدارَ رأسه نحو الصوت بعدَ أن جلس ليجد والده يقف عند النافذة، ابتلع ريقه، أدركَ أنها نافذة غرفته، تساءل، لماذا ظننتُ بأنني في المشفى؟!

انتهى والده من المكالمة، استدارَ ناحيته، وعندما التقت العينان، طغى الصمتُ على المكان، ثوانٍ حتى دوى صوتُ صفعة في الغرفة

الخدر تفشَّى في خدِّ جيمين، الدموع تزاحمت عند حدود العينين، والرجفة وجدت طريقها إلى شفتيه

" أيها اللعنة ماذا تحسبُ نفسك؟ إلى متى سأظلُّ أتلقَّى أخطاءكَ وتوابعَ عبثكَ؟ "

لايزالُ الخدر يتفشَّى في خدّه، الغصَّة بدأت تخنقه، أطرقَ رأسه، آذِناً لدموعه بالسقوط، فيما استمرَّ والده بالتعبير عن غضبه:

" في منتصفِ اجتماعي الاستثماري يردني اتصال من المحكمة الجنائية تُدينكَ بالقتل المتعمد وتزوير أوراق الضحية لتغطية فعلتك! واه! أنتَ حقا شيءٌ ما! "

فركَ وجهه بكفيه، عاد للذي لايزال مُطرقاً رأسه يبكي على سريره، شدَّ قميصه ليواجهه، أكمل تاركاً بعضاً من لعابه يطير إلى وجه ابنه:

" هل أتخلَّصُ منكَ كما فعلتُ مع أمك؟ هل أجعلكَ تقتلُ نفسكَ أمامي كما أمرتها؟! أجبني!! "

شُلَّ لسانه، ظلَّت دموعه تنساب، رغمَ جحوظ عينيه من صدمةِ ما نطقَ به والده، هل ينوي التخلص مني؟

تلقى صفعة ثانية، تلتها بصقة استقرَّت على نهاية شفته اليمنى، ثمَّ دفعة اصطدم بسببها ظهره بعارضة السرير لينطلقَ من فمه تأوهاً مكتوماً

ورَدَ والده اتصالاً ثانياً، أخرج هاتفه من جيبه، رقمٌ مجهولٌ جديد، نظَّفَ حنجرته وأجاب:

" مرحباً؟

آه نعم أنه أنا، من معي؟

سونقيول؟! أهذا أنت! لما تتصلُ برقمٍ جديد؟!

لحظة.. ماذا قلت؟

ماذا تقصدُ بأنهم يبحثون في ملفي؟

تمزح صحيح؟!

أصمّحيث تعيش القصص. اكتشف الآن