p3

3.6K 121 18
                                    

ممكن تعملو منشن لاصدقائكم بليز اذا ما في ازعاج
:
:
كان قد عاد إلى مقر عمله بعد أن فشل في اقناع الرجل الثائر بأخذ ابنته للمشفى, وبالطبع اليوم لا إفادة.. لفافة تبغ آخرى أشعلها وهو يسترجع كل الأحداث من وقت الجريمة, والدة سلمى وانهايرها المتوقع وأبيها الذي طفق يطوف شوارع البلدة كمجنون وآخيراً اغماءة الفتاة الآخرى

- أحلى فطار لأحلى ضابط مباحث في المنطقة!!

رفع عينيه نحو صوت أنثوي قاسٍ ولفافة ساخنة من الفطائر, رغم أنه حديث العهد بالمكان إلا أنه بالطبع كان قد سمع عنها

فُتنة الشرقاوي

امرأة قاربت على العقد الرابع من عمرها.. ليست جميلة على الاطلاق ولم تتزوج أبداً أو كما يمزح البعض لم تجد من يضحي!! جسد قاسٍ لا يمت لغنج الانثى بصلة, ملابس لم تتغير من حقبة عشرون عاماً مضت مكونة من سروال وسترة كلاهما من خامة الجينز فوق شعر أسود حالك خشن الهيئة مكوم على شكل غير منتظم أشبه بربطة ذيل حصان. نبرة صوت رفيعة وعالية بشكل لا يحتمل, ومهنتها اللهث وراء المتاعب

نظر نحوها ونحو لفافة الشطائر المدهننة دون شهية نفث دخان تبغه لينطق بغير اهتمام:

- شكراً.. سبقتك

رفعت كتفيها في تجاهل لرفضه المبطن لصحبتها أو بالأحرى أسئلتها ثم جلست على المقعد أمامه وفتحت اللفافة الساخنة بادئة في قضم محتوياتها بشهية لم يختبرها هو كرجل من قبل لتزعق بصوت شديد:

- الشاي يا علي

زفر بقلة صبر ليرسم فوق وجهه ابتسامة باردة قبل أن ينطق في نبرة منزعجة:

- آنسة..

قاطعته بحدة وهي ترفع نظارة طبية نحو وجهها:

- أستاذة..

رفع حاجبيه غير مصدق ثم أكمل بمعاندة:

- آنسة فُتنة.. أنا مش فاضي لأسئلة دلوقتي.. وقت النشر حنعمل مؤتمر

ثم حرك كفه الأيمن في حركة مودِّعة:

- شرفتي

كان علي عامل البوفيه قد وصل بكوبي شاي لكلاهما وضعه على عُجالة ورحل قبل أن يوبخه عمر لترتشف هي على الفور المشروب الساخن ببطء متلذذ وهي تنطق بامتنان:

- الواد علي ده ممتاز.. أنا باجي أشرب الشاي عندكم هنا

تنهد هو تلك المرة بزفرة أقوى فتلك المرأة قاربت على نسف كل مبادئة وسيضربها بانفجار ملاكم خاسر إن لم ترحل بعد دقيقة واحدة, وكانت عيناه تعبر عن أفكاره فابتسمت بحنكة:

- اهدى بس يا حضرة الضابط أنا مش جاية أسأل

ثم تابعت بثقة وبنبرة أكثر همساً:

- أنا جاية أجاوب..

**************

استفاقت.. نعم استفاقت ولكن الاغماءة لم تُفقدها الذاكرة كما تتمنى, كان الضابط قد رحل وأبيها يجلس جوار فراشها فوق مقعد خشبي قديم ويرمقها بنظرة دون معنى. نظرة تكتم غضب لن تحتمله

السر ..مروه جمالحيث تعيش القصص. اكتشف الآن