12

2.2K 115 54
                                    

تصويت وتعليق مثل جمالكم قمراتي

الفندق هاديء.. يقع على بعد شارعين من مركز البلدة, وضع قدح القهوة جانباً ووقف يتأملها.. منذ حادث قتل سليمة وهي تتحرك معه طواعية

لا تعبير

لا انفعال

ولا اعتراض!

أخرجها من المنزل ووضعها في هذا الفندق نصب عينيه, مع دماء سَليمة لم يحتمل فكرة أن تكون هي التالية

أن يختم بها هتان ثأره!

تنهد ببطء ثم اقترب منها.. كانت تستند برأسها على النافذة وتراقب الطريق العام, حينما شعرت بقربه همست بصوت مبحوح:

- مش عارفة ليه النهاردة افتكرت أول يوم جيت فيه البلد دي

ثم ضمت حاجبيها باعتراض:

- هتان مش ناوي يقتلني!

تأملها بحزن ثم مرر أنامله فوق كتفها:

- لين إنت لازم تبعدي من هنا

استدارت نحوه وقد اغرورقت عيناها بالدموع:

- وهتان

بدا بملامحه حزم غريب وهو يحيط رأسها بكفيه متعهداً:

- مش حيقدر يقربلك طول منا عايش

وحينها.. وقف متسمراً! فهي من اقتربت وضمت نفسها نحو صدره.. كانت تتنفس بصعوبة وتدفن رأسها بين ضلوعه

تود أن تبكي ولكن الدموع تخونها وتأبى الانهمار. وضع كفه فوق رأسها وضمها بالآخر أكثر مع وعد حر

وعد عاشق:

- مش حسيبك يا لين.

***************

منزلها كارثة كونية!  زجاجة مياة غازية مقذوفة هنا وبقايا لحم مطبوخ متروكٌ هناك. حاسوبها هو الضوء الوحيد وسط ظلمة لا تفارقها منذ عشرة أيام

رحلت سليمة..

ببساطة أصبحت العجوز مجرد رقم! والقاتل ولدها الروحي الذي طالمت دافعت عنه.

قبضت أناملها في قسوة تكتم صداع رأس مستمر لم يفارقها, هي لم تنهار.. لم تذرف الدمعات ولم تخرج بحماقة الجنون تسب وتلعن قاتل أمها

هي ستموت بحماقة الفكر, حماقة البحث عن الحقيقة وربما عن الوهم الذي قتل أمها!!

صوت الباب أجبرها على استدارة نحو زائر, الضابط الوسيم المنشغل بحماية ابنة الساحرة كما كانت تلقبها سليمة, ابتسامة جافة رسمت شفتيها وهي تراقب دخوله في فوضاها المقززة.. تحدثت بصوت غليظ وهي تعيد النظر نحو حاسوبها:

- لسه بتدور على هتان يا حضرة الضابط

سحب عمر مقعده ليجلس مجاوراً لها ثم تفحص شاشة الحاسوب.. كانت تحوي مقالات عدة عن أعراض المريض السيكوباتي

السر ..مروه جمالحيث تعيش القصص. اكتشف الآن