p5

2.5K 103 43
                                    

حبايب منشن لصحابكم او ارسلوا الروايه بليززز كيوتات

المكان لا يشبه شيء رآه من قبل, منزل منعزل يقع فوق تلة عالية في موقع مرتفع عن باقي البلدة, المنزل يتكون من طابقين وعلى ما يبدو أن سياجه يحيط بحديقة انتهت منذ زمن. تقدم بخطوات محسوبة ليحرك البوابة الحديدية بحذر لم يمنع من صدور صريرٍ قاسٍ شق السكون حوله, وحوله أيضاً كانت هناك بعض نباتات الصبار العملاقة التي تناثرت متحدية الظمأ والجفاف.

ثلاث درجات كانت تفصله عن مدخل المنزل.. الباب خشبي ومتهالك حد السقوط حيث أن جوانبه قد تشققت بالفعل ومنذ زمن, ورغم أنها كانت التاسعة صباحاً إلا أن المكان مظلماً كالقبر وما علمه بعد ذلك هو أن أهل البلدة قد تطوعوا وقاموا بسد جميع النوافذ بقطع خشبية متعددة كي يتحاشوا النظر نحو ما وراء تلك النوافذ!

في منتصف المدخل الرئيسي كان يقف موجهاً مصباحه لأركان المكان, ليس هناك شيء يُذكر أو ما يوحي بوجود حياة هنا.. كما أخبره البعض هناك بقايا حريق ورغم أنه لم يلتهم جميع أجزاء البيت إلا أنه آثاره ما زالت واضحة في بعض الجوانب.. على يساره استطاع أن يلمح مقعد هزاز وبشكل ما كان يبدو أنه على حالته وأمامه كانت هناك مدفأة قاتمة وأخشاب نيرانها ما زالت موجودة..

في الركن الآخر لم يكن هناك شيء سوى بقايا لأريكة وأدوات صيد ملقاه فوقها, وأمامه كان الدرج نحو الطابق العلوي ولكن دون حاجز, وخلفه... خلف رأسه تماماً كانت هناك لوحة  

قضى الحريق على نصفها.. والنصف الآخر ما زال جامداً يحدق نحوه!! ابتلع ريقه ببطء وهو يقرب مصباحه نحو ملامح الصورة

كان رجلاً على ما يبدو في عقده الثاني, خصلات مشعثة بعض الشيء وذقن نامية ونظرة حادة بدت وكأنها كارهة لمن رسمها!!

ضم حاجبيه في تفكير قبل أن يخرج هاتف لين لينظر بدقة نحو الصورة التي أفزعت مختار بالأمس.. الفتاة كانت لا حول لها ولا قوة وهي تستقبل صراخ أبيها آمراً إياها أن تعود لغرفتها قبل أن ينظر نحو عمر باضطراب وكلمة واحدة:

- المقابلة انتهت يا حضرة الضابط

آخذ عمر الهاتف وغادرهم حيث أيقن أن هذا الرجل لن يتفوه بشيء على الأقل في الوقت الحالي.

رمق الصورة من جديد.. الظل الواقف خلف النافذة دون ملامح ولكنه كان هناك.. واقفاً يراقب الفتاتان.

عاد ببصره نحو الطابق العلوي حيث النافذة التي التقطتها سلمى, الدرج كان أيلاً للسقوط حيث بدا من المستحيل أن يصعد فوقه دون خسائر وبالفعل عندما فكر أن يضع قدمه في شبه خطوة اهتز الدرج بشدة توحي بسقوط محتم.

زفر عمر بضيق قبل أن يهمس لنفسه:

- طيب أنت بتطلع وبتخرج منين!

السر ..مروه جمالحيث تعيش القصص. اكتشف الآن