p8

2.2K 121 34
                                    

تصويت جميل كجمالكم اعزائي قبل البدء في القراءه

عنيدة

ويبدو أنها أحد طباع مختار, منذ الحادث لم تنبس ببنت شفه.. شاهدت كل الصورة النحر والدماء والحق وصامتة منذ حينها.

حتى عندما طلب منها ترك المنزل لم تجبه, التزمت غرفتها وكأنها تود انتظار الموت. عينت الشرطة للمنزل حارس دائم والمطلوب حمايتها

من ماذا؟!

لم يعد يعلم..

والأمور أهدأ الآن فقد مر شهر.. شهر كامل دون جديد وستهدأ الحادثة كما سابقيها والفاعل سيظل مجهول,

كان يطمئن عليها من حين لآخر.. وهي دوماً تحبس البكاء.. تنفرد بنفسها كل ليلة تطلب غفران مختار

ربما لما حدث شيء لو لم تقترب من ذاك المنزل

والخرافة تتغذى على العقول فتكبر وتكبر حتى تبتلع معارضيها.. كان سيجن ولين تبتعد بعقلها عن كل حقيقة محتملة.

والوضع ظل قاسٍ على نهجه حتى جاءته منها مكالمة.. الوقت منتصف الليل وهي تهمس برعب

- الشباك.. مكسور.. مفيش حارس

كلمات متلعثمة انطلق على إثرها كالمجنون.. حينما وصل وجد الحارس ممدداً على أحد الجوانب يغط في نومٍ عميق وبجانبه مشروب ما يبدو أن شخص دس شيئاً به, غرفتها كانت مضيئة ومدخل المنزل مغلق دون اقتحام ولكن كانت هناك نافذة مكسورة.. استطاع بسهولة أن يدفع الباب وبسرعة توجه نحو الطابق العلوي يناديها ولكنها لم تجبه. كاد قلبه أن يسقط بين ضلوعه عندما أبصر غرفتها فارغة ولكن صوت همهمة ضعيفة من جانب الفراش نبهته بمكانها, كانت متكومة على الأرض وقد دفنت رأسها بين ساقيها مرتعشة في رعب.

جذب رأسها نحوه على الفور ليضمها دون تفكير وهو يملس على خصلاتها باهتمام:

- ششششششششش خلاص أنا هنا

كانت تشهق بعنف, بكاء مؤجل منذ شهر كامل.. منذ خطت للمنزل معه لتشهد رحيل مختار وبحق مدمم. فتحت عيناها لتجد أن شفتيها انتحبتا فوق صدره, ابتعدت وهي ترمقه بعجز ثم تجولت بعيناها في الغرفة فـأمسك هو برأسها ليوجه بصرها نحوه ويسألها بجدية:

- لين.. ركزي معايا.. سمعتي ايه

ضمت نفسها بذراعيها وتمتمت بارتعاش:

- صوت كسر تحت.. لما بصيت من الشباك مالقتش الحارس وساعتها خوفت.. خوفت قوي

وعادت للبكاء من جديد وحينها أمسك بيدها لتنهض جواره ثم خرج بها من الغرفة وهو يهمس:

- متخافيش

أخرج سلاحه ليتحرك به بحذر وطلب منها أن تكون خلف ظهره تماماً متشبثة بسترته, حينما نزلا للطابق السفلي كان المكان هادئاً لا تغيير, مجرد كسر تلاه شروخ عديدة بالنافذة نتاج قذف حجر ما

السر ..مروه جمالحيث تعيش القصص. اكتشف الآن