إبتسم مجد عندما علِم انها تذكرته فهمس -وعيناه ترفِض الحياد عن ملامِح وجهها الحادّة -
- مرحباً بالآنِسة الغاضِبة .. يبدوا انّ لكِ ذاكِرة قويّة
زمّت شفتيها بضيق ولم تجِد ما تُجيبه به فهي بالفِعل ما زالت تذكُره
- من بالباب يا ريم ، هذا انت .. هيا ادخل .
انقذتها فاطمة التي جائت بوقتها لتُخرجها من هذا الاحراج .لاحظت فاطِمة نظرات مجد لريم وعندما رأت انها لا تضعُ خِمارها غمزت اليها مُشيرة على شعرها ليظُنّ مجد انها ستخجل وتركض متحاشية رؤيته الاّ انها فاجأته عندما ابتسمت بهدوء ورفعت خمارها على شعرها بفوضوية ونظرت الى فاطمة قائلة
- من هذا ؟إبتسم مجد بدهشة واجابت فاطِمة
- هذا مجد ابن عمّي واخو زوجي .
إبتسمت برقّة وهمست بمرح
- آسِفة على ذلك اليوم .. ولكن الامر حقّاً لم يكُن يستدعي الإعتذار، لا يهم .. تشرفنا سيد مجد .. انا ريم .
لم يُركِز سوى في نبرة الظريفة ذات الصوت الرقيق كأصوات العصافير وإبتسامتها التي تُظهِرُ خدّين مُمتلئين كحبّات الفراولة الناضجة .. بدى الامرُ مُختلِفاً كُلّياً، فهذه الطفلة البريئة ليست ذات القطّة الشرسة التي رآها قبل ايام.- مرحبا ًآنسة ريم .
همس و الدهشة تحتلّ ملامحه فهتفت بإبتسامتها الحُلوة
- أستأذِنكُم .
وغادرت ليُشيعها مجد بعيناه الى ان اختفت عن ناظريه وما زال مُتصنِماً مكانه وفادية التي يحملها بين ذراعيه تعبثُ بقميصه بقوّة علّه ينتبه ويُنزِلها .
افاق شروده لكمةً على كتفه من فاطِمة .. فعبس مُتظاهِراً بالالم .. وهتف
- ماذا تُريدين يا فتاة .. لقد خلعتِ كتفي .قهقهت فاطمة وغمزت اليه قائلة
- هي تكون صديقة ريّان ورؤى منذ الطفولة وتدرس العلوم بالمستوى الاول اي انها بالثامنة عشر .. هذا كُلّ ما اعلمه .
قطب مجد حاجبيه وهمس بضيق
- ومن اخبركِ انني اودّ معرفتها ؟!
اجابت بإبتسامة
- ظننتُك تُريدُ التعرُف عليها .هتف بغضب
- فاطمة ، اياكِ ان تستخدمي معي هذا الاسلوب انا لا اُريد التعرُف على احد .. وانتِ تعلمي السبب لذا ارجوكِ لا تُحاولي .
وفي تلك الاثناء دلف احمد قائلا
- ما الامر ؟ .
- لا شيء، انا يحب ان اذهب .
همس مجد واعطى فادية لوالدها وغادر بصمت .- ما الذي اغضبه .
تحدث احمد الى فاطمة التي عبست قائلة
- لا شيء، اين عمّار وخالد ؟ ألن يأتوا ليقِلّوا الفتيات ؟
علِم انّها ازعجت مجد .. و على الأرجح الامر يخُصّ علاقته بفرح لذا تجاهل الامر قائلاً
- عمّار في الطريق وخالد سيأتي الان .. فقط إخبري الفتيات ان يكن جاهزات لأننا سنذهب بعد قليل ..
.قضى يوسف طوال النهارِ باللعب والركض والان - بعد ان اتعب فرح كثيراً بمُشاغبته - قرر اخيراً ان ينام ، ولكن بالتأكيد لن ينام سوى بحُضن والدته .. فبعد نوبة بُكاء طويلة ها هو الان بين ذراعي فرح .. التي ارتدت فستان الحفل ولكن لم تضع ايّ من ادوات التجميل .. وشعرها الذي ستُغطيه بالحجاب ما زال مُسدلاً خلف ظهرها .. اخذت تُقبّل وجنتيه وتشتمّ رائحته بعُمق فيزداد إلتِصاقاً بها وكأنه يُخبرها انه يُحبّها كما تفعل .

أنت تقرأ
الدرويش والقديسة
ChickLitوردة وسط الاشواك .. وفارس بلا سلاح .. . . . الغلاف هدية من الغالية .. خديجة @DojaAlgatos #مسابقة_افضل_كاتب_عربي_للرواية_2