الفصل الثامن ( خوف )

7.3K 436 115
                                    

إبتسم بسعادة كطفلٍ صغير وتوجّه اليها هامِساً
- يا الهي ! لقد اشتقتُ اليكِ جدّاً ..
اقترب مستقبِلاً والدته بعِناق دافئ دام لدقائق فتُجلسهُ بجانبها وتتأمله بإبتسامة قبل ان تبدأ بتحقيقها عن احواله وصحته وكيف كانت حياته بالاشهُر الماضية . ليُجيبها بإبتسامة واسعة ان كل شيء بخير .

تأملها بشرود ، بشرتها السمراء ازدادت ألقاً وعيناها البُنية - كحبات القهوة - تفيضُ سعادة ، وجهها الحنون قد رسمت عليه خطوط الزمن خريطة لوطن جميل هكذا دوما تكون بعد قدومها من القرية .
همس مبتسماً
- لماذا لم تخبريني بقدومك لأستقبلك بنفسي .
فاجابته بنبرتها الحانية قائلة
- لم اُرِد إثنائك عن عملِك لذلك اخبرت خلود التي بعثت اليّ ابنها محمد ليقلّنا واتت هي والبنات وليلى الى هُنا .

إلتفت ليجد ريان مُتكِئة على كتف والدتها التي تمسح على شعرها بهدوء فإقترب منها بقلق جاثِياً على رُكبتيه ووضع يده على وجنتها هامِساً
- ريان ، ما بكِ صغيرتي ، هل انتِ بخير ؟ .
اجابته وملامح التعب على وجهها
- انا بخير ، فقط اليوم كان مُنهِكاً وأتينا بعد الجامِعة الى هُنا مُباشرةً لذلك اشعُرُ بالتعب واريدُ ان انام ولكن الاطفال سيُزعجوني .

نظر الى مريم ابنة ليلى التي تلهو مع احمد وامجد ابناء خلود حيث يحملها امجد ذي العشر سنوات فتضحك بمرح ويزيد من دورانه بها لتبكي بعدها بشدة ويفلتها لتقع ارضاً بينما احمد ذي الستة اعوام يُشاركها في ضرب امجد وهكذا استمرّ إزعاجهم الى ان صاح خالد بحِدّة
- اصمتوا !

صمت الجميع واتجّه خالد للأطفال لتهرب مريم الى جدّتها التي قهقهت عندما سحبت مريم ثوبها لتختبئ بداخله بينما همس بغضب الى الولدين قائلاً
- إياكما وإزعاج اُختكما .. مفهوم ؟! .
اومأ اليه الاطفال بخوف واتجه الى ريان قائلاً
- إذهبي لتنالي قِسطاً من الراحة .. ولا تُنهِكِ نفسكِ بالدراسة .
أومأت اليه وتوجهت الى غُرفتها .
فتمتمت رؤى قائلة
- طبعاً هذا كُلّه لأجل ريان ؛ لانها حبيبتك المُدللة . ضحِك الجميع على غيرة رؤى الطفولية فإبتسم خالد مجيبا
- هي حبيبتي ، وانت المُدللة .

.
.

السابِعة والنصف صباحاً ، دلفت الى الجامعة بخُطى شاردة بينما تدعوا بداخلها ان لا تُقابِل خالد اليوم ؛ فبالتأكيد سيستغِلّ حديثها بالامس ليُزعِجها .. واثناء سيرها اصطدمت بجسد قوي الى ان إرتدّت بضع خطوات للوراء مُستعيدة توازنها .

وقبل ان ترفع بصرها اليه همس بنبرته المُستفِزّة قائلاً
- الا تري امامكِ يا آنِسة فرح .
رمقته بذهول قبل ان تهمس بتعلثُم وقد إحمرّ خداها
- دكتور خالد ! .. اقصد .. اعتذر .
زجرت نفسها على إرتباكها واستجمعت شجاعتها لترمقه بشراسة قائلة
- وانت ، الا ترى امامك يا دكتور ؟

ارتسمت ابتسامة جانبية على شفتيه واقترب منها قائلاً بجدّية
- فرح ، نحن لسنا اطفالاً لنتعامل بهذه الطريقة دعينا نتعامل بنُضج ، لماذا تغضبي دوما من حديثي ؟
زمّت شفتيها بضيق قائلة
- انت من تتحداني دائماً وتُجبرني على الغضب من تصرُفاتِك .. الا تذكُر كيف ضحِكتَ عليّ و قللت من شائني وايضاً تنعتني بالصغيرة لان خبرتي محدودة بمجال التدريس .

الدرويش والقديسة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن