الفصل الثالث عشر ( تفكير )

6.8K 429 126
                                    

كالعادة بعثرتها حروف اسمه لينبض قلبها بجنون وتتفجر حدائق الورد بوجنتيها المُشتعِلتان اما عيناها فقد اتسعت بصدمة و لمعت بوميضِ عشقٍ لم تستطِع إخفائه وانحشر الحديثُ بمُقدِمة حلقِها كابِحاً الكلمات من الخروج . وملامِح وجهها التي كانت تتضرجُ بالغضب تحولت لأُخرى تائهة .. بمزيج من المشاعِر المُتلاطِمة كأمواجِ الصيف بين السعادة ، والخوف ، الحُزن ، والحسرة ، والرغبة بالبكاء .

كان جدّها يُشاهِد تشاجُر احاسيسها على تعابير وجهها الشفافة ليبتسم بألم مُدرِكاً انها تكِنّ لخالد مشاعراً طيبة ولكن ما مرّت به سيقِفُ حائلاً بين رغبات قلبها .. واكثر ما يؤلمه انه السبب بكُلّ هذا الحُزن التي يستوطِنها، هو من سلّمها لعُمر بيديه ليغتال فرحتها

دام صمتها لدقائق قبل ان تستعِيد رِباطة جأشها وتدعوا بداخلها ان لا يخذُلها الدمعُ كعادته ويفضح مشاعِرها فهمست بخفوت
- لا اُريده .
كان يُريدُ إستِمالتها ولكن ما إن رآها إلتفتت للجهة الاُخرى تأكد من ان الدمع تسرب الى وجنتيها فخرج بصمت ليترُكها وحدها ؛ فعلى الارجح هي الوحيدة القادِرة على مُساعدة نفسها .

وضعت يديها على وجهها واجهشت بالبكاء ، كانت تبكي قلباً معطوباً لا يصلُحُ للحب، تبكي نبضاً قاسياً يؤلم قلبها فور رؤيته والان فقط ادركت سبب هذا الالم، لقد وقعت بحُبه .. ولكنها ببساطة لن تستطيع .. لا يُمكنها إهدائه قلباً مكسوراً .. فهو لا يستحِقُّ إمرأةً مثلها بل يستحِقّ فتاةً عذراء القلبِ والروح والجسد .. فتاةً تليقُ برجولته،وليس طفلةً لا تعرف سوى الحزن .

توقفت بضعف وتوجهت الى الله بقلبٍ خاشِع فهو مُنقِذها الوحيد في هذه الحياة ، فتوضأت وصلّت ودموعها تسبقها شاكية الى الله قسوة ايامها وقلّة حيلتها . دعت كثيراً ان ينتزِعهُ الله من قلبِها ويرزُقهُ بمن تستحِق ان تكون اُمّاً لأبنائه .

.
.

- اخبرتُك يا بُنيّ انها لن توافق ، لقد تحدثتُ اليها ورفضت .. هي مجروحة للغاية فما حدث ليس سهلاً وللأسف ليس لي الحق بإخبارك بما حدث معها .
تحدث الجدّ على الهاتف موجهاً حديثه لخالد الذي تنهد بضيق وهتف برصانة
- بالتأكيد لن توافِق من اول مرّة فقط اسمح لي بالحديث معها ان كُنتَ موافِقاً على الزواج .

همس الجدّ بصدق
- اذا كان الامر عائدٌ لي لن ارى افضل منك ولكنني اقسمتُ ان لا اجبرها على اي شيء ولكن يمكنك مُحادثتها واذا استطعت إقناعها ستكون زوجتك بإذن الله
ابتسم خالد هامِساً بثِقة
- بإذن الله ستسمعُ موافقتها عن قريب .
اغلق الجدّ هاتفه مُتأكِداً ان فرح ستكون لخالد، فقد لمح حُبّها له واضحاً بعيناها البريئتان فبالتأكيد سيعوضها الله به بعد كل ما عانته من حُزن .

بالرغم من الاستياء الذي غلّف قلبه الاّ ان هذا لم يمنع ظهور إبتسامته الماكِرة عندما همس
- والان عليّ التحلّي بالصبر للتعامُل معكِ يا حُلوتي الصغيرة، ولأنكِ طفلة يجبُ ان اُلاعِبكِ بهدوء الى ان اُسيطِر على قلبكِ كما فعلتِ معي .

الدرويش والقديسة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن