الفصل الاول

13.7K 173 4
                                    

قذفت " ميجان ريز " صندوقا من الكرتون باحدى قدميها في الجراج لتستند الي قطعة قديمة من الموبيليا , و هي تتساءل في ضيق " أللأنها أصبحت أرملة لابد لها من تلقى هذا الوابل من النصائح ؟ " .
و في " لاجونا بيتش " , كان الجميع يعطون لأنفسهم الحق في ابداء أرائهم حول تصرفتها و نظام غذائها و أيام عطلاتها و حتى طريقة ممارستها للرياضة .
بالتاكيد يحاولون بذلك مساعدتها و لكنها ليست في حاجة الي ذلك .
و الآن ها هي صديقتها " اني تومسون " تحاول التأثير عليها و قيادتها , و "اني " هي صديقتة حميمة ل " ميجان " و تعمل مديرة لاحدى مؤسسات الاعمال الخيرية التي تكرس حياتها من اجلها .
قالت لها " اني و هي تحاول تأكيد أرائها :
- و الأن ؟
أبعدت " ميج " خصلات شعرها الأسود التي تهدلت على جانبي وجهها , و كانت نظرات عينيها الخضراوين تؤكد هدوءها .
- أنا لست مندفعة و لكني واقعية يا عزيزتي " اني "
كانت " ميج " تتمطي أثناء حديثاه لتخفف الاجهاد عن ظهرها .
- أنت تفضلين الضحك ؟ الواقعية لا تمثل لك أي اهمية ! و قرارك هذا لا يبرهن على أي معنى عملي او منطقي , لقد فقدت زوجك يل " ميج "و ليس عقلك .
ثم وضعت على المقعد الخلفب للسيارة حقيبة مملوءة يالملابس القديمة و كانت حيبة السيارة قد امتلأت باشياء كثيرة تبرعت بها " ميج " للأعمال الخيرية .
- أنت تجهلين اذن أن القرارات التي تؤخد أثر صدمة ما غالبا ما يكون بها خطورة ؟
- كفى عن هذه المواعظ يا " اني " , انت أيضا تتصرفين باضطراب عندما تتساءلين هل يمكنك الزواج ب " لاري " أم لا , و لو كنت تفكرين في الخطورة , يمكنك اذن التفكير اكثر من ذلك ؟
تقلص وجه " اني " فهي لاتقدر هذا البرهان الذي محاولة منها لتغير مجرى الحديث .
- أنت تعرفين أنني لا أريد قول ذلك , و لكن ما تنوين عمله الآن لم يكن في تفكيرك منذ ثلاثة اسابيع .. و بين يوم و ليلة تقريين كل شئ و تتحمسين للبيع !
استدارت " ميج " نحو النافذة , و كانت شجرة زهرة العسل قد نمت بكثافة حتى أنها أصبحت تغطي نصف منظر المحيط الظاهرعبر النافذة ان " ميج " تعشق تأمل البحر و لكنها لم تجد الوقت الكافي لتقيم هذه الاشجار و ان كانت رائحة الازهار البيضاء تعطر الجو من حولها .
- أنت مخطئة يا اني " , انا لم اتصرف اثر صدمة , و لكنني توصلت الي القرار الأكيد , هذا كل شئ .
و الحق أن كبرياءها كانت تمنعها من القول انها مضطرة لهذا القرار .
- و لكنني أعرف ما يمثله هذا المنزل بالنسبة لك !
وفضت " ميج " تأكيد قول " اني " انسان أسرار لا يريد البوح بها حتى لأعز أصدقائه , و هي لا تريد الاعتراف بامر هذا المنزل و فلا داعي لذلك الأن و لا داعي لذكر قيمة هذا المنزل و ما يمثله لها , و الحق أن كل شئ اختلف تماما منذ فترة و ان كانت " ميج " تحاول اظهار العكس .
و لكن هذا ليس السبب الحقيقي لتصرفها , فقد عرضت " ميج " هذا المنزل بجدرانه العاجية اللون و سقفه المصنوع من القرميد الاحمر و ممره الدائري و نافورته الرائعو , عرضته " ميج " للبيع , ذلك لانها لا تملك الخيار .
لقد اكتشقت منذ ثلاثة اسابيع مضت أن زوجها رحل بعد أن قضى على كل ثروته , فحزنت لذلك كثيرا , بالتأكيد لم يكن المال يمثل كل شئ بالنسبة لها و لكنه يفيدها - على الاقل - في الحصول على ما تريده , و لكن " ميج " لا تهتم بالاشياء المادية كثيرا كما كان يفعل ط تيد " و الحقيقة أن الشاب الرائع الوسيم الذي تزوجتهقد تحول بعد ذلك الي انسان لا يفكر الا في النجاح , و شيئا فشيئا وجدت نفسها تعيش في خصم عالم مالي لا تجد من خلاله منفذا .
قالت " اني " باصرار :
- انظري الي هذا , لقد قضيت أعواما طوالا في تأثيثه على ذوقك , و بقيت طويلا تفتشين عن لون ورق الحائط المناسب لحجرتك , و نقس الشئ بالنسبة لزجاج نوافذ دورة المياه , كمان قمت بزرع بعض أشجار الورد المتسلقة و التي كادت تصل الأن الي شرفة الطابق العلوي .
بدت " اني " نحيفة في سروالها الوردي , و كانت " ميج " تعرفت على هذا التصميم الذي عرضته " لوسي بيفينز " خلاب العرض الاهير الذي أقيم في فصل الربيع , انا " ميج " فقد اكتفت بعرض ملابس الشهرة .
- و الاستوديو الخاص بك في الطابق الأول ؟ ألا تحبينه ؟ في البدايه كنت تبقين طويلا مأخوذة بروعة هذا المنظر الذي يطل عليه الاستوديو لدرجة أنك كنت تنسين العمل , ألا تذكرين ذلك؟و الشاطئ الصغير الموجود في اخر الشارع الن تأسفي عليع ؟
- - بلي , بلى , بالتاكيد
- - أنتتعرفين انني فكرت كثيرا و قررت اخيرا
- -أغفلت " ميج " الاعتراف بليالي الارق التي قضتها تحاول النوم , و لكن عناد صديقتها قد بدا يؤثر عليها حقا ,و لكن " اني " رفعت يديها في الهواء اخيرا في استسلام .
- قالت " ميج " بلطف :
- -أشك في ذلك , و لكني اشكرك على كل العناء الذي تكبديه من اجلي
- كفت " اني " عن هذا الحديث و لكن " ميج ط لم تشعر بعد بالارتياح مضى وقت طويل بدون أن تلحظ ذلك و الان ان الاوان لواجهة ما تخشاه .. لقد مرت ثلاث اشهر لم ترى فيهم " ديف ايليوت " , و الحق انه منذ سبع سنوات و هي تتقابل معه على حين غرة و اما الان و فهي التي رتبت هذا اللقاء .
- قالت " ميج " في دهشة محاولة اخفاء اضطرابها :
- - لقد ان الاون أليس كذلك ؟
- - بالتأكيد و ألا تريدين هذا ال " هامبورجر " ؟
- - لا أشكرا يا "اني "
- - يجب ان تغذي نفسك.
- هزت " ميج " رأسها :
- - لقد نسيت أن اتناول غذائي اليوم , فقد كنت اقوم باعداد كل ذلك .
- ثم جلست على ركبتيها لتحصي الاواني لمصنوعة من الخزف المصفوف أمامها , محاولة تهدئة نفسها قليلا قبل الاستعداد لاستقبال " ديف " , و هي تنجح دائما في السيطرة على نفسها فقد اعتادت ذلك من سنوات طويلة .
- لم تستطع " اني " فهم السبب الذي من اجله رفضت " ميج " تناول الغداء مع خطيبها . فتشنج وجهها الذي يحيط به شعرها الاشقر و قالت :
- - أنت تنفرين دائما من الغداء أليس كذلك ؟ كما كنت مضطربة بعض الشئ في الصباح , أنت الان في الشهر الخامس من الحمل .
- - خمسة أشهر و نصف الشهر .
- أحيانا لا تصدق " ميج " نفسها انها سترزق اخيرا بهذا الطفل الذي طالما تمنته ! و لكنها مسئولة الان عن نتائج هذا الحمل من البداية الي النهاية .
- و من يراها جالسة على الارض , لا يفكر ابدا انها حامل فهي نحيفة جدا , كما انعا تبدو صغيرة في السن , بل طفلة في ملابسها هذه القديمة المبقعة بالالوان المختلفة
- ثم استطردت قائلة :
- -و لكني على ما يرام اليوم , أؤكد لك ذلك يا " اني "
- - لاداعي للعجلة و يمكنك الاسترخاء قليلا
- - انه اليوم الوحيد في هذا الاسبوعالذي شعرت فيه يالنشاط ز
- ترددت " ميج " قليلا ,و نوت الاقتناع برايها , فجولة صغيرة في المدينه تسمح لها بتأجيل الاهانات سيكيلها " ديف" و كم هي تكره ذالك .
- و لكنها تمتمت قائلة :
- - لا استطيع
- - لماذا ؟
- -لأنني أنتظر ضيفا .. " ديف".
- - " ديف ايليوت " ؟ و لم هذه الزيارة ؟
- - أنا التي طلبت منه الحضور
- لأي سبب ؟
- أمسكت " ميجصندوقا من الحديد ملوء بمختلف الاشكال من فرش الرسم القديمة ,
- - لكي أعيد أدوات الغطس الخاصة به ,
- ردت هذه الكلمات بطريقة تلقائية الي صديقتها , تماما بنفس الطريقة التي قالتها ل " ديف " في التليفون , فهي لا تريد الاعتراف بالاسباب الحقيقية , و لكنها مضطرة الان لاستجماع شجاعتها , ف " ديف "هو الشخص الوحيد القادر على تأكيد شكوكها و الاجابة عن اسئلتها و اعطائها المعلومات التي تحتاج اليها , خصوصا بعد مقابلتها الاخيرة و ما قالته له .
- قالت " ميج " مفسرة الموقف لصديقتها حتى تمنعها من طرح أي سؤال :
- - لقد ترك أدواته هنا قبل وفاة " تيد " يفترة قصيرة.
- أمسكت " امي " بسلسلة المفاتيح الموجودة في حقيبة يدها , ثم وضعت على وجهها نظارة شمسية كبيرة الحجم , كما امسكت قبعتها التي كانت قد وضعتها على السيارة المرسيدس البيضاء الخاصة ب " ميج ".
- - أنا لا اعرف السبب الذي يضايقك من هذا الشاب , انني اراد لطيفا جدا , و هي صفة نادرة لدى الرجال الذين يمتلكون جبالا من اموال ووسامة ملحوظة أيضا .. ان لدية عينين خضراوين .. لم ار مثل جمالهم قط , ذلك بعد عين " لاري " بالتأكيد .
- - أخشى أن عدد كبير من السيدات يشاركنك الرأي يا عزيزتي .
- - هذا دليل على أننا نعرف ما نقوله !
- قالت " ميج " بابتسامة خبيثة :
- - أو اننا لا نملك الملاحظة الدقيقة.
- طردت ذبابة عن وجهها و هي تتذكر أنها لم تشعر البتة بمثل هذه الاحاسيس القوية منذ أسابيع طويلة , و أنها تحاول جاهدة اجنب مواجهة " ديف "و لكن الاخلاص يمثل كل شئ بالنسبة " ميج ", و لابد لهامن تقيم اعتذارها له مهما كلف ذلك .
- - أعتقد أنك لاتنوين ترك " لاري " في نتظارك أكثر من ذلك, و أظن أنه ليس من النوع الذي يعتبر الصبر من خصاله الحميدة ؟غطى صوت سيارة ما تأتي عبر الممر على اجابة " اني " , فأستدارت الفتاتان , احدهما في قلق , و الثانية في ضيق , و عندئذ رفعت " ميج " يدها نحو عنقها .
- - هل تريدين مني الانتظار معك ؟
- - لا سيكون كل شئ على ما يرام .
- قالت " ميج " هذه الكلمات و هي تجاهد في تهدئة نفسها .
- لم تكن " اني " مقتنعة من هذه الاجابة , فقطبت جبنها و تتأمل صديقتها باهتمام .. ربما كان شحوب " ميج ط أو ابتسامتها المغتصبة بسبب ...
- - كما تردين يا "ميج ".
- - أشكرك و أقدر مساندتك لي , و لكنني أنوي التخلص من هذه الورطة بنفسي أؤكد ذلك .
منتدى ليلاس
- - الم تريه منذ ليلة الدفن ؟
- هزت " ميج " رأسها , ثم شعرت بدوار مفاجئ و فأستندت الي السيارة البيضاء , لابد ان ذلك بسبب حرارة الجو , تنفيت " ميج " بعمق .
- - أنت تعرفين أنه لا يوجد سبب لذلك ..
- ستتلاشى هذه الازمة سريعا ليحل محلها حزن شديد , ان ذلك لايزال معلقا بذكرتها , و قد أعاد سؤال " اني " الي مخيلتها ذكرى يوم دفن زوجها , اذ كان الجميع يهرولون بجانبها , و كانت " ميج " ترى وجوها كثيرة بدون ان تستطع تحديد أسماء أصحابها .
- و كانت والدتها و شقيقاتها و " اني " يقمن بتجهيز سلطة الخضراوات و التونة و كان " ديف " بصحبتهن و بعد رحيل الجميع صعد " ديف " لرؤيتها و قال لها باخلاص :
- - هل يكمنني تقديم أي مساعدة لك ؟
- و الحق أنه قال هذه الجملة بطريقة غريبة لم تعهدا " ميج " من قبل و بدلا من أن تجيبه بهدوء " لا أشكرك " و انفجرت قائلة بعنق :
- - ألا ترى أنك فعلت ما فيه الكفاية ؟
- خرجت الكلمات من فمها رغما عنها , فكانت كرياح الشتاء ,فجمدتهما في مكانهما يواجه كل منهما الاخر , ثم استدارت " ميج " فجأة و لامت نفسها على هذه الطريقة التي تحدثت بها اليه .
- كان ذلك ظاما , و لكن الوقت تأخر و الحق أنها بدأت خلال عامين الاخيرين تعاملة بطريقة جافة.
- توقفت السيارة في الممرو لاحظت "ميج " هيئة " ديف " الاشقر , و كان يتقدم نحوهما دائما بخطى سريعة مالظافر , و تذكرت " ميج " أنها كانت ترى ابتسامة "ديف " – الرائعة في نظر " اني "- مجرد ابتسامة تدل على الكبرياء و التفاخر .
- - صباح الخير .
- ابتسم " ديف " و هو يمد يده نحو "اني " التي قالت فجأة :
- - أنا سعيدة برؤيتك يا " ديف " كيف حالك ؟
- ظلت " ميج " تراقبهم في صمت دقائق قليلة ,و كان " ديف " لا يزال يتبادل مع صديقتها عبارات التحية و المجاملة .
- كان " ديف " في الرابعة و الثلاثين من عمره , و يبدو على درجة كبيرة من الوسامة, طويل القامة أنيقا جداو ذا هيئة رياضية , انه يجسد الكمال الرجولي الذي كانت " ميج " تدرسه في مجال الفنون و التشريع .
- و قبل ان تتزوج من " تيد " , طلبت من " ديف " أن يصبح موديلا لها أثناء دراستها , فقد كانت علاقة " تيد " ب " ديف " علاقة أخوية حقا من سبع سنوات , و لكنهما ابتعد كل منهما عن الاخر بعد ذلك , و لم تكن " ميج " مسئولة عن هذه القطيعة , و الحق أن " ديف " فضل تجنبها قبل أن تلاحظ "ميج " نفسها درجة تأثيرها على " تيد " و ظل تصرف " ديف " سرا غامضا .
- و فكرت " ميج " أنه ربما ينسى ,و لو مؤقتنا طريقته المتحفظة معها . قالت " اني " اخيرا :
- - سأغادر الان , الي اللقاء يا " ديف " , نا سعيدة جدا برؤيتك, يأراك يوم الخميس يا " ميج " .. أنت لم تنسى وعدك ؟ فستأتين لمساعدتنا في الاكتتاب , أليس كذلك ؟
- قالت " ميج " و هي مشغولة بأفكار أخرى :
- - قلت لك سأفكر .
- - لا تضيعي وقتا طويلا في التفكير , فنحن بجاحة شديدة الي طريقتك في الترتيب و الاعداد , كما أنك تعرفين كل أعضاء النادي الكانتري – كلوب ,و تعرفين أنه بفضل علاقتك القوية بالاوياك الفنية , يمكننا ملء قاعة الاحتفالات لدنيا بدون ان نتكلف مبلغا طائلا في الخميس ظهرا لنتناول غداءنا في مطهم " كابيترانو " !
- ثم استقلت سيارتها الاسبور الحمراء و هي تلوح لهما مودعة , و تؤكد ل" ميج " أنها تنتظرها و ظلت " ميج " تتبعها .. لو كان بيدها لكانت قد ذهبت للعمل في مركز استقبال السيدات في المنطقة الجنوبية , و لكن هناك دائما ما يؤرق حياتها
- قال " ديف ط بخبث " :
- - هذه المرة لن تتكمني من الهروب .
- وقف " ديف " معقود الذراعين و هو يتأملها بعينيه الزرقاوين , بينما ترتسم ابتسامة هادئة على ملامح وجه " ميج " .
- - أخشى ذلك ! و اعتقد انه سيأتي اليوم الذي اقول لها فيه " لا " ! ثم تحدثت بطريقة اكثر جدية قائلة :
- - - أشكرك على حضورك يا "ديف " , لم أستطع اخبارك بذلك في وقت مبكر لانني لم أجد هذه الادوات الخاصة بك ألا عندما بدأت في ترتيب حاجتي .
- - أنها بدون أهمية , كما أنني لست في حاجة اليها .
- - هل عملك يشغلك الي هذا الحد ؟
- - أكثر مما كنت اتمنى .
- و حتى ينتهي هذا الحديث العادي اكتفت " ميج " بهز راسها و الحق أن وصق " ديف " بانه رجل مالي كفء , وصف غبي جدا و كأننا نقول عن رئيس أنهر الطهاة انه يجيد الطهو فعندما تتطرق الامور لجمع الثروات و عقد الصفقات , يكون " ديف " الافضل دائما .
- و هو كما قال "تيد " رجل اعمال لامع.
- اقترب " ديف " و هو يضع يديه في جيبي سرواله الابيض , بينما كان يتأمل الفتاه بعينين فاحصتين ,و كانت ترتدي الملابس المفضله لديها عندما تنوي البدء في الرسم , و هي ملابس فضفاضة تجعلها تبدوا أصغر سنا و أكثر نحافة , و لكنها أصبحت أكثر نحافة و بدت وجنتها شاحبتين .
- خفضت " ميج "عينها لحظة , فبدت الهالات الزرقاء حولهما دليل الارق , و بدا لون بشرتها البراق اكثر شحوبا و و على الرغم من ذلك كانت تشعر بان وجنتها تشتعلان , من الحرارة بتأكيد و كانت عيناها تلمعان ببريق حاد يعرفه " ديف " جيدا
- قال "ديف " في نفسه و هو يحول نظره عنها , كم تبدو مقهورة .
- و كان الوقت علمه كيف يمكنه كبح جماح نفسه تجاه " ميج" ثم قال لها و هو يشير نحو الصناديق و الاشياء المكومة في الجراج :
- - لقد قرأت اللافته الموجودة بالخارج " للبيع " هل تنوين العودة الي " سبرنجفيلد " ؟
- سؤال منطقي, فقد أقامت " سبرنجفليد " حتى سن العشرين , و أسرتها لاتزال هناك , كما يقيد هناك أيضا أخوها و شقيقتها الكبرى .
- - كلا و سأبقى هنا .
منتدى ليلاس
 - كانت تشعر بالارتياح لانه لا ينظر اليها , فهاتان العينان تسببان لها الارتباك . رفه " يديف " حاجبيه , فدهشت " ميج " للمفاجأة التي أحدثتها لهبقرارها بالبيع و الحق أن والديها و كل أصدقائها ما عدا " اني " يعتقدون أنها ستنتقل للاقامة في " سبرنجفليد ".
- و لكنها لم تقرر ذالك بعد , و هذا يعتبر بالنسبة لها تراجعا , أما هي فلا تريد فقدان المزيد و لا تريد أن يقرر أحد تصرفاتها بالنيابة عنها كما كان يفعل والدها فيما مضى , فالعناد شئ معروف في العائلة فلاهرتي , و على الرغم من حبها العميق لهما ,الا أنها لا تشعر بقدرها على اقناعهما بأنها تستطيع تحمل مسئولية نفسها بنفسها
- لم يحاول " ديف " التعلق اكثر من ذلك لانه مقتنع أنها تعرف ماذا تفعل بالضبط.
- - هل أشتريت منزلا جديدا ؟
- - ليس بعد , كما أنني أتمنى العثور على المكان المناسب لكي أتمكن من اقامة الفرن الخاص بي .. و لكن المنازل هنا لاتتمتع بوجود جراج منفصل خاص بها .
- اذا كانت تنوي الانتقال من هذا المكان , فلماذا لم تفكر في البحث عن منزل أخر ؟ ربما تنوي الانتقال الي مكان فكر " تيد " في شرائه بنفسه .
- و لكن الوضع الحالي ل"ميج "لا يمكنها من التفكير في شراء منزل جديد .
- سالها "ديف " :
- -ألا تريدين شراء منزل ؟
- حولت " ميج " نظرها , اذا لم تستغل هذه الفرصة , فلن تجد فرصة اخرى مناسبة.
- - بالضبط .. و هذا هو السبب الثاني الذي من اجله طلبت منك الحضور .. و لكن قبل ذلك , هناك شئ اريد اقوله لك.
- خفضت ط ميج " راسها و هي تدير دبلة الزواج الذهبية حول بنصرها , ثم شعرت ف<اة أنها تكاد تفقد وعيها . و الحق أن نيتها في ألاعتراف له بكل شئ قد أفقدتها شجاعتها و جعلتها عاجزة عن الحركة بعيدا عن مواجهة " ديف ".
- - اريد تقديم أعتذاري لك
- - و لكن .. لأي سبب .؟
- اذن لقد نسى ! من الافضل ان تلتزم الصمت في هذه الحالة .
- و لكنها تماسكت و اصرت على الاعترلفلا :
- - أعتذر عنا بدر مني و عما قلته لك يوم الدفن .
- قاطعها "ديف " قائلا :
- - لا داعي لهذه الاعتذارات .. لقد كان اليوم رهيبا بالنسبة لنا جميعا .
- - لم يكن ذالك بالسبب الكافي .
- ثم لاحظت أن " ديف " تذكر أخيرا اذ مر بعينيه الزرقاوين ألما غريبا
منتدى ليلاس
 - - أطلب منك للمرة الثانية قبول اعتذاري . فأنا نادمة على الطريقة التي تحدثت بها معك في هذا اليوم يا "يف " لقد كنت مخطئة .
- ظل "ديف " يتأملها لحظة بدت دهرا في صمت رهيب , و لم يتغير اي شئ فيه و لا تزال نظراته غامشة كالعادة .
- و هنس في هدوء :
- - ربما لا .. انظري هناك . انها اشيائي .
- و كان يشير الي زجاجات الاكسجين و مسباححي القدمين.
- و كان يبو على وجهه الجامد أنه بدأ يفقد صبره , فأسرعت " ميج " تجيبه بنعم , ثم شعرت بالاضطراب خوفا من ألا يسمح لها بالحديث معه , و الحق أنه لا يوجد الوقت الكافي للاستماع اليها لو ظل مهتما بأدوات الغطس الخاصة به .
- استندت " ميج " الي الحائط و هي تقول :
- - ان السنرة الخاصة بك أيضا توجد في الصوان هناك .

إضافة رد

سفيرة الاحزان 11:24 AM 10-02-11

- و قبل أن يصل " ديف " الي الصوان الحديدي سمع أنين ألم يصدر عن " ميج " التي شعرت فجأة بالاختناق من ارتفاع الحرارة , من المؤكد أن ذالك لايرجع الي الحرارة في الخارج فقد توقفت الرياح .. رفعت " ميج " يدها نحو جبهتها كما لو كانت تحاول السيطرة على نفسها و لكنها لم تنجح في ذالك و كان الجو في الخارج قد أصبح خانقا .
- حاولت " ميج " التنفس بعمق ولكن هيهات , فقد شعرت بأنها تختنق , لم يكن من المفضل أن تظل جالسه هكذا لمدة طويلة على ركبتها لترتيب الاشياء و لا أن تنهض فجأة و بعنف عندما لاحظت وصول " ديف " .
- و فجأة شعرت بأن الارض تتأرجح تحتها و أن الظلام يحيط بها من كل جانب و فجرى " ديف " نحوها و ما كادت تقع على الارض حتى كان بجانبها و أمسك بخصرها وثم انحنى ليحملهامن على الارض و عندئذ لاحظ كبر حجم بطنها أسفل الملابس , فتردد لحظة في تصديق الموقف , ثم فهم اخيرا و لكنه نجح في استبعاد أي تفكير عن رأسه و حاول ألا يفقد اتزانه عندما شم رائحة الياسمين تنبع من شعر " ميج" و كانت رائحة هادئة و نفاذة .
منتدى ليلاس
 - و لحسن الحظ لم يشعر " يف " بالاجهاد نتيجة لحملها بين زراعيه و لكنه وجد صعوبة شديدة في السيطرة على المشاعر المتباينه التي تختلج في صدره رغما عنه .
- - اه يا " ميجان " لماذا الان ؟
- و اخيرا بدات شفتا " ميج " في التحرك و بدأت تفتح عينيها و تنظر تائهه كأنها تبحث عن أي شئ ترتكز عليه , و لكن ما أن استوعبت الموقف حتى تقلصت بطريقة لا ارداية .
- - سيكون كل شئ على ما يرام يا " ميج " .
- ثم شعر بانها تحاول الابتعاد عنه , و لكنها لم تلاحظ بيريق عينه عندما كانت بين ذراعيه , و اخيرا تركها " يدف " تجلس على الاريكة , و لم تكن " ميج" تشعر الا بملمس أصابعه الرقيقه على جبهتها و ملمس جسده القوي قريبا منها .
- و كانت تشعر بمزيد من القوى و الحماية بين ذراعي " ديف " و غمرها احساس كانت تجهله منذ سنوات بعيدة , و هو احساس هادئ و رقيق كان يسببه لها " ديف " دائما ,
- هزت الفتاه رأسها و حاولت النهوضو لكنها كانت لاتزال ضعيفة الا اذا أحاطها " ديف " بذراعيه ؟
- قال " ميج " أخيرا اضطراب :
- - اعتقد أنني فقدت وعيي .
- - هل تشعرين بالدوار ؟
- - لالا انني على مايرام الان .
- و اخيرا نجحت " ميج " في النهوض و استعادت توازنها بعض الشئ و كان الجو قد اصبح اقل حرارة , و مع ذالك كانت تشعر بحرارة رهيبة بداخلها .
- قال " ديف " مقترحا :
- - ضعي ذراعك حول عنقي .
- و لكن " ميج" كادت تفقد اتزانها من جديد .
- فكرر " ديف " ثانية بصوت رقيق لم تعهده " ميج "فيه من قبل :
- - ارجوك..
- نظرت اليه " ميج " بدهشة :
- - و لكن .. لماذا ؟
- - حتى أعيدك الي المنزل .. يجب ان تستريحي .
- أه ! لا تقلق نفسك ! يمكنني السير حتى هناك !
- تساءلت " ميج " في اضطراب :
- هل الاغماء تسبب دائما ازديادا في سرعة دقات القلب ؟
- تمتم " ديف " قائلا :
- - كم هو شئ غبي !
- ثم نهض الي جانبها بقوة و و عندئذ لفت " ميج " ذراعها حول عنقه ,فقال لها :
- - هذا افضل .!
- ثم تحمل " ديف " هذا العبء و توجه نحو باب المنزل .
- نهاية الفصل الاول

المرأة الطفلة - سوزان هوجز حيث تعيش القصص. اكتشف الآن