الفصل الخامس

3.7K 72 0
                                    

- وضعت "ميج" يدها عند رقبتها و تجمدت عند مدخل المنزل عندما لحظت وجود سيارة وكيل العقارات كم هو غباء منها ان تتوقف هكذا و ابتسامتها جامدة على وجهها و لكن لا شئ يهم فكل ما تريده الان هو بيع المنزل و معظم عقاراتها .
- كتمت "ميج" الضحكة وهمست لنفسها " انا لا اصدق نفسي " 
- تفحصت "ميج" نسخة عقد البيع بين يديها كانت هذه الوثيقة تحمل جميع التوقيعات أليس هذا دليلا ملموسا ؟ كل ما يجب عمله الان هو التأكد من صحة كل ذلك 0
- و قبل ايام من الان اتصل بها "نورما" الوكيل ليخبرها ان هناك زوجين يريدان شراء المنزل فتمنت "ميج" ان تتم هذه الصفقة على خير 0
- احتفظت "ميج" بهدوئها و كان "نورما " حدثها عن كل شئ منذ اسبوع تقريبا و تماسكت "ميج" و لم تسأله عن شئ حتى لا تصاب بخيبة امل كما ان هناك مشاكل اخرى تشد انتباهها .
- كان صاحب احدى المطابع قد وافق علة تنفيذ بعض الاعلانات الخاصة بالحفلة الخيرية مجانا ذلك لو حصل على النموذج المطلوب خلال عدة ايان فشهر "يوليو" (تموز) يعتبر شهرا هادئا بالنسبة له و حاولت "ميج" ان تخلي نفسها من أي شئ حتى قراة الملفات الخاصة بها حتى تستطيع اعطاء صاحب المطبعة النموذج المطلوب في الصباح .
- و لكن "ميج" لا تفكر في أي شئ الان و لا حتى في مقابلتها مع "كالدويل "التي تمت منذ ثلاثة ايام .
- نظرت "ميج" بثبات الى وجهها من خلال المدخل الرخامي لحجرة المعيشة ووفقا لرأي "نورما" لم يكن المنزل في حد ذاته هو الذي يجذب الناس و لكن الجو الرائع الذي خلفته "ميج" لهذا المنزل .
- و كان اول شئ يمكن ملاحظته عند دخول المنزل هو المعزل الابيض اللون الذي اشتراه "تيد" بمناسبة عيد ميلاد زوجته منذ عدة سنوات و ذلك بعد ان عرف ان "جو بولزون " قد اهدى واحدة لزوجته 0
- و كان فوق المعزف "اباجورة" من الزوجاج صنعت في "فنيسيا " و كانت تشع بالعديد من الالوان الرائعة خلال الامسيات التى كانت تقيمها "ميج"و كانت في الحجرة منضدة ضخمة بيضاء اللون مغطاه بنسيج بلون الاصداف و كانت السجادة بيضاء يحيط اطرفها اللون الاسود في اشكال هندسية 0
- شئ مدهش كانت هذه الكلمة الوحيدة التى يمكن التعبيربها عن منظر الحجرة المؤنثة باللونين الابيض و الاسود ما عدا بعض ازهار الخشخاش ذات الالوان الرائعة التى تزين الحجرة في "الزهرية الكريستال " الرائعة و هذا ما كانت "ميج" تريده بالضبط كانت تريد تناقضا ايجابيا و سلبيا يكسر حدته لون مختلف و كانت "ميج" تعشق كل لحظى قضتها في تنسيق هذا الديكور و ابداعه 0
منتدى ليلاس
-  كرت "ميج" اصابعها خلال خصلات شعرها و نظرت ثنية الى الوثيقة و الان اصبحت معظم مقتنيات هذه الحجرة لا تخصها و ليس لها فقط الا اشياؤعا الخاصة و بعض صور اسرتها او هدايا اصدقائها كان لابد ان يسبب لها هذا الانتقال من حياة قديمة الى حياة جديدة بعض الحزن و لكن لا انها تشعر ببعض الاثارة و السعادة ... نعم بشئ من الحرية كما لو كانت تعد نفسها لاحتفال كبير 0
- و لكنها تذكرت انها وحيدة فوضعت يدها على بطنها المكور كانت تود الاتصال بصديقتها "اني" و لكنها مشغولة هذا المساء فقد خرجت مع خطيبها للاستعداد لحفلة الخطوبة 0
- اتصلت "ميج" بأسرتها و اخذت تتحدث مع شقيقها "مارك" لمدة ساعة تقريبا و كان من الضروري ان تطمئنهم على صحتها و ان تتلفى وصايا والدتها بشأن النظام الغذائي و الراحة و التمرينات اللازمة فاحتجت "ميج" بانها حامل و ليست مريضة في فترة نقاهة اثر الاصابة بمرض خطير 0
- و هنا تدخل والدها ليسالها عن حالة السيارة على الرغم من بعده عنها بمئات الكيلومترات و عدم استطاعته الاهتمام بها و الحق ان كل فرد في عائلتها كان له اهتمامه الخاص و كانت "ميج" تحاول دائما الاحتفاظ بعلاقتها وطيدة بكل افراد اسرتها و لكن ما ان وضعت السماعة حتى شعرت بانها عصبية جدا 0
- تصفحت "ميج" العناوين و توقفت عند الحرف "ب" .... لا احد غير "ديفيد" بالتاكيد و لكنها تتمتع بوجود اصدقاء مخلصين في حياتها مثل "لوسي بيفيز" و "جينيفر اومالي " و لكن "ديف" هو الوحيد القادر على تقدير كل شئ بالنسبة لعملية البيع و ها هي تضع في راسها كل كلمة يقولها "ديف" !
- و فجاة ادرت القرص لتتصل به تليفونيا بالتأكيد سيخبرها بأنه مشغول و لكن ها هي الة التليفون تجيبها قائلة :
- - هنا "ديفيد "ايليوت " انا غير موجود بالمنزل الان من فضلك اترك لى اسمك و رقم تليفونك لاتصل بك فور عودتي .
- ثم صمتت الالة و دق جرس الاشارة فقلت "ميج" :
- - "ديف" انا "ميج" اريد ان اخبرك انني بعت المنزل بكل ما فيه و لاداعي الان لاستشارة قاعة المبيعات .....
- -- حسن شئ رائع 
- -انتفضت "ميج" ان الالة ترد عليه :
- - انت هنا يا "ميج" ؟
- -اهذا انت يا "ديف" ؟
- -انفجر "ديف" ضاحكا :
- - نعم وضعت الالة حتى استطيع ان اعمل في هدوء و لكنني اجبت عليك فور ان عرفت صوتك تهنئتي يا "ميج" ؟
- كان لابد لها ان تنهي المكالمة بسرعة مادام مشغولا و لكنها لاتريد ذلك و كانت تتمنى ان تحكي له تفاصيل البيع و تحكي له عن المشترين اللذين يريدان الانتقال الى المنزل بسرعة لانهما يفيمان في احد الفنادق و كانت تريد ان تحدثه عن زبد فول السوداني الذي اشترته لكي تعد به الفطائر و تريد ان تساله متى يمكنها ان تحضر له هذه الفطائر و لكنها اكتفت بقولها همس :
- - اشكرك ساتركك لعملك هل يمكنني ان اراك قبل يوم الاربعاء ؟
- و كان هذا هو موعد لقائها مع "كالدويل "و كان "ديف" ينوي مرافقتها في هذا اللقاء .
- - يمكننا ان نتقابل بعد الظهيرة لو وفقت على دعوتي لتناول الايس كريم ان الكريمة مفيدة جدا لحالتك ساتي اليك و اصحبك الى مطعم "سويزن" اتفقنا ؟ انني محتاج الى بعض الراحة أليس كذلك ؟
- سعدت "ميج" بعذا العرض و هي تتناول الايس كريم في الشرفة الساطعة بضوء الشمس ثم نظرت في المراة و اعجبت بنفسها في بلوزتها ذات اللونين الابيض و الرز و سروالها الابيض و مشطت شعرها بعناية و قررت ترك خصلات شعرها الاسود تتدلى على كتفيها و عمومت فالجو جميل و ستذهب للتنزه مع .. "ديف" 0 
- ندمت "ميج" على جراءتها و كانت تجلس في شرفة مطعم "سويزن" و الهواء يضطرها لان تمسك شعرها بيديها حتى لايقترب من الايس كريم و كان السياح يملؤن المكان بالداخل حيث يتناولون الشاي تماما مثل ايام العطلات و لكن "ديف" طلب الشراب الخاص بهما و توجه مع "ميج" الى الخارج و يمسك بالايس كريم في يده و كانت "ميج" تشعر بالهدوء و السكينه و هي بجانبه بينما كانت تتأمل الطبيعة حولها .

المرأة الطفلة - سوزان هوجز حيث تعيش القصص. اكتشف الآن