الفصل الحادي عشر والثاني عشر والأخير

6.2K 129 11
                                    

- كان المطعم على بعد خطوتين من مسكن "ديف" و على بعد عدة دقائف قليلة من مكتبه
- كان الطعام رائعا و لكن "ميج" لم تكن تهتم الا بوجود هذا الرجل الذي يكفي مجرد تغيير موقفه ليرسلها الى اعالي القمم او الى قاع الفجوات 
- كان "ديف" قد ترك سيارته عند المكتب ليذهب مع "ميج" الى الطعن سيرا على الاقدام و كان الجو هادئا لحظة غروب الشمس فالظلام اصبح يخيم على المكان في هذه الايام
- قالت "ميج" مبتسمة :
- - لقد اقترب عيد الميلاد شئ غريب 
- كانت ال"باجورات" الضغيرة تملا المكان و تلمع وراء زجاج النوافذ المغطى بطبقة رقيقة من الثلج و عند مدخل المطعم وقف تمثال بالحجم الطبيعي ل"بابانويل"
- فتح"ديف" الباب فرات "ميج" الاضواء بهدوء و الشموع على الموائد و همسات الموجدين تساعد على اضفاء البهجة على المكان 
- اقتربت منهما المضيفة و هي ترتدي ثوبا انيقا من الصوف الاسود ثم قادتهما الى احد الاخونة و اعطتهما قائمة الطعام فابتسم لها "ديف" ابتسامة رائعة و حاولت "ميج" ان تبدو و كانها لم تلاحظ شيئا
- - هل ستذهبين لقضاء الاعياد مع اسرتك ؟
- - نعم لقد وعدتهم بذلك كما انهم يتحرقون شوقا لرؤية "ربيكا" 
- - ستذهب شقيقتي "جان" ايضا لقضاء الاعياد مع اسرتنا 
- - من المؤكد انك تتمنى الاسراع برؤيتها
- - ليس بالضبط فهي تتحدث كثيرا عن ضورة زواجي و تتمنى رؤية اطفالي ايضا .....
- قالت "ميج" ضاحكة :
- - يمكنني ان اعيرك "ربيكا" اذا اردت 
- و عندئذ تساءلت ترى كيف يتعامل "ديف" مع الاطفال و هل يمكنه العنايو بهم ؟
- - ان ذلك لن يحل سوى جزء من المشكلة
- - يمكنك ايضا استئجار زوجة 
- تفحصها "ديف" ثم قال :
- - يالها من افكار ي "ميج" و لكنني في الحقيقية اشعر بياس شديد 
- احنت "ميج" نحوع و هي تجيب عن ابتساته الخبيثة التي طالما افتقدتها 
- - لا استطيع ان اتخيلك يائسا
- - ابذلي مجهودا في التخل اذن 
- كان كل منها ينحني نحو الاخر بينما يسمعان همسات المحيطين بهما و صوت المعزف خلفهما 
- - هل يمكننا تخيل ما هو غير موجود ؟
- - عندما نفتش في الذكريات يمكننا تخيل ما نراه كما نريد
- ثم اعتدل "ديف" في جلسته فجاة و امسك بقائمة الطعام 
- - لم انتاول أي شئ منذ الصباح و حقا اتضور جوعا ما رايك في اختيار الطعام اذن ؟
- استغرقت "ميج" في قراءة قائمة الطعام بانتباه محاولة اخفاء تعبير وجهها لقد بدا حديثهما يتخذ مسلكا مما جعلها تنسى تماما ذكريات الاسبوعين الماضيبن و مع ذلك هناك شئ ما يمنعها من الشعور بالهدوء كما لو كان هناك كهربي يمر في الهواء من حولها 
- و في طريق العودة اراد "ديف" متابعة حديثه السابق قال :
- - "ميج" هل تتذكرين ما قلته لك منذ قليل ...ز
- رفعت طميج" راسها نحوه و لكنها لم تستطيع تبين ملامح وجهه في هذه الظلمة و مع ذلك فقد كان ينظر امامه 
- عقدت "ميج" يديها و قالت :
- - لقد تحدثنا في اشياء كثيرة ........ عن العائلة و العمل عم رحلاتك ام تراني نسيت شيئا اخر ؟
- قطبت "ميج" ما بين عينيها عندما وصلا الى مسكن "ديف" المطل على البحر 
- - ربما يجب علي مساعدتك ؟
- - نعم .....
- وضع "ديف" يديه على كتفيها و اخذ ينظر اليها ثم جذبها نحوه بهدوء و هو يتحسس باصابعه خصلات شعرها المهدلة على رقبتها
- - حاولي ان تتذكري يا "ميج"
- لقد فهمت الان و تذكرت قوله لها بضرورة استبدال الحب بالصداقة
- - لقد تذكرت يا "ديف" .......
- - اذن امامنا حديث طويل في هذا الشأن .....
- اردت ان تجيبه ..... و لكنه لم يدعها تكمل حديثها 
- همس "ديف" في اذنها :
- - لندخل منزلي ان الوقت مبكر ....
- ثم لف خصرها بذراعيه القويين .منتدى ليلاس
فهمست قائلة :
- - لا يجب ان ارحل .. انني في حاجة الى وقت حتى ........
- - لماذا ؟
- و كان يشدد قبضته على خصرها و يقربها منه بشدة 
- - "ميج" هل تعرفين قدر ما منحتك من الوقت ؟
- تماسكت "ميج" و قالت بكبرياء
- :
- - كيف تقدر هذا الوقت ؟
- - "ميج" من الخطا ان نتحدث في هذا الشان هنا 
- - على أي حال سارحل الان 
- - كلا يجب اولا توضيح الامور و لو لمرة واحدة
- و لكن صرامته هذه المرة لا تكفي لاقناعها و كانت عيناها تلمعان ببريق الغضب و فهم "ديف" على الفور انه لو ظل كثيرا يواجه هذه النظرات فمن المؤكد انه سيفقد سيطرته على الموقف و انها سترفض مجرد الاستماع اليه و لكنه تماسك و شدد قبضته عليها و بدا يجذبها نحو المدخل 
- - ماذا تفعل ؟
- - تاتين معي بدون عراك فانا احاول الحفاظ على علاقتي بجيراني 
- وافقته "ميج" بدون اعتراض فجذبها و فتح باب المنزل بدون ان يترك ذراعها ثم اضاء النور و افسح لها الطريق لتدخل و لو كانت "ميج" في حالة طبية و لا تشعر بالضيق لكانت لاحظت ذوق "ديف" في كل مكان في المنزل و لاحظت الالوان المفضلة لديه 
- همس "ديف" و هو يحررها من قبضته قائلا :
- - استريحي هنا يا "ميج" ...... هل تتناولين كوبا من العصير ؟
- اومات "ميج" براسها و هي لاتزال مضطربة .
- - لا تخشي شيئا !
- امسك "ديف" بكوبين من العصير و ذهب ليجلس بجانبها قائلا :
- - قولي لي انك لا ترفضين حبي ......
- - حقا انا لا استطيع ذلك 
- وضع "ديف" الكوب على المنضدة امامه و اقترب من "ميج" ثم قال لها و هو يضع يده على كتفيها :
- - لا يليق بك الكذب 
- فتحت "ميج" فمها لتعترض و لكنها سكتت فكيف يمكنها معارضة رجل خبير و قادر على تجريدها من كل اسلحتها ؟
- ادارت "مسج" راسها و هي تحاول الابتعاد عن لمسات اصابعه 
- - هل انا مخطئ يا "ميج" ؟
- انه حقا غاية الوسامة ! كان تصميمه وثقته واضحين في تصرفاته هاهو الرجل الذي يستطيع دائما كبح جماع نفسه يعلن لها رغبته هكذا على الملا و الحق انها طالما حملت بعلاقة اخرى تجمع بينما و بين "ديف" غير الصداقة 
- قالت له و كانها تقرب حفنة من الدنيا ميت بالقرب من شعلة من النار :
- - عن أي شئ تتحدث بالضبط ؟
- - اتحدث عنا اننا نعيش معا علاقة بعيدة كل البعد عن مجرد علاقة الصداقة و اعتقد انك تحبيينني كما احبك اخبريني بالحقيقة يا "ميج" 
- فجأة شغرت "ميج" بقواها تخور و ارادت الاحتماء به و الاقترا منه
- - نعم .... و لكن ... اعتقد انني اشعر بالخوف
- - يجب الا تشعري بالخوف يا "ميج" 
- ابتسم "ديف" و قبلها برقة على خدها
- - و الان لا داعي للحديث يا عزيزتي
- فجاة وجدت "ميج" نفسها تبادله القبلات و قالت :
- - "ديف" ....اعتقد انها فكرة غير طيبة .....
- عجزت "ميج" عن استكمال حديثها و القت براسها الى الوراء و هي مستسلمة تماما لكلماته الحانية التي يهمس بها في اذنيها و هنا تاكدت من حبها له و بالتاكيد الحب هو الذي كان يجعلهما يتصرفان معا هذه التصرفات انها تفهمه الان و تحبه 
- وضعت "ميج" يديها على كتفه فقال "ديف" لها :
- - بم تشعرين يا عزيزتي ؟ هل انت على ما يرام ؟
- ابتعد "ديف" عنها و ابتسم قائلا :
- - لاتخشي شيئا يا "ميج" فانا ارغبك كثيرا و لا افكر ابدا في الحاق الاذى بك 
- - ارجوك يا "ديف" 
- - من المؤكد اك تريدين اخباري برغبتك في العودة الى منزلك 
- ان ذلك شيئا ضروريا و لكنها كانت عندما تفكر في ان ذلك قد يضايقه كانت تتماسك بعض الشئ و لم تتركه و ترحل الا بعد ساعتين اخريين 
- نهاية الفصل الحادي عشر

المرأة الطفلة - سوزان هوجز حيث تعيش القصص. اكتشف الآن