- ظل " ديف " يحملها بين ذراعيه قريبة من صدره و هي تعقد ذراعيها حول رقبته , و عندئذ فهمت ط ميج " من تعبير وجهه انه قرر الاعتماد على رايه , و كان قد أخذ قراره فعلا و بقى صارما انه يصر على حمل "ميج " سواء كان ذالك يسعدها ام لا , و من ناحيه اخرى لن تجي في حالتها الراهنه اي اعتراضات .
- أؤكد لك أنني على مايرام الان .
- و لكنه لم يجيبها ثم دفع الباب بكتفهو هو يقول :
- أنتبهي الي رأسك .. في أي مكان تريدين التمدد ؟
- لست بحاجة الي التمدد , اؤكد لك ذلك .
- في حجرتك ؟
- هذا ليس ضروريا !
- ظل " ديف " يحملها عبر المدخل و حجرة استقبال الضيوف بدون أن يبدي أي اهتمام لاعتراضها و كان يسير بين النباتات المعلقة من الفوجير و الياقوتية حتى وصل الي حجرة سيحة مفروشة بالموكيت الاخضر اللون و بها تمثال من النحاس لاسد يبدوكأنه قائم على الحراسة امام نبات التين الذي يصل ارتفاعه الي أكثر من مترين فقال لها :
- هذا ايضا هو انت.
و ما ان همت بالاعتراض حتى صمتت , لاي سببترى نفسها دائما مضطرة لمعارضته ؟ على كل حال لايهمهاان كانت شخصيته تميل الي التكبر أو لا , و لاحظت من خلال تعبيرات وجهه رغبته في التسلط و الاعتزاز بالنفس .و الحق ان" ميج " كانت بداخلها تفضل البقاء هنا بعيدا عن هاتين الذراعين اللتين تحملانها بكل هدوء , فهي تشعر بشئ من الاضطراب تتمنى التخلص منه باقصى سرعة .
اتركني هنا , أريد الجلوس .
و كان عندئذ يقف بين كرسيين يميل لونهما الي الاحمر و الاخضر و بجانبهما منضدة ذات سطح من الزجاج , فتقدم نحو الاريكة الموجودة من نفس اللون و قال لها :
يمكنك أن تتمددي هنا و تريحي ساقيك قليلا .
منتدى ليلاس
و كالعادة , لم ينتظر " ديف " اجابة منها و تصرف بعناد فقالت له :
أنا عى مايرام .
فأجابها و هو يضعها على الاريكة ببطء :
أما أنا فلا و لا تعارضيني ألا تريدين ذلك ؟
انها تهتم دائما بمشاعر الاخرين و لكنها هذه المرة لا تهتم نهائا بنتيجة عدم ثباتها على " ديف " و لاحظت أن الاغماء قد تؤثر أحيانا في الشاهد اكثر من الضحية نفسها .
احق يا " ديف " أنا اسفة على ...
و لكنها توقفت فجاة عندما لاحظت أنها لاتزال تضع زراعيها حول رقبة " ديف " و انه لايزال قريبا منهاو يضع أحداى ذراعيه تحت ساقيها و الذراع الاخرى على ظهرها و كان وجهها قريبا جدا من وجهه .
أسفة على اي شئ يا " ميج " ؟
شعرت بأنها فقدت رشدها اذ كانت نظرات " ديف " كئيبة جدا ..ربما كان السبب في ذالك ضوء الحجرة الضعيف , فكانت عيناه تلمعان ببريق حاد غريب شئ ما تكشفه " ميج " لاول مرة
و كان " ديف " يبدو كأنه يخلع عليها بوجوده قوته و عظمته , و " ميج " تعرف جيدا أنه يستطيع السيطرة على أي شئ او اراد حتى ان أحد لا يستطيع مجادلته في حق .. كانت هذه شخصيته و سر فاعليته و الان تخضع " ميج " لذلك بدون اي اعتراضات .
فلو كانت تشعر بهذا الاحساس أمام رجل اخر لملأ الرعب قلبها من هذا الاضطراب و لكن " ديف " ليس غريبا عنها و يبدوأنه ينجح في امتصاص غضبها و انفعالها , و الحق أنه شئ طبيعي جدا أن تشعر بهذا الضعف بعد هذه الاغماءة .
و أخيرا نجحت في أن تقول و هي عاجزة عن وفع عينيها عن وجهه :
أسفة لانني سببت لك هذا الذعر
ذعر ؟ الكلمة غير الملائمة يا " ميج " اننا نسبب الذعر للصغار عندما نحكي لهم قصصا مرعبة أما أنت فقد سببت لي الهلع .
ثم ثبت نظاته على فم " ميج " , و كانت شفتاه ترتعشان و هو يتنفس بعمق , و نفس الشئ يحدث ل" ميج " .
و عندما شدد " ديف " قبضته حول خصرها , تشنجت اصابع " ميج " بدورها و هي تمسك بسترته , ثم أحست برائحة " ديف " في أنفها .. انها تعرف هذه الرائحة جيدا و لكنها تؤثر فيها كثيرا هذه المرة ,و في هذه اللحظة , شعرت بضررة قطع هذا الصمت الذي يخيم عليهما و كان صوت مياه المحيط يملأ المكان حولهما و فجأة لمس " ديف " رقبتها باصابعه و همس قائلا :
لقد التفت خصلات شعرك على ياقة البلوزة .
و بدأ يبعد هذه الخصلات السوداء عن رقبة الفتاة بأطراف أصابعه , و فجأة تحسس بأصابعه شفتي الفتاة , و كم كان من السهل الاقتراب منها و تقبيل هذا الفم و تحسس هذه الرقبة .
و عندما أبعد يديه عنها , لاحظت " ميج " أن " ديف " يرتعش و كانت هي نفسها تكاد تتوقف عن التنفس , ثم ثم أبعد خصلات شعرها عن رقبتها , و هنا توقف عن الارتعاش و قال لها
أعتقد أنك الان على مايرام ؟
يتبع
-
أعتقد أنك الان على مايرام ؟
اكتفت " ميج " بهز راسهاو لكنها ظلت مثبتة نظراتها عليه و هي تتساءل : ما سر تتطور علاقتها الي هذا الحد .؟
و فجأة تذكرت " ميج " أحزانها و تكورت بطنها أسفل البلوزة المبقعة بألوان السم .. و قررت الرفض .. ان تصرف " ديف معها بهذه الطريقة يرجع الي انها لم تصل الي أتزانها بعد .
مهض " ديف " و هو يمرر اصابعه بين خصلات شعره الاشقر ثم اتجه نحو الشرفة الموجودة في مواجهة الاريكة و هناك راى الامواج الهادئة تخنلط بالرمال البيضاء و كان الجو صافيا و هادئا و ذالك على العكس تماما من انفعالات الداخلية .
ما الذي حدث ؟ كيف يضع يده على " ميج " بهذه الطريقة ؟
ما الذي يدور في رأسه اذن ؟
ثم أخذ يقتش عن سيجارة في جيب سترته و فجأة توقف , فلا داعي للتدخين في وجود سيدة حامل , و ظل مرتبكا , كيف ذالك و الشخص الذي يتصرف دائما كما يحلو له .
وضع " ديف " كفيه في جيبي سترته , و هو منزعج و كانت " ميج " تلتزم الصمت تماما .
ثم قال و هو لا يزال في الشرفة , يركز نظراته على الرمال :
لقد قلت لي انك طلبت مني الحضور لسبب اخر .. و لكنني اريد ان اعرف .. في أي شهر من الحمل أنت ؟
و لكن " ديف " لا يعرف شيئا عن حملها !!
أجابت " ميج " :
حوالي خمسة أشهر .. سيولد الطفل في نهاية شهر أكتوبر ثم اضافت بدون أن تنتظر سؤاله :
لا لم يكن " تيد " يعرف شيئا عن هذا الحمل .
و لحسن الحظ , لم يحاول " ديف " اظهار شفقته التي لم تطلبها و مادام قبل اعتذارها , يتبقى عليه أن ينسى حقدها عليه ... ترى كيف كان يتخيله " تيد " ؟ ! ... يتخيله صديقا مخلصا أم عدوا لدود ان " ديف " يكنه أن يكون هذا و ذالك , و لو وافق على مساعدة " ميج " فمن المؤكد أنه سيتصرف معها باخلاص شديد .
متى عرفت ذالك ؟
نسيت " ميج " شيئا مهما جدا , و هو أن " ديف " عندما يريد معرفة شئ , يصر على التساؤل . فأجابته بهدوء :
بعد الحادث مباشرة .
و هل كل شئ على مايرام ؟ أقصد من هذه الناحية ....
لم تستطيع " ميج " أ تمنع نفسها من الابتسام أمام اسئلة " ديف " الصريحة .
من ناحيتي يوجد طفل و كل شئ على مايرام .
تمتم قائلا :
هذه ما تتظاهرين به .. و لكنني غير متأكد من ذالك ز
ثم تقدم متأرجحا ليستند الي حافة النافذة من الواضح جدا أنه يحاول خداعها , و الحقيقة أنه دهش مما سمعه و لكنه لا يريدها أن تكشف ضعفه .
السيدة " ريو " هل يمكنني القول ان خطأك في الحكم يرجع الي حالتك الراهنة ؟ لا ترتعشي , فان كل ما أريد قوله ان امراة حاملا لا يكمنها نقل هذه الاشياء الثقيلة في هذا الجو الحار ... ألا تعرفين أن درجة الحرارة في الخارج تصل الي الاربعين ؟
بالتأكيد !
هل يحدث لك الاغماء كثيرا ؟
لا كنت فقط بحاجة الي استمشاق الهواء . لكن الابواب و النوافذ كانت مفتوحة على مصاريعها , كما أن الحرارة بالداخل افضل من الخارج .
لا توجد أي حجة لها ! تنهدت " ميج" و هي تتمنى ألا تهزم أمامه دائما .
ماذا تقصد بهذه الموعظة , و ما الذي تريد قوله ؟
أريد ابراز بعض النقاط بدون أي موعظة يا " ميج " يمكنك طلب اشخاص لمساعدتك , و حتى يتم ذالك يمكنك أيضا استئجار طاهية و أعتقد أن السيدات الحوامل يملن دائما الي البدانة , و لكن حالتك مختلفة .
حاوزلت " ميج " التوسل اليه لكي يترك لها شؤنها تديرها بنفسها و لكنها اكتفت بأن تقول له بلطف :
أشكرك , لكنني لست بحاجة الي طاهية .
أنت محقة في ذالك , و اعتقد أنك في حاجة الي مدبرة منزل .
قفزت " ميج " من مكانها عندما تحدث " ديف " هكذا بلهجة الامر و كان يبدو منزعجا جدا و و هي أيضا كانت متكدرة بعض الشئ , و ها هي تفكر في شئ أخر و فالآول مرة منذ اسابيع طويلة و بدات " ميج " تشعر بالقلق على مصيرها , و تفكير " ديف " هو السبب في ذالك حاول " ميج " الارتكاز على الاريكة , و أخيرا قالت بصوت حازم :
كل ما أحتاج اليه هو نصية ... و هي نصيحة بعيدة عن النظام الغذائب الخاص بي , أو استئجار من يساعدني في الانتقال من هذا المنزل أو المكنان الذي اقضي فيه اجازتي .. كل ما احتاج اليه هو عنوان محاسب ممتاز و مخلص و مواعيده دقيقة ...شخص ...
قاطعها " ديف " قائلا :
لحظة 1 ماذا عن الشركة التجارية الخاصة ب " تيد " ؟
منتدى ليلاس
رفعت " ميج " كتفيها و اقتربت من " ديف " بتلقائية شديدة , و عندئذ لاحظت التجاعيد الموجودة على جانبي عيتيه مما أضفي على مظهره وقارا شديدا .
ان " تيد" مدين ببعض الاموال لشركائه و لن يمكنني السداد قبل وقت كاف و أشك في أنهم قد يقبلون العمل معي على شروط السداد فيما بعد .
ان كل شئ يتوقف على الميراث .
هزت " ميج " رأسها و هي سعيدة بتناولهما هذا الموضو الذي يشغلها كثيرا.
لقد وضع " تيد " كل ممتلكاته في هذه الشركة ز
و شرحت له " ميج" الامر بالتفصيل و لحسن الحظ فهمها " ديف " على الفور ووافق على تصرف "تيد " لانه بهذه الطريقة لن يتم حصر املاك " تسيد " كما يحدث دائما وفقا لقانون الارث و لكن " ميج" عجزت بالتأكيد عن الاجابة عن بعض اسئلته و اخيرا قال لها :
ذن هناك احتمال أن تضع والدته يديها على كل شئ .
تجمدت نظرات عينيه الزرقاوين و أصبح صوته اكثر عنا بطريقة لا ارادية حتى ان " ميج " رجعت الي الوراء .
لا تقلقي يا " ميج " لقد كنت زوجة " نيد " و سيعود كل شئ لك سواء في وجود الشركة أم لا وو قانونا ليس لهذه السيدة حق في أي شئ , أما في رايي , فهي ليس لها أي حق ايضا من الناحية المعنويه .
بدا نفور " ميج" واضحا على وجهه لدرجة جعلت " ميج " ترتعش و لكنها في الحقيقية توافقه على رايه .
لم يحاول " تيد " البته التحدث عن طفولته و و لكن وفقا لما تعرفه عن " تيد " كانت فترة مراهقتهو شبابه فترة غير متزنه ,فقد كان في العاشرة من عمره عندما رحل والده تاركا وراءه اسرة غير متزنه و مفككه و عندئذ لم تتوان والته في وضعه في مدرسة داخلية و ذالك من أجل تهدئة حبيبيها الذي كان يرفض وجود ابنها معها .
و مع ذالك هناك سؤال يؤرقها كثيرا هل فكر " تيد ط في الزواج بها بسرعة لانها مانت تمثل له كل ما يفتقده في الحياه ؟
فلعد أن انتهى " تيد " من دراسته في جامعة " ستانفورد " استعد للسفر و في هذه الفترة تصادف ان ارتطم ب " ميج " عند مدخل متحف للفنون في " سيرنجفيلد " و كانت أنذاك في العشرين من عمرها و هو في السابعة و العشرين من عمره .
كان أسمر اللون ذا ذقن رفيع و عينين رماديتين مما يجعل نظراته جادة و كان معتزا بنفسه على عكس الشخصيات التي تتقابل معها " ميج " في الجامعة , و هكذا حاول التأثير عليها و استمالتها , فلم تقاومه كثيرا , و اعجبت بجاذبيته و طريقة تفكيره و طموحه و المشروعات التي تملأ راسه و و عندما تعرف " تيد " على عائلة " ميج " و كانت عائلتها كبيرة العدد , شعر بأنه كان يبحث دجائما عن عائلة مثلها , و خلال شهور قليلة كانت " ميج " قد وقعت في حب هذا الفتى المغامر و ظلت تتمنى الارتباط به في منزل كبير يجمعهما معا و معهما عدد من الاطفال يملؤون علييهما حياتهما .
أنت تقرأ
المرأة الطفلة - سوزان هوجز
Romanceالمقدمة بالنسبة لي كان كرهي لك هو الوسيلة الوحيدة التي تمنعني من ان احقد عليه ظل ديفت ينظر بثبات الي يديه . لو كان قد سمع هذا الاعتراف من وقت الي اخر فربما كان قد دمر تماما . و لكنه قرر التراجع عن اقناع نفسه بالسيطرة على مشاعره تجاهها .فهو واثق الا...