كانت "ميج" طوال حياتها تعيش في اوهام و منذ طفولتها و هي تتمتع بموهبة فن ابداع الاحلام 0
- و على الرغم ان "ميج"نشات في اسرة كبيرة الا انها كانت تشعر احيانا بالميل الى العزلة بعيدا عن اشقائها الكبار و الصغار
- و كانت تميل الى الصمت و متحفظة و تفضل الحياه في الظل دائما .
- و لاناه كانت طفلة وحيدة اعتادت منذ صغرها ان تحلم بان كل شئ سيتغير بين يوم و ليلة .
- كانت تتذكر بعض الاشياء التي مرت بها و هي ضغيرة فتعتبرها مجرد تفاهات كان ترى احد رسومها في الصباح او ان تلتهم قطعة خاصة بها من الحلوى دون أي تعليق
- و قد تاثرت "ميج" كثيرا بجديتها لابيها و كانت تلك السيدة هي المسئولة عن ادراة قبيلة بذكاء و حكمة .
- و على الرغم من بلوغها الثمانين من عمرها الا ان عينيها الخضر واتين كانتا تشعان ببريق اخاذعندما تضحك و قد تكتسيان
- بظلال باهتة عندما يخالفها احد اما "ميج" فكانت تحبها كثيرا و تبعا لمبدأ الجدة "كيت" فان كل فرد يعيس لنفسه و اصبح التعيس لايجد امامه الا نفسه ليلومها و السعيد يعيش سعادته مع نفسه فحسب و كانت "ميج" تخشى اعلان عدم سعادتها امام جدتها و مع ذلك كانت تحاول ان تكون متفائلة دائما و تقول :
- " غدا سيكون افضل غدا سيكون الجو افضل او ربما الاسبوع القادم "
- و الان اصبحت "ميج"مقتنعة تماما بأنها ما ان تتحرك في حياتها و تحاول ادارتها بنفسها فستصبح على ما يرام و يكفيها مجرد الانتظار و تحين فرصة مناسبة و هاهي تحاول تقديم ما في وسعها و لكنها تحاول عدم التفكير في المستقبل كثيرا لان القلق قد يضر بطفلها و اخيرا اقنعت نفسها انها ستحاول خفض مستوى معيشتها باختيارها و ليس رغما عنها .
- كانت المشكلة هي محاولة اقناع نفسها بمجهودات "تيد" العنيفة و الحق ان الجميع تلقى نبا وفاة "تيد" بصدمة شديدة و لكنهم سرعان ما نسوا الامر و شغلوا انفسهم بامور اخرى .
منتدى ليلاس
- و من اصدقائها لم تعد "ميج" ترى الا القليل منهم مثل "بوفي كانينجام" و "فانيسا ماكميلان" و الان "ميج" قللت من لعبها لتنس في النادي علق موهد ولادتها في اس "فانيسا" اما "بوفي" فهي تتحاشى الحديث معها لانها تعتبر الترمل عيب في المراة و تقول "ميج" في نفسها انها تشعر و هي ارملة حامل كانها مجرد مزحة تذكر أي امراة بما قد يحدث لها فياي وقت .
- و من السعل اكتشاف الاصدقاء الحقيقين و اكتشاف الاعداء في مثل هذه الظروف و تصرف هاتين السيدتين لم يزعج "ميج"كثيرا بل و لم يؤلمها ايضا و في مقابل ذلك لم تكن تتصور قط ان تجد في شخصية "ديف" حليفا لها بعد ان كانت تعتبره دائما عدوا .
- اما "اني" التي لم تكن تترك أي فرصة الا و تعبر فيها عن رايها فقد قالت ل "ميج" :
- - انا اعرف مالذي يضايقك في مرافقتك اياه اساليه على الاقل
- و في اسوء الحالات سيرفض الحضور و مع ذلك فهو يقضي نصف وقته تقريبا هنا.
- جلست "ميج" امام صديقتها و هي تمسك بالدبابيس بين شفتيها و تمتمت قائلة :
- - هكذاانت تبالغين دائما ؟
منتدى ليلاس
- و في الحقيقة كانت "ميج" ترى ان "ديف" لا يصلح الا لمواعيد الاعمال فقط و هي لم تحدثها بالتاكيد عن الجروس الرائعة التي يعطيها "ديف" لها حول اعمالها .
- و لكنه كان يذهب دائما في حوالي الساعة الثامنة مساء اما للقاء "سوزان " او لحضور عشاء عمل .
- و في احد المرات بقى "ديف" معها طويلا و كان ذلك ليساعدها في اعداد البسكويت و مرة اخرى كرس طوال يوم السبت ليقوم باصلاح مغسلة الاطباق الخاصة بها قبل الذهاب لحضور حفلة لدى "سوزان" و في هذا اليوم استغلت "ميج" الفرصة و ذهبت لتاتي بملابسها التى كانت قد ارسلتها للتنظيف في الخارج و عند عودتها سمعته بدون ان يرها يسب و يلعن في هذه المغسلة قضحكت "ميج" كثيرا
- قالت "ميج" لصديقتها و هي تحاول الخروج من دائرة ذكرياتها و تقوم بضبط ثوبها :
- انه لم ياتي غير مرة واحدة خلال الاسبوع الماضي
- لم تكن "ميج" تريد ان تعترف انها تنتظر "ديف" بين لحظة و اخرىو اخيرا اتصل بها تليفونيا و اخبرها انه سياتي و يحضر معه ملف "لاجولا" .
- في شهر اغسطس كان "كالدويل" قد اخبر "ميج" ان لجنة قروض المصرف منحتها مهلة ثلاثة اشهر فقط لكي يتم بيع الممتلكات و ذلك قبل القيام باي رد فعل و كان "كالدويل" يعلم تماما ان "ميج" قررت الوصول الى مشتر في اسرع وقت ممكن و هكذا اخذ "ديف" الملف ليعرضه على احد الاشخاص و الذي بدا مهتما بالمشروع
- حاولت "ميج" اخفاء اضطرابها فامامها شهر واحد قبل هذه القضية المنتظرة قد تلتهم كل ما تملكه بما في ذلك متعلفاتها الشخصية التي اعدتها للولادة .
- اما بقية الدائنين فقد اكتفى اغلبهم بوعد التسوية عند بيع المنزل و كانت "ميج" تنوي الاحتفاظ بالحد الادنى فقط من الاشياء و الاموال التي تكفل لها الحياه الكريمة المعقولة هي و طفلها بعد ولادته لمدة عدة اشهؤ .
- و لكن ما الذي سيحدث بعد ذلك ؟ كل ما في الامر الان انها لا تستطيع الصمود حتى نهاية فصل الشتاء 0منتدى ليلاس
- - استديري يا "اني" الخياطة تبدو معرجة لماذا لم تذهبي بها الى المحل ليتم وضع المسات الاخيرة هناك ؟
- - هم الذين لم ينجحوا في وضع هذه اللمسات ! لم اكن استطيع ازعاجهم اكثر من ذلك كما انك تتقنين هذا جيدا .
- قطبت "ميج" جبينها و لم تعرهذا الاطراء أي اهتمام و كان ذلك الفستان الابيض ضيقا و مزينا بالؤلؤ و كان التطريز هو سبب عدم انتظام "الرتوش" الاخيرة .
- قالت "ميج" :
- - لابد من نزع اللؤلؤ و بذلك اكسب ثلاثة سنتيمترات زائدةثم انظف هذه الرتوش و اعيد وضع التطريز و اللؤلؤ ثانيا اتفقنا ؟
- - اعترف لك ان ذلك مزعج و لكنني لو كنت اعرف الخياطة لاعتبرت هذا شيئا رائعا .
- - انك ستتزوجين غدا
- - بالمناسبة سنعود الى المناقشة ثانية و لا حق لكي ان تنزعجي لحضورك الى حفلة الزفاف وحدك فلابد لك من عودتك الى المجتمع ثانيا حتى لو لم يكن في حفلة زفافي .
- - انا لم اكن انني لن احضر يا "اني" و لكن ذلك يبدو لي غريب ....
- - .... ان تكوني وحيدة اعرف ذلك يقال دائما ان الجميع ياتون زوجين لقد عشت فترة طويلة دا و انت زوجة لدرجة انك نسيت ان هناك كثيرين يخرجون وحدهم اذن اطلبي من "ديف" مرافقتك .
- فجاة تدخل صوت يقول :
- -الى اين اذن ؟
- تمتمت "ميج" عندما شك يدها احد الدبابيس :
- - صه !
- - "ميج" عل بقعتي الثوب ؟
- - لا
- و عندما استدارت نحو "ديف" هدا وجهها تماما فهى لم تره منذ ثمانية ايام و عندما نظرت اليه لاحظت انه ينظر اليها بقلق و لكنها اصيبت بخيبة امل لانه اكتفى بالابتسام لها فقط فاخيرا ها هو موجود0
- قالت "ميج" و هي مقطبة الجبين :
- - صباح الخير !
- وضعت "ميج" الدبابيس بجابنها فهي تشعر دائما بالانتعاش في وجود "ديف" و لكن صوته هذه المرة جعلها تنتفض ترى لماذا ؟
- كان السؤال غبيا نظرت اليه "ميج" و هو يضع الملف على المنضدة ثم يعبر الحجرة بسرعة شديدة فبدا لها ضخما و هي تجلس قرفصاء و كم كانت هيئته تبدو .. رجولية .
- سال "ديف" :
- - إذا ... اليس كذلك ؟
- اشارت "اني" براسها و كانت قد قصت شعرها فبدت خصلات شعرها رائعة على جانبي وجهها
- - نعم الساعة السادسة سنراكغدا اليس كذلك ؟
- ان "ديف" لا يحبذ حضوره لفرح فتاه لا يعرفها جيدا و قررت "ميج" لوم "اني " بعد ذلك على جرائتها ثم نهضت و هي تستند الى الكرسي فهمى تشعر منذ بداية الشهر السابع للحمل بانها مرهقة و تشعر بلاجهاد سريعا و لكنها لاتزال انيقة و طبيعية اما الحمل فقد زادها انوثة و رقة .
- اجاب "ديف" و هو يمد يده لمساعدتها في النهوض :
- بالتاكيد ساحضر بكل سرور .
- مظرت اليه "ميج" بدهشة :
- - حقا ؟ غدا سيكون يوم السبت ألست على موعد مع "سوزان "؟
- - نعم الا تريدين ان ارفقك ؟
- - لم اقل ذلك
- في الحقيقية كانت "ميج" سعيدة لخروجها برفقته
- قالت "اني" :
- رائع سانتظركما معا و لكن من تكون "سوزان"؟
- اجابت "ميج" :
- انها الصديقة المقربة الى قلب "ديف"
- فصصح لها "ديف" قائلا :
- - بل امرأة اخرج معها احيانا .
- التزمت "ميج" الصمت و لم تجد ما تقوله على تعليق "ديف" الغامض و فعلا فان "سوزان"تبدو لطيفة و لكنها لن تنزعج اذا لمت ان "ديف" قطع هلاقته بها شريطة الا تسبب له هذه القطيعة أي الم
- - ألهذا السبب اصبحت متفرغا ؟
- اجاب "ديف" كازحا :
- - نعم و لكن قد تكون لسيدتي مشروعات اخرى عل تريدين فعلا ان احضر لمرافقتك ؟
منتدى ليلاس
- ان صوته جافا بعض الشئ حتى ان "ميج"شعرت برجفة ربما لا يكون "ديف" من النوع الذي لا يفضل توريط نفسه في مغامرة قد تسبب له أي الم انه يتمتع دئما بصحبة فتاه او اكثر يتركهن دائما في الظل حتى يجد الوقت المناسب الذي يسمح له بالخروج معهن و لكن ما دخلها في حياة "ديف" الخاصة ان ذلك لا يعنيها في شئ كما انه ليس من النوع الذي لا يبوح باسراره لاحد خصوصا في هذا الصدد .
- اجابت "ميج" اخيرا :
- - اشكرك على ذلك و ارحب به ايضا .
- - حسن ساضع هذا الملف على مكتبك هل هناك أي بريد وصلك تريدين عرضه على ؟
- - نعم ... تقريبا اخر لقاء لي مع المصرف لقد اخبرتهم ان البيع يتم حاليا و انني اعلنت عن ذلك جرائد "هيوستن " و "شيكاغو" كما تسلمت ايضا تقرير الادارة و لكنني اريد طرح سؤال او اثنين عليك اذا لم يسبب لك أي ضيق و يبدوا ان هناك حسابا تم اكتشافه الان كشف الحساب تم دفعه مرتين .
- كانت "ميج" تختار كلمتها بعناية و ذلك لان "اني" كانت موجودة و تسمع حديثهما و من الطبيعي ان امر البيع كان معروفا و لكن "ميج" تفضل تكتم الاموال السائلة الخاصة باعمال زوجها 0
- وعدها "يدف" قائلا :
- - سألقي نظرة على كل ذلك .
- ابتسمت و هي تقول :
- - توجد جعة و شراب في الثلاجة .
- - شكرا .
- - كما يوجد دبوسان فقط ثم تتمكنين من نزع الثوب .
- لم تنبس "اني " ببنت شقة مما ضايق "ميج" فذلك يعني احتمال وجود خطا ما ف "اني" تفكر اذن هي تنوي الوصول الى قرار سريع و عندما تذكرت "ميج" كل ما حدث خمنت احتمال اكثر من قرار و اكثر من خلاصة .
- سمعت الفتاتان " ديف" و هو يفتح الثلاجة عدة مرات كما يفتح الصوان ايضا لياخذ شيئا من الجعة و البسكويت المملح .
- و كان من الواضح انه يبدو مسترخيا جدا في هذا المنزل و هذا ما كانت "نيج" تتمناه دائما لاصدقائها كما ان "ديف" يعتبر اكثر من صديق بالنسبة لها فهو كاتم اسرارها ايضا و الوحيد الذي يستطيع ان تتحدث معه بحرية و هي واثقة من انه ينصت لها حتى انها تشعر حقا انها معتمدة على شخص كفئ لذلك لانه يعرف اكثر منها في مجال الاعمال .
- و من ناحيتها كانت "ميج" تبذل ما في وسعها حتى تحتفظ بصداقتهما .
- قالت "اني" :
- - انه لطيف لابد انه نشيط جدا هل يساعدك في اعمال "تيد" ؟
أنت تقرأ
المرأة الطفلة - سوزان هوجز
Romanceالمقدمة بالنسبة لي كان كرهي لك هو الوسيلة الوحيدة التي تمنعني من ان احقد عليه ظل ديفت ينظر بثبات الي يديه . لو كان قد سمع هذا الاعتراف من وقت الي اخر فربما كان قد دمر تماما . و لكنه قرر التراجع عن اقناع نفسه بالسيطرة على مشاعره تجاهها .فهو واثق الا...