إتخاذ القرار

3.4K 311 60
                                    

* لا تقلقوا انه فصل ☺️.

في مدينة يونا، في هدوء الليل، كان الجميع يغط في نوم عميق، ماعدا احدهم، كانت والدة يونا تسير في غرفتها ذهاباً و إياباً، ملامح القلق ظاهرة على وجهها و العرق يتصبب من جبينها من شدة القلق، تضع احدى اصابعها في فمها و تقوم بقضم اظافرها، كل دقيقة تمر تنظر فيها الى الساعة كم اصبحت، انها الساعة ١٢ ليلاً و حتى هذه اللحظة لم تسمع  صوت اي خطوات اقدام او اي صوت يدل على وجود احد مستيقظ خارج غرفة نومها، تملكها الغضب و التوتر لم تعد تتحمل اكثر من ذلك، الوقت يمضي و حتى الان لم تشعر بأي صوت، ففتحت باب غرفتها بقوة و خرجت منها مسرعة الخطى نحو غرفة مكتب زوجها.

فتحت الباب بقوة شديدة، لدرجة افزعت زوجها و جعلته يستفيق من نومه فزعاً، نظر اليها في تهجم و قال:

" ما بالك! تفتحين الباب بقوة هكذا؟، لقد افزعتني حتى الموت"

نظرت اليه و بعدم صبر صرخت في وجهه:

" ما بالي! اسمع جيداً يجب عليك ان تذهب و تبحث عن ابنتك يونا، انها لم تعد منذ الصباح "

" لماذا انا من يجب عليه ان يبحث عنها، اليست هذه غلطتك "

" بلى غلطتي، لكن كيف تسمح لأمرأة ان تذهب و تبحث في هذا الليل، انه منتصف الليل الان ان لم تكن تدرك ذلك "

تحركت عيون زوجها نحو الساعة ثم عاد بنظره نحوها و قال:

" برأيك هل كنتِ تعتقدين انها ستعود باكراً بعد ما فعلته لها؟، لقد اخبرتكِ في السابق انكِ سوف تندمين ان قمتِ بإعطائها تلك القصص لِتقرأها، لكن للاسف لم تصغي إلي و هذه هي النتيجة "

زفرت زوجته زفير قوي و قالت:

" اسمع هذا ليس الوقت المناسب لتقوم بتأنيبي على أفعالي، نعم انا اخطأت، و اعترافي بخطئي لا يعني انني سوف اسمح لها بالذهاب،.... اعتقد انني اخطأت ايضاً عندما..."

كانت سوف تكمل كلامها لكن زوجها وضع يده على فمها ليوقفها عن الكلام و قال:

" حسناً حسناً لقد فهمت، لا تذكري ذلك الخطأ مجدداً، ايضاً انا ذاهب للبحث عنها "

شعرت زوجته ببعض الراحة لانه ذاهب، عرف زوجها ذلك فأبتسم ابتسامة جانبية، اخذ معطفة و هم بالمغادرة لكن قبل ذلك استوقفته زوجته بأعطائهِ معطف يونا قائلة:

" خذ لابد ان تلك المزعجة تشعر بالبرد الان، على كل حال هي بقيت فترة طويلة في الخارج من دون معطفها "

نظر زوجها اليه في اندهاش، ثم ابتسم ابتسامة حنونه لزوجته و قال:

" الام تبقى ام مهما حدث لها "

ثم قام بالتربيت على رأسها و اخذ المعطف من يدها و غادر المنزل، ابتسمت زوجته على تصرفه و قالت:

قرصنةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن