صوتٌ في الخارج

249 23 5
                                    

~

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

~

مشيت داليا مسافة ليست بالقصيرة حتى وصلت إلى الجبل. بدأت بالتسلق بصعوبة، الركوب مع هذه الأرض الوعرة والحجارة الكبيرة كان أمراً شاقاً. وقعت عِدة مرات، ونتيجةً لهذا آذيت أجزاء متفرقة من جسدها. بدأت تشعر بآلام الكدمات وشعرت بعدم الإرتياح لإكمال الطريق. لولا إقناع دشيم لها كانت ستعود أدراجها. رغبة الإكتشاف بداخلها كانت على وشك الإنطفاء، لكن دشيم أعاد إشعالها. عند وصول داليا إلى الإرتفاع المتواجد بَه الكهف بعد عناءً طويل، إستلقيت على ظهرها مُحدقة بالسماء الرمادية. "هل إستسلمتِ حين وصولك يا داليا؟" قال دشيم بعد غياب صوته عن عقلها لعدة ساعات. "إني آخذ قسطاً من الراحة أيها الأبله، فأنت لم تبذل قصارى جهدك للوصول إلى هنا."

"لكنني بذلت قصارى جهدي لإحضاركِ هنا." ضحك دشيم بمكرٍ وخبث لكن داليا لم تلحظ هذه النبرة الدنيئة. "ماذا تقصد بهذا، دشيم؟" سألت داليا. "لا شيء عزيزتي، هل أنتِ مستعدة لإكمال الطريق؟" أجابته داليا بإنها مستعدة للمواصلة، فأعطاها دشيم ، فأعطاها دشيم إرشادات بأي الإتجاهات تذهب. طريق الجبل لم يكن سهلاً، فالأرض شديدة الوعورة وهناك الكثير من الحجارة بمختلف الأحجام التي يصعب المشي عليها. أحست داليا بقلة الهواء في هذا الإرتفاع، لم تتوقع أن الوصول إلى قمة الجبل ستكون بهذه الصعوبة في الحركة.

"علي أن أتوقف، لا أستطيع إكمال المسير." أنفاس داليا كانت ثقيلة ومتقطعة بسبب إجهادها، فعي لم تعتد على تسلق الجبال أو بذل مجهود كبير في أي عمل. "كفاكِ عبثاً وأنظري أمامكِ." دشيم كان يحاول كتمان غضبه بشدة. إلتفت داليا حولها تبحث عن ما يتحدث عنه دشيم، لم ترا سوى قمم وصخور ما الممز بهن؟ من ثم رأت فوهة في الجبل... الكهف.

بدأت خطوات داليا بالتقدم نحو هذا الكهف ببطئ تفكر أن هذا هو المكان التي أكلها الفضول لزيارته منذ مدة وها هي أخيراً قد وصلت له بينها وبينه خطوتان فقط. توقفت داليا عند المدخل تقول لدشيم: "هذا هو الكهف!" لم يكن سؤالاً لكنها كانت تبدي ملاحظة. لم يقل لها دشيم شيئاً بالمقابل. "أين أنت؟" إعتادت داليا على دشيم وتطفله الدائم على أفكارها، وصمته بدأ يشعرها بالوحدة. من ثم سمعت داليا صوتٌ مألوف، تحدث في رأسها بضعة أشهر لكن هذه المرة تردد صداه خارج رأسها، سمعته بكلتا إذنيها. "ألا تريدين مقابلتي عزيزتي داليا؟" صوت دشيم أتى من داخل الكهف، حينها أدركت داليا أن دشيم ليس مجرد صوت في رأسها وهو بالتأكيد ليس من وحي خيالها. لم تعلم داليا بأنه يعيش في هذا الكهف، لطالما سمعت عنه قصص سيئة فلماذا يعيش دشيم هنا؟

داليا وهمسات عفريتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن