صُراخ الآخرون

324 32 3
                                    

~

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

~



إستيقظت باكراً صباح هذا اليوم بسبب ألمٍ مُبرِح في رأسي، أشعر وكأن هناك جزءاً غريب غير مرغوب يحاول إختراق رأسي مما يجعلني أفقد صوابي. لم يتوقف الأمر إلى هذا الحد بل بدأت بسماع صوتُ طنين مزعج في أذني، كأنها صرخات لأشخاص معذبين دفعتني إلى الصراخ بحِدة كأن إعصارٍ قد صب جم غضبه على مدينة. "ما الذي حدث، لماذا تصرخين؟" قالت والدتي وهي على عتبة باب غرفتي، ملامح الخوف والهلع مرتسمة على جميع أنحاء وجهها. كنت أتنفس بصعوبة مما جعل صوتي يبدو خافتاً وضعيفاً بعض الشيء عندما أجبتها: "لا شيء، مجرد جلم سيء أعتذر إن كنتُ أخفتكِ."

لم تتوقف الأصوات المؤلمة طوال اليوم بل أسمعها أينما ذهبت، تارةً تبدأ بالتلاشي إلى أن تصبح خافتة وتارةً ترتفع بصخب لدرجة أن طبلة إذني تكاد أن تنفجر. بدأت عيناي تدمعان خلال عودتي إلى المنزل ورؤيتي أصبحت مبلورة، مسحت دموعي قبل أن يلاحظها أحد. لا أستطيع تحمل جميع الأحداث الغريبة التي تحدث معي. "هل هذا أنت دشيم؟"تسائلت في نفسي، ثُم شعرت بالحماقة فدشيم مجرد نسج من خيالي لا وجود له. لكن تمنيت وجوده وسماع قِصصه الخرافية على أن أسمع هذا الطنين مرة أخرى.

"إحذري مِما تتمنين عزيزتي داليا." سمعتُ صوتاً خافت يتحدث إلي. لم تمر لحظات وإذ به يظهر في رأسي مرةً أُخرى. "لِما تشعرين بالوحدة؟" تفاجئت من سؤال دشيم، فأجبته ما الذي يقصده بسؤاله. "لا تتظاهري بالإستغراب عزيزتي، فأنا أشعر بفجوة كبيرة في منتصف صدرك." بل فجوة عميقة جميع أنحاء روحي، لم أعد أشعر بالحياة بسبب هذا الفراغ.

"لا أعلم يا دشيم لكن لي رغبة مُلِحة في الذهاب إلى ذلك الكهف. وكأن تلك الأصوات تريد من الذهاب إليه وإلا ستعود مجدداً." قلت والشكوك تراودني، رغم رغبتي بالذهاب. "وأنا لن أمنعك من الذهاب، لكن توخِ الحذر إن فعلتِ." مع أن دشيم كان يحذرني، صوته لم يبدُ قلِقاً أو كان يعني ما قاله. لهذا قررت تجاهل تحذيره والذهاب لرؤية مدخل الكهف فقط. 

داليا وهمسات عفريتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن