تجمدت مفاصلها وتوقف عقلها عن العمل عندما لم يبق بينهما غير بضع سنتميترات ،
لم تكن تنظر اليه بنفس الطريقة ولا بذات المشاعر التي ينظر اليها بها ،
غلفت نظراته عدم اهتمام واضح اكثر من نظرة الاستغراب التي خالطتها ،
بينما اضافت هي كل انواع المشاعر لنظرتها ، مشاعر الحنين ، الشوق و الحب ،
تجمعت الدموع بعينيها وجعلت نظرة الاستخفاف تتضاعف لدى من يمثل امامها ،
لم يكن لديه الرغبة بسؤالها عن سبب تحديقها بتلك البلاهة في وجهه ،
ثم انه يعلم ان رفيقته ستؤنبها بعد ثلاث ثوان ،
بدأت دموعها تنهمر عندما ابتسمت هي بسعادة و امسكت باحدى يديه ثم صرخت بصوت مشبع بالدهشة والفرح :
- بيتر حبيبي ، هذا انت حقا !
| البــدايــةة |
- شكرا لك سيدي .
قالت احداهن وهي تأخذ تذكرتين من بائع التذاكر ،
علت الابتسامة وجهها الجميل وهي تقلب نظراتها بين الوجوه باحثة عن صديقتها ،
لكنها توقفت عندما سمعت صراخها :
- انـ ـجـل هنا هنا !
التفتت ناحية الصوت لتجد رفيقتها تصرخ وتلوح باحدى يديها لها ،
عدلت حقيبة اليد الصغيرة خاصتها وركضت ناحيتها حينما تقدمت الاخرى لها ،
توقفت بجانبها وامسكت بيدها ثم قالت بحماس :
- اشتريت تذاكر لفلم بعد اقل من ربع ساعة ، هيا لنذهب ونحصل على بعض البوشار ونبحث عن مقاعد جيدة .
- حسنا لا بأس ، لنذهب لدورة المياه اولا ، اريد تعديل المكياج خاصتي .
- حسنا ، ولكن بسرعة .
اجابتها وانسحبتا نحو اقرب دورة مياه ، وجدتا المكان مزدحما بعض الشئ هناك وذلك ليس غريبا على احدى قاعات السينما في برلين ،
عدلت الفتاتان مكياجهما وخرجتا نحو قاعة السينما ، وقبلها بالطبع قامتا بشراء بعض الطعام والعصير لتتسليا به ،
جلستا على مقاعد في الصف الثالث ، وصمتتا حتى يبدأ العرض ، حتى كسر الصمت صوت ايما وهي تسأل :
أنت تقرأ
رفات ذاكرة
Romanceكثيـرآ ما يجبرنـا النسيان علـى اشياء فوق طاقاتنـا ، الـا اننا تجاوز محطـة الـآلام لنسـرع بالولـج في قطار الحياة ، لكي لـا نسمح للحياة بان تدهسنـا ، ونمضي مع القاطنيـن فيه تشحننـا العزيمة ويدفعنـا التفاؤل للتقدم ، نظـن بان القطار سينتظرنـا حتى نلملم...