1

202 23 37
                                    

تجمدت مفاصلها وتوقف عقلها عن العمل عندما لم يبق بينهما غير بضع سنتميترات ،

لم تكن تنظر اليه بنفس الطريقة ولا بذات المشاعر التي ينظر اليها بها ،

غلفت نظراته عدم اهتمام واضح اكثر من نظرة الاستغراب التي خالطتها ،

بينما اضافت هي كل انواع المشاعر لنظرتها ، مشاعر الحنين ، الشوق و الحب ،

تجمعت الدموع بعينيها وجعلت نظرة الاستخفاف تتضاعف لدى من يمثل امامها ،

لم يكن لديه الرغبة بسؤالها عن سبب تحديقها بتلك البلاهة في وجهه ،

ثم انه يعلم ان رفيقته ستؤنبها بعد ثلاث ثوان ،

بدأت دموعها تنهمر عندما ابتسمت هي بسعادة و امسكت باحدى يديه ثم صرخت بصوت مشبع بالدهشة والفرح :

- بيتر حبيبي ، هذا انت حقا !

| البــدايــةة |

- شكرا لك سيدي .

قالت احداهن وهي تأخذ تذكرتين من بائع التذاكر ،

علت الابتسامة وجهها الجميل وهي تقلب نظراتها بين الوجوه باحثة عن صديقتها ،

لكنها توقفت عندما سمعت صراخها :

- انـ ـجـل  هنا هنا !

التفتت ناحية الصوت لتجد رفيقتها تصرخ وتلوح باحدى يديها لها ،

عدلت حقيبة اليد الصغيرة خاصتها وركضت ناحيتها حينما تقدمت الاخرى لها ،

توقفت بجانبها وامسكت بيدها ثم قالت بحماس :

- اشتريت تذاكر لفلم بعد اقل من ربع ساعة ، هيا لنذهب ونحصل على بعض البوشار ونبحث عن مقاعد جيدة .

- حسنا لا بأس ، لنذهب لدورة المياه اولا ، اريد تعديل المكياج خاصتي .

- حسنا ، ولكن بسرعة .

اجابتها وانسحبتا نحو اقرب دورة مياه ، وجدتا المكان مزدحما بعض الشئ هناك وذلك ليس غريبا على احدى قاعات السينما في برلين ،

عدلت الفتاتان مكياجهما وخرجتا نحو قاعة السينما ، وقبلها بالطبع قامتا بشراء بعض الطعام والعصير لتتسليا به ،

جلستا على مقاعد في الصف الثالث ، وصمتتا حتى يبدأ العرض ، حتى كسر الصمت صوت ايما وهي تسأل :

رفات ذاكرةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن