| آنجل |
دخلت مع إيما لمدينة الملاهي التي اخترتها خصيصا لاتذكره ، لم آت الى هنا منذ ان ذهب بيتر وقررت اليوم المجازفة والحضور ،
ربما استعيد بعض الذكريات الجميلة ..
كانت المدينة مردحمة اليوم وربما ذلك بسبب اقتراب نهاية مهرجان اكتوبر ، فاليوم آخر أيامه ،
امسكت بيد إيما بقوة وصرخت بحماس :
- هيا لنبدأ ..
ابتسمت إيمي بهدوء وشدت على يدي قائلة :
- انا من سيختار بداية ..
اومأت لها بهدوء فسحبتني خلفها ، وما هي الا دقائق حتى وجدت نفسي قرب احد المطاعم ،
وإيمي جالسة امامي تأكل البيرقر ! جديا !!
وضعت يدي على خدي بملل حينما تذكرت انها لا تتناول افطارها في المنزل -عادة- والتفتت نحو المارة اراقبهم بشرود ،
كنا نجلس على احدى الطاولات خارج المطعم لذلك لم اجد شغلا غير التحديق بهم ،
حينما لفت نظري لحظتها ذلك الفتى من يوم امس ، والذي سأقسم لكم انه بيتر ، انا متأكدة ،
كان يتوجه نحو احدى الطاولات بينما تتأبط ذراعه ذات الشقراء ، ويبدو سعيدا معها !
جلسا على احدى الطاولات ولسوء حظي جلس مقابلا لي تماما ، كلا هذا لحسن حظي في الواقع حتى اتأمل وجهه قليلا ،
اتأمل تقاسيم وجهه المتناسقة ، وانفه المنحوت بدقة ، وشعره البني المجعد ، وعينيه الناعسة التي تجعلك تبحر في جمالها الى ما لا نهاية ،
بيتر بشحمه ولحمه وعظمه امامي !
ترى كيف حاله ، وحال قدمه التي كانت مكسورة ، ما اخبار اصابة رأسه ، هل انهى دراسته ام لا ، اين يعمل وفيم تخصص ،
والاهم من كل ذلك ، هل تلك الفتاة ، تكون حبيبته!
خفق قلبي رعبا لحظتها وامسكت به بصدمة احدق في ذلك الثنائي امامي ،
ماذا اذا كانت تلك حبيبته ، عندها سيكون قد رماني مع قمامة الماضي حقا ،
ولن يكون هناك امل ابدا لاستعيده ، لن يكون هناك امل لأسنعيد حبي الاول ، والاخير ،
وفي تلك الهنيهة ، وجه بصره نحوي ونظر الي نظرة باردة ، ثم تحولت لشئ غريب فجأة ،
أنت تقرأ
رفات ذاكرة
Romanceكثيـرآ ما يجبرنـا النسيان علـى اشياء فوق طاقاتنـا ، الـا اننا تجاوز محطـة الـآلام لنسـرع بالولـج في قطار الحياة ، لكي لـا نسمح للحياة بان تدهسنـا ، ونمضي مع القاطنيـن فيه تشحننـا العزيمة ويدفعنـا التفاؤل للتقدم ، نظـن بان القطار سينتظرنـا حتى نلملم...