2

86 15 22
                                    

| إيمــآ |

كنت قد اخذت بيد آنجل الى خارج قاعة السينما بعد ان انهارت وبدأت بالبكاء ،

لم اكن اعلم لماذا قد بدأت بكاءها الصامت ذاك ، فقط اعلم انها بدأت تبكي بعد ان ظهرت في الفيلم لقطة للفتى وقد ذهب للمشفى ،

وعندما استفاق كان فاقدا للذاكرة ، خالـي المشاعر ، وبارد الكلمات أيضا ،

ويبدو انه قد نسي حبيبته كذلك ، اضافة لـان والدته قد اخرجتها بعنف من غرفته ولم تسمح لها بالدخول مجددا ،

كان الفلم حزينا ولكني لم اهتم في الواقع والتفت نحو آنجل التي بدا انها لن تتوقف ،

وكل مكياج وجهها قد ذاب على خديها ، اخرجت منديلـا من حقيبتي ومسحت ما استطعت مسحه وقلت بلطف :

- هيا آنجي ، لـا يعقل ان الفلم احزنك لهذه الدرجة !

احسست بأن احشائي تتمزق إربا وانا احدق بعينيها اللتين كانتا تنظران الي بيأس وألم ،

انهمرت دموعها اكثر واقتربت مني فأخذتها في حضني ،

دفنت وجهها في كتفي وزاد بكاؤها أكثر وهي تنطق بكلمات فهمت قليلها فقط :

- بيتر ، اريد بيتر ، احضريه الي إيما انا اريده ارجوك !

اطبقت اكثر على جسدها وانا امسح على شعرها ببطء قائلة :

- كفى آنجي ، توقفي عن البكاء واخبريني ما الذي احزنك ؟

غرست اظافرها في جلدي كالمسامير وقالت بصوت متحشرج :

- انا اريده .

وفي تلك اللحظة تمنيت لو انني اعرف من هو ذلك البيتر الذي استولى قلبها الصغير ، وصنع لها ذكريات بقيت تموت وتحيا على اثرها ،

اردت احضارها اليها كما طلبت ،

ابعدتها قليلا عني وامسكت بكتفيها بلطف وقلت :

- هيا آنجي ، عليك ان تغسلي وجهك فلقد اصبحت كالـاشباح !

مسحت خديها مجددا بكفيها وامتصت آخر شهقاتها ثم سحبت بعض الهواء لتملأ رئتيها ،

افرغتهما لتمنع العبرات من النزول ، مددت يدي نحوها وامسكت يكفها حاثة اياها على النهوض ،

وقفت اخيرا على قدميها واحسست بتعبها عندما وجدتها تترنح امامي ،

حاولت جعلها تتكئ على جسدي حتى تستمد بعض القوة وتتحرك الـا انها ترنحت قليلا ولم استطع امساكها فسقطت ارضا ،

رفات ذاكرةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن