| إيمــآ |
كنت قد اخذت بيد آنجل الى خارج قاعة السينما بعد ان انهارت وبدأت بالبكاء ،
لم اكن اعلم لماذا قد بدأت بكاءها الصامت ذاك ، فقط اعلم انها بدأت تبكي بعد ان ظهرت في الفيلم لقطة للفتى وقد ذهب للمشفى ،
وعندما استفاق كان فاقدا للذاكرة ، خالـي المشاعر ، وبارد الكلمات أيضا ،
ويبدو انه قد نسي حبيبته كذلك ، اضافة لـان والدته قد اخرجتها بعنف من غرفته ولم تسمح لها بالدخول مجددا ،
كان الفلم حزينا ولكني لم اهتم في الواقع والتفت نحو آنجل التي بدا انها لن تتوقف ،
وكل مكياج وجهها قد ذاب على خديها ، اخرجت منديلـا من حقيبتي ومسحت ما استطعت مسحه وقلت بلطف :
- هيا آنجي ، لـا يعقل ان الفلم احزنك لهذه الدرجة !
احسست بأن احشائي تتمزق إربا وانا احدق بعينيها اللتين كانتا تنظران الي بيأس وألم ،
انهمرت دموعها اكثر واقتربت مني فأخذتها في حضني ،
دفنت وجهها في كتفي وزاد بكاؤها أكثر وهي تنطق بكلمات فهمت قليلها فقط :
- بيتر ، اريد بيتر ، احضريه الي إيما انا اريده ارجوك !
اطبقت اكثر على جسدها وانا امسح على شعرها ببطء قائلة :
- كفى آنجي ، توقفي عن البكاء واخبريني ما الذي احزنك ؟
غرست اظافرها في جلدي كالمسامير وقالت بصوت متحشرج :
- انا اريده .
وفي تلك اللحظة تمنيت لو انني اعرف من هو ذلك البيتر الذي استولى قلبها الصغير ، وصنع لها ذكريات بقيت تموت وتحيا على اثرها ،
اردت احضارها اليها كما طلبت ،
ابعدتها قليلا عني وامسكت بكتفيها بلطف وقلت :
- هيا آنجي ، عليك ان تغسلي وجهك فلقد اصبحت كالـاشباح !
مسحت خديها مجددا بكفيها وامتصت آخر شهقاتها ثم سحبت بعض الهواء لتملأ رئتيها ،
افرغتهما لتمنع العبرات من النزول ، مددت يدي نحوها وامسكت يكفها حاثة اياها على النهوض ،
وقفت اخيرا على قدميها واحسست بتعبها عندما وجدتها تترنح امامي ،
حاولت جعلها تتكئ على جسدي حتى تستمد بعض القوة وتتحرك الـا انها ترنحت قليلا ولم استطع امساكها فسقطت ارضا ،
أنت تقرأ
رفات ذاكرة
Romanceكثيـرآ ما يجبرنـا النسيان علـى اشياء فوق طاقاتنـا ، الـا اننا تجاوز محطـة الـآلام لنسـرع بالولـج في قطار الحياة ، لكي لـا نسمح للحياة بان تدهسنـا ، ونمضي مع القاطنيـن فيه تشحننـا العزيمة ويدفعنـا التفاؤل للتقدم ، نظـن بان القطار سينتظرنـا حتى نلملم...