استدارت ببطء وسارت نحو احدى نوافيـر المياه ، جلست بجانبها ونظرت الى لون المياه الذي انعكس من السماء ،
كان لونا ذهبيا يميـل للبرتقالي الداكـن ، بعض النجيمات قد بدأت بالظهور مما اكسب السماء بريقا ساحرا ،
لم تكن آنجل لتستفيق من سحـره حتى سمعت صوت احدهم يناديها :
- آنجـل ..استدارت نحو مصدر الصوت لتجده واقفا على بعد عشـرة اقدام ، يلهث بتعب ويثني ركبتيه ليحني رأسه للسفل ، بينما يتدلى شعره البنـي ليحجـب معالم وجهه ،
- نعم ..
اجابته فاستقام معتدلـا ، رمشت بدهشـة ثم استوعبت الـامر بعد ثلاث ثوان ،
اتسعت عينـاها بصدمة وبدأت خفقـات قلبها تتلـاحق ، تصنمت مكانها وفقدت القدرة على التنفس حينما اقترب منهـا بضعة اقدامـ ،
ابتسم لهـا بفرح وتقدم اكثر ، فتح ذراعـيه على اوسعهما وسحبها لحضنه ،
تسارعت نبضات قلبها اكثر واصبحت تتنفس بصعوبة ، شعرت بوجنتيـها تتوردان فحاولت دفعه قليلـا قائـلة :
- بيتر ..
شد على احتضانها اكثر واغمض عينيه قائلا بصوت حنون :
- آنجي ، حبيبتي ، اشتقت اليك كثيرا ، آسف .. اقسم انني لم اقصد نسيانك ، لم يكن ذلك بإرادتي فهلـا سامحتنـي ..
دفعته بقوة ونظرت اليـه بصدمة قائلة بصوت باك :
- اتقصد انك الآن تتذكرني .. بيتر انت تذكرني حقا !
ابتسم بقوة ومسح الدموع التي بدأت تنسكب على وجنتيها برفق ، امسك بخدها باحدى يديه وقال مجددا :
- هل تسامحينني الـآن حبيبتي ؟
شهقت بسعادة واندفعت نحوه لتغرس وجهها بين اضلاعه ، لفها بذراعيه بحب ومسح على شعرها بلطف وعيناه تدمعان ،
- بيتر ، هـل حقا تذكرني الآن ؟
- كـل ما فعلناه وكل ما خططنـا لفعلـه ، كل لحظـة قضيناها معـا ، وكل مكان ذهبنا اليـه ، اذكرها جيـدا وكأنها حدثـت بالـامس ..
انهمرت دموعها اكثر وشـدت على احتضانه بكلتا يديها ، سحبته بقوة اكبـر وكأنها تريد الصـاقه بها ،
كانت خائفـة من ان تخسره مجددا ، مسحت فيه كل الكحل الذي وضعته في عينيهـا ،

أنت تقرأ
رفات ذاكرة
Romanceكثيـرآ ما يجبرنـا النسيان علـى اشياء فوق طاقاتنـا ، الـا اننا تجاوز محطـة الـآلام لنسـرع بالولـج في قطار الحياة ، لكي لـا نسمح للحياة بان تدهسنـا ، ونمضي مع القاطنيـن فيه تشحننـا العزيمة ويدفعنـا التفاؤل للتقدم ، نظـن بان القطار سينتظرنـا حتى نلملم...