10

42 7 7
                                    

استدارت ببطء وسارت نحو احدى نوافيـر المياه ، جلست بجانبها ونظرت الى لون المياه الذي انعكس من السماء ،

كان لونا ذهبيا يميـل للبرتقالي الداكـن ، بعض النجيمات قد بدأت بالظهور مما اكسب السماء بريقا ساحرا ،

لم تكن آنجل لتستفيق من سحـره حتى سمعت صوت احدهم يناديها :


- آنجـل ..

استدارت نحو مصدر الصوت لتجده واقفا على بعد عشـرة اقدام ، يلهث بتعب ويثني ركبتيه ليحني رأسه للسفل ، بينما يتدلى شعره البنـي ليحجـب معالم وجهه ،

- نعم ..

اجابته فاستقام معتدلـا ، رمشت بدهشـة ثم استوعبت الـامر بعد ثلاث ثوان ،

اتسعت عينـاها بصدمة وبدأت خفقـات قلبها تتلـاحق ، تصنمت مكانها وفقدت القدرة على التنفس حينما اقترب منهـا بضعة اقدامـ ،

ابتسم لهـا بفرح وتقدم اكثر ، فتح ذراعـيه على اوسعهما وسحبها لحضنه ،

تسارعت نبضات قلبها اكثر واصبحت تتنفس بصعوبة ، شعرت بوجنتيـها تتوردان فحاولت دفعه قليلـا قائـلة :

- بيتر ..

شد على احتضانها اكثر واغمض عينيه قائلا بصوت حنون :

- آنجي ، حبيبتي ، اشتقت اليك كثيرا ، آسف .. اقسم انني لم اقصد نسيانك ، لم يكن ذلك بإرادتي فهلـا سامحتنـي ..

دفعته بقوة ونظرت اليـه بصدمة قائلة بصوت باك :

- اتقصد انك الآن تتذكرني .. بيتر انت تذكرني حقا !

ابتسم بقوة ومسح الدموع التي بدأت تنسكب على وجنتيها برفق ، امسك بخدها باحدى يديه وقال مجددا :

- هل تسامحينني الـآن حبيبتي ؟

شهقت بسعادة واندفعت نحوه لتغرس وجهها بين اضلاعه ، لفها بذراعيه بحب ومسح على شعرها بلطف وعيناه تدمعان ،

- بيتر ، هـل حقا تذكرني الآن ؟

- كـل ما فعلناه وكل ما خططنـا لفعلـه ، كل لحظـة قضيناها معـا ، وكل مكان ذهبنا اليـه ، اذكرها جيـدا وكأنها حدثـت بالـامس ..

انهمرت دموعها اكثر وشـدت على احتضانه بكلتا يديها ، سحبته بقوة اكبـر وكأنها تريد الصـاقه بها ،

كانت خائفـة من ان تخسره مجددا ، مسحت فيه كل الكحل الذي وضعته في عينيهـا ،

رفات ذاكرةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن