9

67 3 0
                                    


عندما تشعر انك غير مرغوب ، وغير محبوب ، والجميع يتفر منك ، نظرات الإشمزاز التي تتوجه نحوك ، والداك الذين تخلوا عنك في عامك الثامن عشر ، عقلك الذي ينشط تلك الذكرى : انك مجرد خطأ اقترفاه والداك ولايمكن الرجوع عنه ولاينفع الندم فيه ، وينتهي بك المطاف في ميتم متهالك ومدرسة تنبذ الفقراء.
كل هذه الإمور اللعينه اجتاحت ذاكرتي امام المديرة التي امامي "جيداء" .

" كلا، انا لا أفهم ، انا لا أسطيع ان افهم ، ماهو السبب الذي يجعلك تتصارعون كالثيران الهائجة ؟" حسناً لنقل تشبيهها افضل من خاصتي،
لم يتحدث اي منا ،
و فالحقيقة انا حتى الان لا اعرف الخطأ الذي اقترفته لأجلس هنا بينهما.
"اتاش ، اخبرني ما لون الستاره التي خلفك بدون ان تلف رجاءً" هي قالت بغضب، اتاش قطب حاجباه باستغراب ويبدو انه لم يفهم.
" غريب ظننتك تعرفها، لكثرة قدومك الى هنا " هي قالت بتذاكي ، ولم يجعل كلامها الا ان يقهقه اتاش ويرتد للخلف، الامر مضحك حقيقةً.
"لم اقل ذلك لتضحك ، ايضاً كم مرة قلت لك ان تغير تسريحة شعرك هذه ؟ هل تراها مثيرةً للإهتمام ؟ انا فعلاً لا افهم شباب اليوم" قالت ذلك بحنق وهي تعود لمكتبها، " اخبروني الان سبب مجيئكم هنا ".

لم يتحدث اي منهما" هكذا إذاً" ردت بهدوء واخرجت بضع اوراق و اعطت لكل منا ورقةً ،"هذه مهمات المتطوعين التي وزعتها وكالة شوكرو للزراعة ، اظنك تعرفها جيداً يابيركان " ، " اجل اعرفها سيدتي" ردّ بخجل .
" سوف تنفدون المهام هذه غداً في الوكالة كما تعرفون لديهم محمية صغيرة للنباتات ، وان لم تذهبوا فسوف اجعلكم تنظفون المدرسة بأكلمها " هي قالت بغضب .
نظرت للورقة وكانت تحتوي جدولاً صغيرًا رتبت به عدة اعمال ومن بينها : جلي الاواني / تمسيح أرضية مكتب المعلمين / تنظيف طاولات الكافيتريا.
حسناً البقاء قرب هاكان افضل من الزراعة على كل حال.

"أختار جلي الاواني!" قلت بصوتٍ عالي نوعاً ما ، استطيع ان ارى استغراب الجميع .
" لكِ هذا" المديرة قالت .
" اريد الطاولات" اتاش قال بخبث بينما ينظر إلي ، " يكفي الا تفتعل الحماقات " المديرة جيداء ردت بالمقابل ، نظرت لبيركان وقالت :" تبقى غرفة المعلمين عليك " هز بيركان رأسه .

ثم خرجنا كلنا لنذهب لمنازلنا ، وكانت الساعة قد تخطت الواحدة ظهراً ، لذا اظن ان الحافلة القادمة في الثانيه وهذا يعني ماذا يادينيز؟ يعني سأعود للميتم سيراً على الاقدام ، ياللروعه !.

قبل ان اكمل التذمر فاجئني وقوف سيارة بجانبي ، فُتحت النافذة كاشفةً عن وجه سينام الملىء بمستحضرات التجميل " دينيز اصعدي " بيركان قال بتهذب وأبتسامة.

" لا شكراً استطيع الذهاب بنفسي " قلت .
" اعتبريه كاعتذار عما حصل اليوم " هو قال بأسف ثم اكمل " لطفاً " واظهر وجهاً لطيفاً جداً .
" لابأس " انا همست بينما افتح الباب الخلفي ، سينام تأففت وحاولت تجاهلها بإرشاد بيركان للموقع .

وصلنا ، وترجلت بعد ان شكرته ، "دينيز" هو نادني فالتفت ،" اممم، هلاً اعطيتني رقم هاتفك " هو قال بنوعٍ من الخجل .
" لماذا؟" فعلاً مالذي يريده من رقمي .
" اريد ان اصطحبك الليلة لمكان " هو ابتسم، لتكشف اسنانه الناصعة تحت اشعة الشمع وشعره الكستنائي يلمع بشدة ، حرفياً كان مثل لوحةٍ خريفية .
"دينيز " هو حرك يده امامي عندما لاحظ شرودي ،"ماذا " سألت مجدداً كالحمقاء ، وهو ابتسم مجدداً وهذه المرة قهقه ، ولا اعرف السبب صدقاً .
امليته رقم هاتفي وشكرته مجدداً .

أعتقد انها ستكون ليلةً طويلة .

ذات الشعر الطويل حيث تعيش القصص. اكتشف الآن