4» شي منتظر

167 5 0
                                    


___________ ( صالة الطعام )
انظر بغضب نحو ذلك الاشقر ، وانظر تارةً الى نورغول التي تنظر ألي بترجي ان انقذها ، بلعت ريقي ، وامسكت يدها وجررتها اليه ، مشينا وتعدينا خمس طاولات دخلت بقوة بين حشود الفتيات ، حتى اضطررت الى الدفع ، متحاشيةً صراخ الفتيات ، واخيراً انا امامه  : هي انت .
نظر الي بستغراب : مرحباً ؟ .
وانا اعقد حاجبيَ : هل تواعد فتاةً ما ؟ .
نظر ألي من اعلى رأسي وصولاً الى قدماي ويبتسم بخبث :  لا ياصغيرة .
ارتخى حاجبيَ : هه مـ مالذي تعنيه بـ لا ؟! .
صمّت وهو يبتسم ، التفت الى نورغول التي انزلت رأسها وشعرها القصير غطى عيناها ، افلتت يدها مني بقوة وهربت بسرعة ، التفت الى الخلف وصرخت :نووووور .
نظرت الى الاشقر وقلت بصراخ : أيها السافل سأحاسبك على فعلتك هذه .
ولحقتها ، تاركةً خلفي صمّت عارم في الصالة الضخمة .
__________________________

توقفت في وسط الحديقة وانا ألهث ، بدأت بالبحث هنا وهناك ، لكنني لم اجدها ، اففف نورغول يااه ، رميت نفسي أخيراً على العشب ، واغمضت عينايّ احاول نسيان ماحصل في يوميّ الاول  ،لكن هناك صوتاً يشبه أزيز النحل ، لم استطع تجاهله ، وقفت واتجهت نحو الصوت ظنناً مني انه بكاء نور ، انه رجل بدين جدا ويرتدي قبعة سوداء مع بذلة رسميه ويتحدث بعصبية في الهاتف ، اختبأت فوراً خلف احدى الشجر ، وانا انصت بصمت .
بغضب : مالذي تعنيه بـ لم اجده هل تسخر مني ؟
بغضب اكثر : ان امسكت بكما سأمزقكما وسأمزق ذلك المتسكع .
وهو يمسح وجهه ببطن يده : آردا ابحث عنه في كل حانة وكل بار وان لم تجده فهو بالتأكيد يعزف في احدى الجمعيات السخيفة مفهووم ؟ .
اظن انه اغلق دون سماع رد المدعو آردا ، انزلت رأسي وانا افكر في مصير ذلك المتسكع المسكين ، رفعت رأسي فور سماع صوته انه امامي ! : ارجو الأ يخرج ماسمعتيه يا آنسه .
وذهب الى الداخل ، غريبٌ هذا الرجل ، لايهم عليّ إيجاد تلك النورغول  ، ساعدني يالله .
________________ ( 1:43 )
بعد ان فقدت الأمل في إيجادها دخلت الى المبنى ، وانا ابحث بعيناي عن ميرفي انه وقت الإنصراف اين قد يكونان ، دخلت الى الصف والتقطت حقيبتي ومعطفي الأخضر القاتم ، اه كم احب هذا المعطف عليه قطع اقمشة كاللصاقات ، طائرة ، برجر ، مثلجات ، حقيبة سفر وعلبة بطاطا ،الكثير من الجيوب ، وغطاء رأس محاط بفرو اسود ، لدي الكثير من الذكريات معه ، يكفي انه هدية والداي ، استيقظت من سرحاني عندما سحب أحدهم معصمي ، بغضب : من انــ هاكان ؟!
زفر بضيق : رأيت كل شيء .
وانا اعقد حاجبيَ : مالذي رأيته ؟
هاكان : مارت الفتى الأشقر ، ماكان على صديقتك ان تثق به أبداً .
بتساؤل : مالذي تعنيه ؟
هاكان : الكثير من الفتيات حصل معهم هكذا لكنهن مع ذلك يعرفن انه فتى لعوب  بالنسبة للمارت والفتيات إقامة علاقةٍ كهذه مجرد إمضاء وقت لا أكثر .
بدى لي حديث هاكان منطقياً جداً فأنا لا أتوقع شيئاً جيداً  من هذا المجتمع المقزز .
أشار ألي من النافذة نحو بوابة المدرسة الضخمة : انها هناك .
تنهدت : شكراً جزيلاً هاكان وداعاً غداً .
ابتسم : الى اللقاء وحظاً موفقاً .
بابتسامة جانبيه : أنا لاؤمن بالحظ .
سرت بعدها الى البوابة ، ومشينا انا ونورغول وميرفي الى الميتم ،   لم اتحدث او بالمعنى الاصح لم نتحدث انا وميرفي خشية جرحها او تذكيرها مع اني متأكدة مثل اسمي انها تفكر في ذلك الخائن .
_______________( 7:20 )
كنا في صالة الطعام الخاصة بالميتم ، تقدم الينا اطباق مقسمة الى ثلاثة اقسام فقط ، كل مافي الامر انه كل يوم يتم تغيير القسم الأكبر اما باقي الأقسام ثابته ، فاصولياء ، بطاطا مسلوقة ، انا وميرفي نأكل بصمّت ، قطعت ذلك الصمّت : ميرفي .
رفعت رأسها الي ، وقلت : ماذا سنفعل ؟
انزلت رأسها وهي تكمل طعامها : لااعلم .
: الا يهمك الأمر أبداً ؟
وهي تمسح فمها بالمنديل : لا .
زفرت بضيق ، اعرف انها مهتمة وتفكر ، لكن لماذا لا تشاركني قليلاً لما هيّ منغلقة على نفسها دائماً ؟ ، تركت طبقي مع تساؤلاتي واتجهت الى غرفة النوم ، نورغول مازالت مستلقية على سريرها ، وتغطي نفسها تماماً باللحاف ، ميرفي على المكتب تقرأ ام ماذا لا أعرف ، اتجهت الى نورغول : نوور الا تريدين ان تأكلي ابدا ً؟ ، لكني لم اسمع رداً ،
اردفت مجدداً : إذا اردتي هناك صينية في المطبخ تركتها لكِ سيدة نيل .
أستلقيت بعدها على سريري وانا افكر كيف سأجعل ذلك الأشقر يندم فكرت ، وفكرت حتى غطاني النوم ، وسبحت في الاحلام .
__________( 4:30 ) | (الصورة متعلقة بالوصف)
استيقظت بنشاط ، هذا الأسبوع استيقظ بنشاط غير معتاد اظن ان الميتم يؤثر ، ارتديت خفاي واخذت معطفي وخرجت للمشي ، بما أني لا اقوى على الجري وبدأت بممارسة هوايتي المفضلة التأمل ، مررت بالمنازل المجاورة ، يالها من منازل ، الوقت متأخراً طبعاً وكل الحيّ نائم ،بإمكاني ان ارى ذلك الجانب المتطور المليء بالأبراج ، من يريد ان يقوم بأخذ صورة فليأتي الى حيّنا، منظر الاعمدة الصفراء في جانب الشارع كاسرةً الظلام ، ومنظر الأضواء القادمة من الأبراج مُميزٌ حقاً ، لا يشبع من النظر اليه ، ابتسمت عندما جاءت نسمةٌ باردةٌ انعشتني ، اه كم احب لياليّ الخريف ، الليل الحالك والهادئ ،النسمات الباردة ، انا حقاً انسى نفسي في مثل هذه الاوقات .
______________( 7:36 )
بعد ان تجهزنا انا وميرفي ، ذهبنا للنحاول في نورغول مجدداً ، لعلها تقتنع هذه المرة في المجيء ، فتحت عنها الغطاء بصعوبة : انها متشبثةٌ به .
ساعدتني ميرفي حتى رأينا وجهها المُصفر ، وجسدها الذي يرتعش ، وضعت ميرفي يدها على جبين نورغول ، وبسرعة ابعدتها ، بخوف : انها ساخنة لابد من إعطاءها الدواء .
أتسعت عيناي من الدهشة : ماذا ؟! حسناً حسناً سأذهب للنيل .
نزلت من الدرج بسرعة ، الهذه الدرجة أثر فيها ذلك الـ مارت ، الهذه الدرجة احبته ؟! ، تأكدت حينها ان نورغول حساسةٌ جداً ، اذا كانت هذه ردة فعلها من خيانة شخصاً لم تحبه سوى بضع اسابيع ، فماذا ستكون ردة فعلها لو تخلى عنها الكل .

ذات الشعر الطويل حيث تعيش القصص. اكتشف الآن