1»ميتم بحر

271 8 0
                                    

{ وان كانت الحياة قاسية ، فلن اكون انا المسكينة } ~
______|
واقفة كالبلهاء في وسط الشارع ، تتمتم " ماذا علي ان افعل ؟ " .
نظرت الى ساعة يدي واذا بالساعة ( 7:20) اللعنه ساتأخر في اول يوماً لي ، لا حل سوى سؤال المديرة عن عنوان المدرسة ، ركضت الى الداخل بسرعة وفتحت باب مكتبها دون طرقه حتى !
: سيدة كاميليا ماهو عنوان المدرسة ؟؟؟
نظرت الي بحدة وكأنها تآمرني بإعادة المشهد مع قليلٍ من الآداب ، خرجت من الغرفة واقفلت الباب وطرقته :)
جأني صوتها المرعب من الداخل : تفضل
دخلت والقيت التحية وسألتها : عنوان المدرسة ؟...رجاءً
اخرجت ورقةً وكتبت عليها ثم مدتها الي ، اخذتها وهربت بسرعة ، قرأت العنوان وبدأت اجري كالعادة وانا احس بشعري الطويل يرفرف معي ، قدماي عندما تركضان شعوراً وكأنها تعزف الموسيقى ، مع كل ركضة وخطوة يخيل لي بأني عازفة طبول ولكن  اعزف بقدماي.
وصلت الى الشارع الذي وصفته لي ونظرت الى المبنى من الشارع المقابل ،اافففف مملاً للغاية ، تخيلت نفسي  مع امي تودعني من هنا بوجه ضحوك، بدأت بالسير وانا اتخيل امي خلفي وتناديني كنت اسير كالمسحورة احس بنفسي لكن لا اريد الاستيقاظ في  تلك اللحظة  بووووووووووممممممممممممممم لم احس بنفسي غير اني اطير في السماء ، ثم ضبااب وبعدها سوااد !.
استيقظت وانا اسمع صوتاً كالمنبه يشبه منبه عمي بايرام في البلدة ذاك الذي يصلحه طوال الوقت ومع ذلك لا يغيره .
التفت حولي ، هناك شاشة كبيرة عليها خطوطاً تشبه الاسهم التجارية التي تظهر في الاخبار وحبلاً ممتداً الى يدي ، مهلاً انا في المشفى ؟!!
سمعت صوت الباب ، واذا بها  ممرضةً بوجهٍ بشوش ومعها امرأة جميلة وشقراء،
: " كيف حالك دينيز ؟ " قالت هذا وهي تفحصني ، نظرت الى المرأة ثم اليها وقلت : بخير لكن .. لماذ.." قاطعتني تلك المرأة وهي تقول بخوف : اسفة حقاً حقاً اسفه لم اقصد ذلك ابداً..انا كنت..." لم تكمل كلامها لان الطبيب دخل ومعه رجلان من الشرطة ، رجعت الشقراء للخلف بخوف وهي تقول : انا حقاً لم اقصد..حقاً " لم يسمحوا لها بالكلام  و وضعوا الكلبشات ( القيود) علي معصميها ، نظرت الممرضة بلوم الى الطبيب ولكن ذلك الحقير رفع كتفيه ،  وانا انظر الى الشرطيان : لايمكنكم اخذها ياسيد .
: المعذرة آنستي ، يجب ان نأخذ إفادتها لكن بإمكانك العفو عنها عند المفوض.
صمّت ففي النهاية سأخرجها ، نظرت الى الطبيب : ماهو وضعي ايها الواشي؟.
التفت الي وثبت نظاراته : عفواً؟.
الممرضه : تسأل عن وضعها سيدي .
" لديك رضوضٌ بسيطة ، ونزيفٌ بسيطٌ في رأسك سيذهب هذا كله ان شاء الله في شهران تقريباً ، اه وكدت انسى لديك كسر في ساقك اليمنى " كنت انظر للسقف طوال حديثه لكن بمجرد قوله كسر في ساقي التفت اليه بخوف : مالذي تعنيه بكسر ؟ انا، انا كيف سأجري !؟ لا استطيع ان اعيش دون ان اجري . نظرت الى ساقي بحزن ، وتمددت بخيبة ، تأملت السقف وانا استرجع ذكرياتي عندما كنت اعزف الطبول بساقاي .
________|5:12|
استيقظت على شيءٍ يدغدغني في انفي اه انها نورغول !بأبتسامة : استيقظي ايتها الكسوله رفعت راسي بغضب : متى ستتعلمين كيف توقظين مثل العالم ها؟ .
جأني صوتٌ مرعب : عندما تتعلمين انتي كيف تعبرين الشارع آنسة دينيز .
التفت الى الامام ياللهي انها كاميليا ومعها ميرفي  ! عدلت جلستي وانا اتحمحم : احم احم اهلاً بكم اهلا ً اهلاً .
غير ان ذلك لم يغير وجهها العبوس ، وقفت : سأذهب لاحل امر خروجك.
فور ذهابها تقدمتا الي ميرفي ونورغول . نورغول : هل انتي بخير دينيز ؟ .
ميرفي : حمدا لله على سلامتك ايتها الخرقاء . اخرجت عيناي من مكانها وانا اصرخ:هههههيييييي يجب معاملة المريض الذي لايستطيع الجري ،بطريقة لطيفة .
نورغول : يالهي حقاً لا يمكنك الجري  ؟!
دينيز : للاسف .
ميرفي: لابد انه كسر بسيط فالحادث كان خفيفاً .
نورغول بمرح : المهم انكِ بخير الان .
_________| بعد مرور اسبوع / 4:10 مساءً
اجلس في الحديقة وانا اتأمل قدمي وافكر ، بعد خروجي من المشفى كل شيئاً كان جيدا ً،لا بل كان رائعاً ، قدمت افادتي الى المفوض وتم اخراج تلك الشقراء ، كما تكثفت علاقتنا انا وميرفي ونورغول اصبحنا نعرف كل شيء تقريباً عن بعضنا ، حتى اني استطعت فهم ميرفي الغريبة ، واعتدت على طرائق ايقاظ نورغول الخرقاء ، لكن لايجب ابداً الاعتياد كثيراً  على كل هذا ففي النهاية انا سأهرب بطريقة حكيمة جداً ، ولكن هل تعرفون اكثر شيء مؤلم للغاية ليست عدم معرفة امي بي او عدم سؤالها عني انما انني لااستطيع الركض ابداً ، اني ناقصة جداً .
استيقظت من سرحاني على صوت ناعم : دينيز  ؟
رفعت رأسي وتأملت الوجه الذي امامي جيداً ، انها تلك الشقراء التي في المشفى ، وانا ابتسم  : اه اهلاً .
: مرحباً انا قد جئت للتحدث معك .
وانا اشير الى المقعد الذي امامي  : طبعاً طبعاً تفضلي .
جلست وهي تمد يدها للمصافحتي : ادعى جيداء يلشين مديرة مدرسة ( سيريس جوهر ) .
وانا اصافحها: تشرفت سيدة جيداء ، استغربت عندما انزلت رأسها خجلاً بعد ذلك فهمت
:اه المعذرة ظننتكِ متزوجة ، آنسة جيداء .
وهي تضحك : لا بأس ابداً عزيزتي . انا اتيت الى هنا لكي اتدارك خطأي .
: لا أظن ان هناك داعي حق... قاطعتني : لا استطيع ان ابقى مدينة ً لكِ ، سأدخل في صلب الموضوع انا اقترح عليكِ يادينيز ان تنتقلي الى مدرستي .
باستغراب : ؟؟؟
جيداء : الم تسمعي ابداً عن مدرستي انها الاشهر في البلاد ، تعليمها مكثف وهي جيدة جدا خاصةً للذوي الطبقة الراقية  ،هاه مارأيك ؟
: انا حقاً لم اسمع بهذه المدرسة من قبل ، قد يكون لأني عشت في بلدة صغيرة ، ولكن مع ذلك سأفكر .
جيداء بفرح : كنت اعرف انكِ ستوافقين ، تفضلي هذا رقمي ، اتصلي متى ماوافقت .
وهي تقف وتمد يدها لي : سررت برؤيتك دينيز .
صافحتها بأبتسامه : وانا ايضاً .
حملت حقيبتها وذهبت بكل شموخ وانا مازلت شاردة في ذلك القرار ، وقفت بصعوبة واتجهت للداخل ، حتماً ميرفي تعرف تلك المدرسة ،فلنأخذ بعض النصائح من تلك العبقريه .
دخلت عليهما وطبعاً دون طرق الباب ، كانت ميرفي كالعادة تقرأ كتاباً ، ونورغول تضحك بخجل وهي تنظر الى هاتفها ، اصابني الفضول ، واقتربت منها ، الا انها اخفت الجهز فور احساسها باقترابي : هييي مالذي تخفينه ؟
وهي تطفىء الجهاز : لاشيء ، لاشيء ،
جلست بصعوبه وانا امد العكاز وبكذب :اااووتششش.
اقتربت بخوف وهي تضع يدها على كتفي : هل تؤلمك ؟
وانا اكمل آهاتي الكذبية : اااهه اووتشش ارفيعها رجاءً .
وقفت وهي ترفع قدمي بحذر ، وبحركةً سريعة التقطت الجهاز من على السرير ، واخفيته في جيب معطفي
نظرت اليها: حسناً يكفي هل بإمكانك ان تجلبي لي الماء؟
نورغول : طبعاً فوراً .
ذهبت من هنا وانا اخرجت الهاتف من هنا، واستطيع ملاحظة نظرات ميرفي اللوامة ، لم اهتم وحاولت فتح الجهاز ، اللعنة ،انه برمز ، بدأت اضع مايخطر على دماغي من ارقام لكن لا فائدة الى ان سمعت صوت ميرفي البارد : 1122.
التفت الى ميرفي بصدمة ، اما هي فأكملت القراءة ، ابتسمت عندما استطعت فتحه اخيراً وبسرعة الى اخر شيئاً دخلته ، الرسائل ، اووووووهاااا ، الرسائل كلها غزل وكلام مغمس بالعسل ، ابتسمت بخبث ، فُتح الباب وكانت نورغول وبيدها الماء ، لم انتبه لها فقد كنت مشغولة بالقراءة وانا ابتسم ، سكبت الماء في وجهي وسحبت الجهاز بسرعة  وبغضب : من اذن لكِ بإمساكه هاا؟
مسحت وجهي بطرف معطفي وانا ابتسم بخبث ،
: هكذا اذاً آنسة نور ضحكات الخجل والابتسامات التي لا تنتهي .
التفت الى الخلف بغرور : هذا ماحصل احببت ممنوع ؟
ميرفي : تعرفين انكِ مجرد نكتة بالنسبة اليه صحيح ؟
نورغول : هيي انه يحبني لقد قال بنفسه .
قلت بحماس : كيف هو شكله ؟ قوي ؟ .
التفتت الي بحماس : انه وسيم ومليئ بالعضلات وفوق هذا مرح جداً .
ميرفي ببرود: سيتركك .
نظرت الى ميرفي باستغراب : ميرفي لماذا تقولين هذا يافتاة ؟
نورغول بغضب  : لانها تغار .
ميرفي : نورغول اذا سمحتِ هل من الممكن ياترى ان تفتحي عقلكِ ؟  الشاب غني لديه مئات الجميلات .
نورغول وقد زاد غضبها : ان يكون غنياً ويدرس في جامعة سيريس جوهر ليس من الضروري ابداً ان يكون غداراً وخائناً .
: سيريس جوهر ؟!
وانا اتذكر : ياااه لقد نسيت ، ميرفي ، تلك المرأة التي صدمتني ، جاءت اليوم وعرضت عليّ ان انتقل الى مدرستها تكون مديرتها  سيريس جوهر وانا قلت ان اسألك  .
ميرفي وهي تضع الكتاب على المكتب باستغراب : مديرتها !
نور: ماذاا؟!!
وانا انظر الى وجهيهما المصدومة : أ اجل ؟
نور وهي تجلس عند قدمي وبترجي : وافقي وافقي وافقي رجاءً ، وقولي لها انك لايمكنك الذهاب دون صديقاتي .
رفعت رأسي الى ميرفي : ميرفي ؟
ميرفي : وهي تخرج بخيبة : كما تريدين .
نظرت الى نورغول : مابها ؟
نورغول بحزن : لقد كانت تتمنى دخول تلك المدرسة ولكن لم تستطع دخول اختبار المدرسة فالاعداد محصورة جداً
  ابتسمت : يمكنها يافتاة . وانا اخرج الورقة من معطفي و اخرج الهاتف ، اتصلت بجيداء واخبرتها بموافقتي وانه لايمكن دون صديقاتي وهي وافقت برحب .
قفزت نور من الفرحة وهي تغني : سأراك ياحبيبي في الصباح ياعزيزي تتتممممم ممم تتتمممم
سأذهب لأخبر ميرفي .
وخرجت راكضة ، الحقيقة اني لم ارد الذهاب ، لا احب ذلك المجتمع ، الغرور والظلم وماشابه ، لا احبها ابداً
لكن لابأس سأستمتع في ضرب كم فتاة مدللة قبل الهرب من هنا ، تمددت وانا اضحك بخبث .

ذات الشعر الطويل حيث تعيش القصص. اكتشف الآن