فراق النجمتين .

713 13 2
                                    

* المقدمة *
( قد يكون هذا الفصل غير مفهوم والاحداث متتالية ولكن ، سيتم في الفصول القادمة التعريف بالشخصيات حسب ظهورها وسيكون التسلسل الزمني افضل بإذن الله )
-
" الحياة جميلة ، نعم جميلة او هذا ماظننته ككل الفتيات اللواتي بسني كذبت على نفسي وقلت انها جميلة "

في احدى مدارس تلك البلدةٍ الزاهية  ، مدرسة يحوطها الهدوء والسكينة  .
يدق جرسها الذي لم يظهر ضعفه منذ تأسيس المدرسة معلناً نهاية الدوام الممل ، لكن من المستحيل ان يخلو من بعض المشاكسات لنأخذ مثالاً معاً ياسادة ، الطابق الثاني في احدى الاسياب :
معلمة اللغة الانجليزية بصراخ :"دينيز كم مرة اخبرتكك ان الجري ممنوع في الاسيابب كممم ر
المعلمة لا حياة لمن ينادي ذات الشعر الطويل مازالت تجري كالرياح وتصطدم بالطلاب من دون ان تكلف نفسها عناء الإعتذار حتى !
لقد كانت تجري وتتذكر شجار اعز نجمتين في حياتها ،كل ماتفكر به هو الذهاب للمنزل نجمة عزيزة وهو  ( والدها ) بعد ان تلقت رسالته في اخر حصة وكانت مليئة بالوداع .
ركضت حتى وصلت للمنزله خبطت الباب بقوة وهي تصرخ "ابي .. افتح يا ابي"
اخرجت المفتاح من حقيبتها وهي متوترة فتحت الباب وبسرعة دخلت ( لاشيء )، النجمة ليست موجودة والمنزل خالي تمامااً
" لقد ذهب.." هل ظننتموها جثت على ركبتيها والدموع تنهمر من عينيها ؟
لا ، هي ليست فتاة كهذه ، اقفلت الباب خلفها دون النظر ، وانطلقت الى منزل والدتها .
بعد عناء الوصول والركض ، كانت منهكة ترى منزلها على شكل ضباب ،صفعت نفسها لكي تستيقظ ، وفي النهاية وصلت وكانت الصدمة وهي ترى شاحنةً ضخمة وعمال يحملون الصناديق وامام الشاحنة سيارة ( لكزس ) باللون الازرق القاتم
وهي تحدث احد العمال: هيي انت مالذي تفعله ؟ هيييي؟
دخلت متحاشيةً وجهه الغاضب ، دخلت للصالة الصغيرة التي في قلب المنزل ، المكان مليىء بالصناديق والعمال يدخلون ويخرجون .
كانت الشرفة مفتوحة ، والام واقفة ممسكتاً بيد رجلاً اربعيني عريض الجسد نظراته الحاده التي لاتخلو من الجلمود تخفيها معالم وجهه البشوش .
: امي؟
الام : دينيز لقد عدتِ إذاً.. اعرفكِ جيم ودينيز ابنتي
دينيز وهي تشير بحاجيبيها : من هذا ؟
الام : انا اممم...اتزوج
دينيز وهي تبتسم بسخرية : تتزوجين !
الامر بدى للدينيز كالسرقة، سرقة  نجمتها التي لطالما كانت ملكاً لها وحدها لم يشاركها احداً فيها من قبل حتى والدها لم يقل لها كلمة حلوة او يمسك يدها وفجأة يدخل حياتهما احد ويمتلك نجمتها ؟! ، شعورٌ غريب ليس جيداً ابداً ، ابداً .

ذهب ذلك الرجل بهدوء عندما اشارت له امي بذلك مدت يدها للوجهي وهي تحاول مسح بقعة الوحل التي على خدي
ابعدت وجهي فوراً ،وقلت بغضب : امي ماهذا ؟ مالذي تفعلينه كيف لكِ ان تفعلي هذا متى اساساً متى ؟؟ انتي، انتي الم تقولي بأنك لن تحبي ابداً ؟! مالذي حصل امي ؟؟!
الام : دينيز اسمعين...
دينيز بصراخ : مالذي اسمعه امي ؟!! ادخل للمنزل واجد رجالاً في كل مكان ورجلاً ثرياً امي ماهذا ؟!!
هل تعلمين بأن والدي ذهب هاا؟؟ هل تعلمين !
الام: دينيز.. ابنتي...
تقاطهعا وهي تصرخ: انتي امي انا اناا كيف احببتي من دون علمي وفوق هذا نحن ننتقل ؟! انتي.. لم تكمل كلامها عندما صرخت والدتها : احببته، عشقته هل تفهمين ؟ لأول مرةً في حياتي عاملني شخصً ما كأمراة انا ووالدك لم نكن للنحب بعضنا اصلاً .
دينيز : انا لن اذهب الى اي مكان لن انتقل ابداً من البلدة ولن اذهب الى منزل ذلك الرجل .
الام بصراخ : لن تذهبي اليه اصلا.
دينيز وهي تنظر الى امها باستفهام وهدوء: اين اذن ؟
الام بصراخ: الى دار رعاية الفتيات .
دينيز كانت اشبه بمن سكبوا الماء على رأسها في منتصف الشتاء! كيف ، لحظة لحظة واحدة لايمكن ، هذا لايمكن انها امي لن تفعل من المستحيل ان تفعل ، لن تتخلى عني من رجلاً غني صعدت الى غرفتي بسرعة ، اقفلت الباب واستندت عليه وكأن قلبها على وشك الخروج ، شعورٌ مؤلم روحها تؤلمها للغاية ، كيف للنجمتها العزيزه ان تفرط بها، حسناً ، هي تعرف تعرف انها مجرد خطأ أقترفه والدها و والدتها ،كانت لحظة حماس قابلها أندفاع ، وبقيت هي في الوسط ، شخصان ليْسا متزوجان ، تعتبرهما والداها .
___________________
خرجت من غرفتي وانا لا احس بقدماي التي تجرانني ، كنت اقنع نفسي بأن كل هذا كذباً لكن الامر حقيقي مئة بالمئة عندما رأيت الرجل المدعو (جيم ) هممت بحمل حقائبي ، واتجهت للسيارة .
امي تجلس في المقعد الامامي طبعاً ، احسست بنظرات التعجب عندما راتني اصعد السيارة ووجهي المطيع صامتاً كان هو من يقود السيارة ذالك الجيم ، الهدوء سيد المكان ، استغرق الوصول ساعتين او اكثر .
تلك الساعتين  كانت سريعة للغاية بما اني استغرقتها في التفكير، وصلنا ! احسست بذلك عندما توقفت السياره امام مبنى رديء باللون البُني الفاتح ونوافذه بيضاء اللون بسوراً اسود صدء، ترجلت من السيارة وكُلي هدوئاً، نظرت للمبنى وكان القدر ينظر الي من تلك النافذه من الاعلى يبتسم .
لم اودع امي ولاحتى لم انظر اليها هل كرهتا ياترى ؟ لايمكن ، نزل ذالك الجيم يبدو انه محترم حتى مع اعدائه! ساعدني في حمل الحقائب ، التفت للخلف لكن انتبهت ليده التي مدها ! هل يصافحني ؟ هل يستخف هذا الجيم ؟! ومع ذلك شاركته الاستخفاف وصافحته ! هل طرأت اللباقة علي فجأة .؟
هممت بسحب الحقائب ودخلت للحديقة وحتى هذه الإثناء لم تنزل امي ، هل لتلك الدرجة تريد التخلص مني ؟ حقاً ادركت اني كنت عبئاً ثقيلا عليها بمجرد وصول تلك الفكرة الى رأسي اطلقت العنان للقدماي ودخلت لذلك المبنى .
في السيارة :
تبكي بقوة وهي تغطي وجهها : انا اماً غير جيدة ابداً ، ابداً
جيم: عزيزتي انتي مجبرة على فعل هذا ، بالتأكيد هي تعرف هذا والا هل هناك اماً تترك ابنتها في الميتم ؟
: ليس كذلك الم ترى هي لم تلتفت وتودعني حتى !
لم يعلم ماعليه فعله فقط كان يربت على كتفها .
_____________|
وقفت بينهم كان الجميع يحدق الى وجهي الاصفر وقدماي التي بالكاد توقفتا ، تحاشيتهم ، ليس وقت التعارف يادينيز انما وضع الخطة ، لايمكنك العيش هنا ، انه ميتم صحيح ولكن ، لا اريد ان اكون عبئاً على الدولة كما كنت على امي ، اوه مهلاً لم تعد تلك المراة والدتي ، ولن تكون من بعد الان .
مرت ثلاث ايام ، في هذه الاثناء تعرفت على اناس كثر مثلاً مديرة السكن كاميليا الصارمة والحكيمة ، الطاهية سيدة نيل والاقرب الي فتاتان ميرفي و ، نورغول .
ميرفي الهادئة ، الذكية ، الناضجة ، لاتحب الإزعاج ابداً واثقة في كل خطوة تخطوها ولكن لا أعرف هناك شيء تفتقر اليه وكانها مسجونه ، انها طوال تقرأ كتاباً .
اما بالنسبة للنورغول ، مرحة ، جبانة ، كثيرة الحركة ، تحب الإعتناء بمظهرها كثيراً لا تأكل كثيراً ولكنها حمقاء عند الفتيان كما تقول ، تتمنى دائماً ان تكّون علاقة مع احد الوسماء مفتولي العضلات .
________ |
يوم الاحد اول يوم دراسة ، مدرسة جديدة ، حياة جديدة ، اناساً جُدد.
جاء الباص المدرسة في ذلك الصباح ليقلنا كنت مازلت نائمة ، احسست بشيء بارد ثم القليل منه كان سائلاً وزاد ت الكمية حتى سُكب كله على وجهي!
قفزت من مكاني ، وانا ارى نورغول تكتم ضحكتها وميرفي تنظر الينا ببرود واستطيع ان ارى ابتسامتها ، قفزت من السرير وانا اصرخ : نووووررغغووول إن امسكت بكِ اعلمي بأنك ميته ههل ففههممتتيي؟
ركضت وركضت حتى اصطدمت ببطن ( كرش) انها كاميليا ! المديرة كاميليا نتظر الي برعب غيرت مسار اتجاهي وبدأت اسير بهدوء لكن توقفت عندما تحدثت بنبرة لا تخلو من الامر : الم تتعلمي الإعتذار ايتها الصبية؟
بدآت بسؤال نفسي هذا حقاً ، انا لم اعتذر من قبل ، طبعاً هذا مايحدث اذا كنت طوال اليوم عند ابي واعود في المساء عند امي عفواً ، تلك المرأة .
التفت للخلف وبصوت بالكاد يسمع : أعتذر ، اعتذر لأني ....، لم اكمل وابدأت بالركض للاجهز نفسي خرجت من المبنى عندما لاحظت اختفاء تلك الحقيرتان
صصصدددممةةة!! الباص ذهب ! لم اعد اراه هل اذهب بالحافلة ؟

ذات الشعر الطويل حيث تعيش القصص. اكتشف الآن