الفصل الخامس
رأته كلاريسا يتقدم نحوها وبصورة أوتوماتيكية تراجعت للوراء قالت" كايل"
"هل تعلمين أني أحب طريقتك في لفظ اسمي؟ لا أحد غيرك يقوله بهذه الطريقة, بغضب أو حتي بسخرية وفي كل مرة تكونين جدية أيضا, لكن بصدق, ريسا, لا أحد يقوله مثلك"
شعرت بقوة كلماته, أدارت رأسها ببطء لتري تعابير وجهه وعلي الفور ندمت علي قيامها بذلك, لأن نظرت عينيه كانت قوية جدا فلم تستطع أن تبعد نظرها, لم يكن هناك صوت أعمق ولا ابتسامة أنقي ولا كلمات مباشرة ممكن أن تكون أكثر صدقا من الذي يقوله.
نظر الي شعرها ومد يده وأمسك خصلة بين يديه, لقد لمست شعر ستيفاني لمرات لا تحصي لكنها لا تشبه بشيء لمسته.
ترك شعرها ببطء, اقترب منها وهمس" أريدك, ريسا"
ابتلعت غصة وقالت" أنت لا تعرفني"
"أعرف أنني أريدك" وعندما هزت رأسها قاطعها متابعا" وأنت تريدينني"
"هذا ليس أمرا كافيا"
شعر كايل أنهما لا يتحدثان عن ذات الأمر, أمسك بيدها وقال" آه, ريسا, أنت محقة"
قالت باصرار"بالكاد نعرف بعضنا"
لم يشعر كايل أن هذا سببا كافيا لكنه علم أن هناك صراعا كبيرا داخل كلاريسا فهي تريده أيضا وذلك واضحا في عينيها وفي أنفاسها المتفاجئة, لكنها تقاوم تلك الرغبة بكل ما لديها من قوة.
فكر بما يعرفه عنها, انها جدية ولطيفة , تتصدق عليه بابتسامتها عندما لا يتوقع ذلك , انها دافئة وصريحة, وهو يشك ان كانت تشعر بكل ما يعرفه عنها. فهي قوية الإرادة وعنيدة جدا لتتخلي عن الرقص لأن ابنتها لا تستطيع أن تفعل ذلك, ولن كانت عنيدة لتفعل ذلك فهو لا يشك أنها عنيدة بما فيه الكفاية لترسله بعيدا ان قام بحركة خاطئة.
انه يريد أن يبقي بقربها وبأي طريقة تسمح بها .هناك شيء آخر يعرفه عن هذه المرأة, هي لا تعامل المسائل المتعلقة بالعواطف بطريقة سطحية ولديه شعور أنها لا تقيم علاقة مع أي انسان, وهي لا تدع أحدا من الناس يقترب كثيرا منها لكنها تسمح له, ولذلك عليه أن يقترب منها ببطء, لكنه يشعر أن كلاريسا كوهاغن ومن دون أي شك تستحق الانتظار.
أبعد يديه عن كتفها واستدار وراء الصوفا وقال" ما الذي تريدين معرفته؟"
لم يستطع الا أن يبتسم ما أن اتسعت عيناها, كان عليه ان يستلم زمام الأمور لها, تمكنت من اخفاء دهشتها بسهولة, عقدت ذراعيها علي صدرها وسألته" ما الذي تقصده؟"
"قلت أنك لا تعرفينني وها أنا أمامك. ما الذي تريدين معرفته؟"
وعندما لم ترد تمتم" هيا, سأخبرك أي شيء وكل شيء, فقط اسألي" ومع ذلك لم تقل ولا كلمة, ومن دون أن ينتظرها لتقول له رأيها في تلك المحادثة قال" ماذا؟ لا أسئلة لديك؟ حسنا, سأبدأ أنا؟"
راقبها وهي تجلس فقال" لما لا تبدئين بلونك المفضل والأفلام السينمائية المفضلة لديك؟"
"لوني المفضل هو الأزرق الداكن وأفلامي المفضلة" أشارت الي الفيلم الملقي علي طاولة القهوة القريبة وتابعت" أفلام ديزني"
"ديزني, هاه؟ حسنا! أي نوع من الموسيقي تصغين اليه؟ وما هو رأيك بالأغاني المختلطة بشكل عام؟ وبعملي بشكل خاص؟"
سألته" هل تأخذ نظرة شاملة علي كل ما أحبه؟"
"أنت من أراد التحدث" تمني أن يظهر بوضوح ما الذي يريد ليثبته.
نظرت اليه بغضب وقالت" لا نوع مفضل من الموسيقي لدي, علي الأقل في هذه الفترة, والمكان المفضل لأتناول الطعام هو المنزل, لأنه بسبب عملي فأنا أتناول الكثير من الطعام الجاهز لدرجة أنني أراه أحيانا في نومي, الأغاني المختلطة جميلة بالنسبة لي وكذلك عملك, وأنا أفضل الشاي علي القهوة"
هذه المرأة مذهلة, لم يلتق يوما واحدة تتركه يرقص علي رؤوس قدميه كما تفعل.
انحني الي الأمام وأخذ يفكر بالليلة التي تعرف بها عليها وكيف سمحت له أن يضع رباط الجورب في قدمها. وقفت وسارت نحو الباب وقالت" لقد تأخر الوقت, كايل"
نظر الي ساعته ولحق بها" هذا يعتمد علي كيف تنظرين الي الأمر, انها منتصف الليل فقط , سنة سعيدة وحلوة, ريسا"
أجابت" سنة سعيدة" تراجعت خطوة للوراء, حاولت أن تتكلم لكنها وجدت نفسها تخفض صوتها وهمست" هناك هدوء كثير هنا"
"أديري الراديو, وارقصي معي.."
"قلت لك, لا أرقص.."
أخفض صوته أكثر ونظر في عينيها وقال" أنت لا ترقصين معي , ولا تسمحين لي بأن أحبك, أخبريني ريسا, هل هناك أي شيء ستفعلينه معي؟"
شعرت كلاريسا بجفنيها ينخفضان وعلمت أن هذه المرة لا صوته ولا كلماته هي التي تؤثر فيها, انه ببساطة يسألها ما الذي تريده.كانت نظرة عينيه واعدة, وتساءلت ان كانت تسمح لنفسها أن تعيش تلك السعادة التي يعدها بها, فهو يجعلها تشعر بأنها جميلة ومرغوبة ورائعة.
تذكرت الوعد الذي قطعته علي نفسها منذ خمس سنوات, الوعد بأن تفعل أي شيء تستطيعه لتري ابنتها تمشي, وهي تحافظ علي ذلك الوعد...الا تفعل ذلك دائما؟ وهذا ذكرها بالوعد الذي قطعته ل ستيفاني في وقت باكر الليلة عندما وضعتها في سريرها, الوعد بان تدعو كايل للعودة غدا.
هو يريد أن يعلم ماذا تريد أن تفعل معه, نظرت الي خارج النافذة حيث الثلج المتساقط فوجدت الاجابة" هل تريد فعلا أن تعرف ما الذي سأفعله معك؟" بدا الاهتمام علي وجهه, فهزت رأسها وتابعت" سأبني رجل الثلج معك"
"ماذا؟"
سؤاله جعلها تبتسم وهذا ما خفف التوتر عنها, مالت برأسها قليلا وكررت" رجل الثلج, ستيفاني لم تصنع يوما رجل ثلج, فاذا كنت ترغب بالقدوم غدا عند الصباح, يمكنك أن تصنع رجل الثلج معنا"
لم تعرف كلاريسا ما الذي تتوقع لكنها لم تتوقع ضحكته العالية ولا قبلته الناعمة أو الكلمات الناعمة التي قالها قرب أذنها"أحب أن أصنع رجل الثلج معك ولكن علي أن أكون في المحطة عند الصباح, هل تعتقدين أن بامكان ستيفاني الانتظار حتي بعد الظهر؟"
"أعتقد هذا"
"وماذا عنك, ريسا؟ هل تعتقدين أن بامكانك الانتظار؟"
"أعتقد أنني أستطيع تدبر ذلك"
لم يسمح للهجتها أن تغير صوته قال" جيد, لأن الأمر يستحق الانتظار, وأنا أضمن لك ذلك, أراك بعد ظهر الغد"
ومن دون أن يقول أي كلمة أخري , رفع ياقة معطفه وبثقة وكبرياء اختال بمشيته وخرج من المنزل.
*************
الشيء الوحيد الذي ظهر من ستيفاني خلال معطفها وقبعتها وشالها , كان أنفها, ذات الأنف الذي استمرت بضغطه علي النافذة معظم الصباح في انتظار قدوم كايل. راقبت ابنتها تجر نفسها عبر الثلج وبالكاد بامكان كلاريسا لومها, فلقد كانت متحمسة مثل ستيفاني لتراه ثانية.
إعجاب ابنتها الواضح ذكر كلاريسا كم من الصعب علي ستيفاني الاعتماد علي كايل, وهذا بدوره يذكرها كم ستشعر ابنتها بألم عميق عندما وفي نهاية الأمر .....سيرحل.
كانت كلاريسا في ذات العمر عندما رحل والدها من حياتها وحياة أمها, الهجر كلمة قاسية والأقسى منها هو الواقع. لقد احتاجت لوقت طويل جدا حتي تمكنت من أن تتخطي هجران والدها, واحتاج الأمر لعناء أكثر كي تتخطي هجران جوناثان.
"هل ستبقين واقفة هكذا تحلمين أو ستعملين علي مساعدتنا؟"
تبع سؤاله برمي كرة ثلج علي الأرض علي بعد عدة خطوات منها.
أجابت وهي تنظر اليه" أنت, كايل هاريس, لا تجيد الرمي"
"بل أجيده ريسا وبامكاني إثبات ذلك"
كان صوته منخفضا ودافئا فتساءلت كيف أن الثلج لا يذوب تحت قدميه, فهي تشعر وكأنها تذوب منذ ليلة البارحة وحتي الآن, فلا تزال تشعر بالحرارة رغم الطقس البارد.
صرخت ستيفاني" كايل, لقد انتهي الرأس"
أجاب" جيد, دعيني أدفع الجسم نحوك"
مررت كلاريسا يدها فوق الرأس للمرة الأخيرة وتوقفت عن تحريكه, قالت" لا أعلم كيف ستضع هذه الكرة علي رأس تلك"
أجاب كايل" حيث هناك إرادة, فلابد من وجود وسيلة"
"أعلم ذلك"
ضغطت ستيفاني بقفازيها واقترب كايل ليساعد كلاريسا بتحريك الطابة الكبيرة من الثلج, وبعد الكثير من الصراع والضحك, تمكنا من وضع القسم الثاني من رجل الثلج فوق الأول, قال" أرأيت! نناسب بعضنا حقا"
كان هناك شيء مميز في صوته, تحد, كان الرجل يثير قلقها تماما, كما يثير خيالها.
قالت ستيفاني" أريد أن أضع الرأس, كايل, هل تستطيع رفعي؟"
نظر كايل الي ساقي ستيفاني وكأنه يفكر بالقضبان المعدنية خلف القماش الأحمر
فكرت كلاريسا ان كان يبدو قلقا قرب ابنتها في وقت سابق وهو يبدو غير متأكد الآن, الا أنه سار نحو ستيفاني, وأظهر لها كيف تحمل الطابة الكبيرة من دون أن تحطمها, وبدون أي مجهود رفعها الي أعلي وبصرخة من الفرح , وضعت الفتاة الصغيرة الرأس علي منتصف الطابة الكبيرة من الثلج.
للحظة بدا كايل متفاجئا كم من السهل رفع تلك الفتاة, صفقت ستيفاني بيديها وبدون أي تحذير,و وضعت ذراعيها حول رقبته وضمته اليها.
سألته" ألست سعيدا أنها أثلجت, كايل"
"نعم, ستيف, سعيد جدا"
قالت" هل أحضرت المزلاجين معك؟"
"لا, صغيرتي, لقد نسيت"
"لا بأس , أنا سعيدة لأنك عدت"
انحني ووضعها علي الأرض وكأنها مصنوعة من الكريستال, وانحني ليساعدها بوضع الثلج حول قاعدة كل جزء من رجل الثلج, ففعلت كلاريسا مثله وأخذت تصغي لحديثهما.
كان الرجل مثالا للتناقض, من الواضح أنه يتوتر بوجود الأطفال, لكن عينيه تلمعان في أي وقت تكون ستيفاني قريبة , رفعها بين ذراعيه وكأنها صديقة قديمة, ووضعها علي قدميها وكأنه يخاف أن تنكسر, هو يقول أنه ينتظر حتي آخر دقيقة للقيام بكل شيء, لكنه دائما يكون علي الوقت عندما يأتي الي هنا, لديه صوت محطم للقلوب لكن عينيه تحملان الاهتمام والعناية, قال" عندما كنت أنا وشقيقاى صغارا, كانت تثلج هكذا كل سنة"
سألت ستيفاني" وهل كنت تبني رجل الثلج كل شتاء عندما كنت صغيرا؟"
"بالتأكيد, ميتش وتاي وأنا ,كنا دائما نبني أكبر رجل ثلج في المنطقة"
"هل كان يساعدكم أحد؟"
عندما لم يجب علي الفور, نظرت كلاريسا الي جانب رجل الثلج حيث كان كايل يضع الثلج وهو ضائع في أفكاره, شكت أنه يدرك أنها تراقبه عندما قال" نعم ستيف, اعتاد ابن عمي علي مساعدتنا"
"ما كان اسمه؟"
قال بصوت منخفض وكأنه يهمس" جايسون"
سألت ستيفاني" هل اختصرت اسمه كما تفعل مع أي شخص آخر؟"
تجمد كايل تماما وقال" كنت معتادا علي مناداته جيس"
"وأين هو الآن؟"
كان كايل يحدق بالثلج الأبيض, لكن كلاريسا تساءلت ما الذي كان يراه فعلا, قالت لابنتها" لابد أنه مسافر يا حبيبتي, " لكن من النظرة التي علي وجه كايل شكت أن ما قالته صحيحا, وللحظة بدا وكأنه فقد أعز صديق لديه, وساورها شعورا أن هذا ما حدث معه.
وقبل أن تسأل ستيفاني أي سؤال آخر قالت كلاريسا" رجل الثلج جاهز لإنهاء وجهه ووضع قبعته"
أسرعت الي الدرجة الأولي وأحضرت معها كل الحاجات التي تحتاجها لانهاء رجل الثلج, أعطت ستيفاني أربعة أزرار كبيرة وقدمت ل كايل جزرة وهي تبتسم.
ذهبت كلاريسا الي الداخل لاحضار الكاميرا وبعد أن أخذت عدة صور ل ستيفاني مع رجل الثلج, أعطت الكاميرا ل كايل وتبعت ابنتها لتلتقط معها صورة.
راقب كايل وأخذ لهما عدة صور معا, علق الكاميرا علي ذراع رجل الثلج ووقف يراقب كلاريسا وهي تلعب , من النادر أن تكون ستيفاني صامتة وبدت كلاريسا حاضرة للاجابة عن الأسئلة التي لا تنتهي وأعجب كايل بقدرتها وتماسك أعصابها.
"هل تعتقدين أن هناك نساء ثلج؟"
أجابت كلاريسا "أعتقد هذا" ونظرت الي رجل الثلج الذي صنعوه.
سألت ستيفاني" وكيف تعرفين الفرق؟"
حرك كايل حاجبيه عندما نظرت كلاريسا نحوه ولم يعد باستطاعته الانتظار ليعرف الجواب.
قالت كلاريسا وبمنتهي الصدق" لدي نساء الثلج أنواعا مختلفة من القبعات"
هز رأسه وقال بدون صوت كلمة جبانة, فرمته بابتسامة قبل أن تعيد اهتمامها بابنتها, وقف هناك وكأنه فقد أنفاسه, وأخذ قلبه يخفق بسرعة وأفكاره تتلاحق, كالاصابة بصاعقة, لقد سمع هذا التعبير من قبل, قال ميتش أن هذا ما حدث له عندما رأي راين للمرة الأولي, لكن لم يحدث ذلك ولا مرة مع كايل, حتي الآن لم يشعر يوما أنه وجد مكانه في هذا الكون, وأنه ينتمي الي هنا مع هذه المرأة الجميلة وهذه الطفلة الرائعة.
تمكنت كلاريسا من ابعاد الثلج عن شعرها ومعطفها وسارت نحو كايل, وعلي بعد خطوات سارت علي مهل وراقبت كايل ينزع قفازه بأسنانه ويضع يده في جيب بنطلونه.
وضع قطعة من الحلوي في فمه وقدم لها واحدة أخري, هزت رأسها ونظرت نحو ستيفاني وسألته" هل تمضي وقتا سعيدا؟"
"لقد استمتعت طوال النهار في الحقيقة, هناك شيء واحد أكثر مرحا من هذا, قولي لي ريسا, هل تعتقدين أنني جيد في بناء رجل الثلج؟"
أجابت وهي تبتسم" يمكنني القول أنك تستحق دولارين لعملك"
"دولارين فقط؟ أعتقد أنك ستجدينني أستحق أكثر من ذلك, وقد تجدين أنني أستحق وزني ذهبا"
أخذ نفسا عميقا واقترب منها وهو يتابع" أحضري جليسة أطفال ل ستيفاني وتعالي معي, وأعدك أنني سأبرهن لك ذلك"
علمت أنه يعدها بوقت مرح ومسل, لكنها ليست من النوع الذي يمضي أوقاته بالتسلية, هي تريد ارتباط وتريد أن يشاركها حياتها الدائمة, وهي تعلم الكثير كي لا تؤمن بوعود الرجال في مثل هذه الأمور.
"أنت رجل لطيف جدا كايل, أنت مرح وتعلم أن لديك الكثير من المشاريع والخيارات, لكن...."
"صباح الخير سيدة كوهاغن"
أجابت كلاريسا "سيد أبرناتي" لمعت عيناها من الدهشة لرؤية جارها مباشرة وراءها
تفاجأ كايل أيضا لكنه كان سعيدا وكل ما استطاع فعله لاخفاء سعادته هو أن سلم علي السيد أبرناتي بحيوية" اذا أنت جار ستيف الغالي؟"
رفع حاجبا كثيفا ونظر الي كايل وقال"يسعدني أن أري لديك صديقا جديدا سيدة كوهاغن"
تقدمت ستيفاني خطوة نحو كايل غير قادرة علي تذكر العادات المهذبة وقالت" سيد أبرناتي, هذا كايل هاريس"
"نعم, أعرف هذا"
"سيد أبرناتي, سيد أبرناتي" صرخت ستيفاني من الجهة المقابلة , لوح الرجل لها ثم ودع كلاريسا وكايل وسار نحو ستيفاني
تمتم كايل عندما أصبح الرجل بعيدا عن سماعهما" تصرف وكأنه يعرفني"
همست" هو أحيانا يقول أشياء غريبة لكنه رجل رائع"
"اذا أنت لا تكرهين الرجال"
تفاجأت لتبديله الموضوع فقالت"بالطبع أنا لا أفعل"
ابتسم لها مرة ثانية فتذكرت كلاريسا المرة الأولي التي رأته فيها, ذلك اليوم اعتقدت أنه متفاخر بنفسه, تذكرت كيف بدا بعد ظهر اليوم عندما سألته ستيفاني عن ابن عمه جايسون.
"ربما السيد أبرناتي علي حق كايل, ربما أنت وأنا أصبحنا صديقين"
"صديقين!"
كادت أن تضحك من خيبة الأمل التي ظهرت علي وجهه وقالت" نعم صديقان, لقد قلت لك سابقا أن لا وقت لدي لاقامة أي علاقة, لكنني لا أظن أن هناك من يرفض أن يكون لديه أصدقاء أكثر"
لم يعرف كايل كيف فكرت بذلك لكن قبل أن يتمكن من الاجابة صفقت بيديها لتبعد الثلج عن قفازيها ,شكرته لمساعدتها في بناء رجل الثلج وقالت له أن يمر هنا عندما يحتاج الي صديقة.
تركته واقفا هناك يتساءل كيف تتمكن دائما من أن تسبقه بخطوة, وكيف تمكنا أن يفترقا كصديقين.
قال السيد أبرناتي ل ستيفاني" هذا رجل ثلج رائع"
ضحكت ستيفاني قبل أن تهمس" عاد كايل, سيد أبرناتي, تماما كما طلبت"
"رأيته, وأنت تحبين كايل عزيزتي؟"
"آه, نعم, وكذلك أمي"
للحظة اندهشت ستيفاني من لمعان عيني صديقها, سألها" أخبريني صغيرتي, كيف تعلمين أن أمك تحبه؟"
"لأنها تنظر اليه كثيرا"
بدأ السيد أبرناتي بالضحك" وكيف تنظر اليه؟"
"هي تحاول أن لا تفعل لكنها تنظر اليه هكذا"
وأخفضت ستيفاني جفنيها ونظرت الي عينين أصفي من السماء قبل أن تنتهي عاد السيد أبرناتي للضحك ثانية وقال" أخشي أن حقيقة عدم رغبتها في النظر اليه أمر مثير للقلق"
"لكنهما سيغرمان ببعضهما, أنا أعلم ذلك"
"لا تضع العربة قبل شراء الحصان صغيرتي, الحب لا تستطيع استعجاله, يجب أن تكوني صبورة"
"لكنه رائع ويحب الضحك والتسلية"
"فهمت, حتي ولو كان كذلك, عليك أن تتذكري أن تكوني صبورة. ماذا كان أبي يقول؟ آه نعم, الآن تذكرت, لا يمكنك أن تستعجل الحب"
"لا نستطيع؟"
"لا صغيرتي, لا أحد يستطيع"
قالت باصرار" أمر مؤسف, لأنني لا أستطيع الانتظار"
"لكن الانتظار جزء من المرح" ونظر السيد أبرناتي الي رجل الثلج فضحكت ثانية.
نهاية الفصل الخامس......
أنت تقرأ
الفارس الاعزب منقوله من منتدى رواياتي روايات عبير دار النحاس
Romanceالمقدمة صرخ كايل" أنا من سيمسك بذلك الرباط, تراجعوا" بدأ الحشد بالعد من رقم عشرة ونزولا, عند الرقم ثمانية , نظر كايل الي منافسيه ليدرس قدراتهم. عند الرقم خمسة, وضع يديه علي ركبتيه. عند الرقم اثنين, تخيل نفسه يضع الرباط علي ساق كلاريسا كوهاغن المتناس...