الفصل الثامن
"انني سعيد لتمكني من مقابلتك قبل أن تغادر,كايل"
نظر كايل الي رئيسه الذي دخل للتو غرفة الصوت,سأله" ما الأمر,ويل؟"
وليم جيمس ماكنزي مدير المحطة, ابتسم وضرب الملف الذي وضعه علي المكتب بيده وربت علي كتف كايل باليد الأخري "معدلاتك ,هذا هو الأمر, واذا كانت معدلات السمع لديك مرتفعة,فهكذا هي معدلات المحطة أيضا. انظر الي تلك الاحصاءات" وأشار بيده الي الملف قرب يد كايل اليسرى
استدار كايل وأمسك الملف" هذا رائع, ويل"
هز الرجل الآخر رأسه وقال" أنت تعلم كايل, أنني أكره أن تناديني ويل ولكن احتفظ بمعدلاتك عالية هكذا, ويمكنك مناداتي بأي اسم مزعج تريده"
"هيا ويل, حقيقة أن الاسم هذا لا يعجبك يعطيني المرح"
"سأخبرك ما هو المرح, المرح أن تتلقي اتصالا من صاحب المحطة كأول عمل لديك في الصباح,مادحا بي بسبب جهودي الخلاقة باجتذاب المستمعين, قلت له أن تلك المبادرة كانت منك كلها من مجهودك أنت وأقول لك تقديم الأغنيات القديمة عند الساعة العاشرة وثماني وأربعين دقيقة فكرة رائعة, لكن في المرة القادمة عندما تريد القيام بفكرة رائعة ,هل يمكنك أن تتحدث معي بشأنها"
أخيرا فتح كايل الملف, ونظر الي الصورة البيانية علي الصفحة الأمامية ,من المؤكد أن محطتهم تنتشر في كل مكان,مع ازدياد عدد مستمعيهم عند الصباح أكثر من أي وقت مضي, ومن ثم يأتي برنامجه المسائي في المرتبة الثانية"
"استجابة المستمعون بصورة غير معقولة طوال الأسبوع, وعلي أن أفتح خطا جديدا للهاتف من أجل تعليقاتهم فقط,هم جميعا يميزون صوتك المسجل ويريدون أن يعرفوا من هي المرأة الخاصة, وهذا هو الحماس الذي أريده. هل تذكر تلك اللوحات الاعلانية التي طلبتها العام الماضي؟"
كايل والذي كان يعاني من ايجاد جزء من هذا الحماس, لم يزعج نفسه بالاجابة فالأمر غير مهم, لكن تابع وليم ماكنزي وكأن كايل أجابه" المعتمدون الاقتصاديون للمحطة وافقوا عليها أخيرا, وستوضع تلك الاعلانات في كل مكان هذا الأسبوع, وهناك ارتفاع في مدخولك أيضا, هيا, ان انتهيت من العمل هنا, الغداء سيكون علي حسابي"
جلس بصورة مستقيمة علي كرسيه ومرر يده في شعره وقال" سآخذ العلاوة ويل, لكن سأؤجل موعد الغداء لأنني متفق مع ميتش علي مباراة في كرة السلة"
"مباراة في كرة السلة في شهر كانون الثاني؟"
"انه عمل يبعد التوتر"
"اذا كنت تقول ذلك" سار رئيسه باتجاه الباب الزجاجي واستدار وهو يتابع" اذهب اذا. لكن اعمل علي تصفيف شعرك في ذات الوقت"
"قص شعري؟"
"نعم, ان كنت ستظهر في برنامج صباح الخير فلادلفيا, فيجب أن تبدو في أفضل حالاتك"
"أنت تقصد أنك عملت علي الاتفاق معهم؟"
"لا, لقد اتصل بي أحدهم هذا الأسبوع وقال أن الضيف الذي سيظهر الأسبوع المقبل قد تعرض لألم حاد في معدته ونقل الي المستشفي ولن يتمكن من الحضور, ولذلك اتصل صاحب المحطة التلفزيونية , وبكل الأحوال ...برنامج صباح الخير فلادلفيا هو لك"
خرج ويل من الغرفة لكنه توقف متابعا" آه كايل؟ حظا سعيدا مع تلك المرأة"
"وما الذي جعلك تعتقد أنني بحاجة للحظ؟"
"لأنك تلقيت علاوة علي الراتب للتو, ومعدل مستمعيك في ارتفاع دائم وها أنت تجلس وكأنك مريض بالخدر فلابد أن السبب هي تلك المرأة ومن خلال النظر اليك يبدو أنها لا تجعل الأمور سهلة عليك"
وما أن انتهي من كلامه حتي وضع يده علي ربطة عنقه الغالية الثمن واستدار تاركا الباب مفتوحا وسار عبر الممر الطويل
أحدق كايل بالهدوء والفراغ أمامه ,كانت هناك أوقات حيث زيادة الأجر في العمل وزيادة عدد مستمعيه تجعله يطير في الهواء, أما اليوم فبالكاد شعر بالحماس, لأنه أدرك أنها ليست حقا مهمة, لم يقدم أغنية ليزيد عدد مستمعيه لقد قام بذلك ليذكر كلاريسا به كل ليلة.
وعلي ما يبدو أن نصف سكان فلادلفيا يتعمدون سماعه, كان يشعر أن تلك الأغنية هي الصلة الوحيدة له مع كلاريسا, وهو غير متأكد ان كانت تصغي اليه بعد أول مرة , فهي لم تتصل به في البيت أو المحطة, وبعد عدة أيام من الصمت اتصل بها لمنها لم ترد, ترك لها رسالة علي المجيب الآلي لكنها لم ترد اتصاله, وتصور كايل أنها لا تريد القيام بذلك وكل هذا لأنه قال لها أنه يحبها.
منذ أن التقي بها في المرة الأولي وهي ترفض أن ترقص معه,ترفض أن تخرج برفقته, ترفض حتي أن تراه, كان يعلم أنها عنيدة ومنذ البداية , عنيدة أم لا فهو يريد رؤيتها بالتأكيد, ويريد أن يكون معها ولو لم تكن عنيدة هكذا لكانت أدركت أنها تحبه أيضا,
كانت كلاريسا عنيدة صحيح لكنه يحترم قرارها, ففي النهاية هو واحد من عائلة هاريس وكل واحد منهم لديه عناد شديد وعلي ما يبدو عناده لا يقاوم, أمسك بالملف الذي تركه ويل وأخذ يقلب صفحاته حتي وصل الي موعد لقائه علي التلفزيون, نظر الي الخط الصغير ثم أغلق الملف وعاد لتحريك كتفيه ,لديه عرض عليه القيام به وامرأة يجب أن يقنعها بحبه وهناك الكثير ليحققه للقيام بذلك اذا أراد أن ينجح بالعملين معا.
راقبت كلاريسا وستيفاني من مقعدهما رجال الكاميرا وهم يتأكدون مما يفعلونه ,تأكدوا من صلاحية المذياع وتحدث المخرج مع أماندا مقدمة البرنامج وحتي الآن لم يكن هناك أي حضور ل كايل.
لم تقرر كلاريسا أن تخبر ابنتها عن دعوة كايل لحضور العرض في التلفزيون لكنها سمعت راين تتحدث عن ذلك وشعرت باحساس كثيرا كونها من المتفرجين, وببساطة لم تستطع أن تقول لا, فالعملية الجراحية ل ستيفاني تلوح في الأفق ورؤية كايل علي التلفزيون سيجعلها تتخلص من مخاوفها ولو لفترة.
صفقت ستيفاني مع الجميع عندما تم التعريف عن صاحب الصوت المثير هاريس ومنسق الأغاني الأول في فلادلفيا والرجل الذي ترغب كل النساء في الاستيقاظ علي صوته.
وصل كايل الي المسرح والتقطت الكاميرا شعره الأشقر وعينيه الزرقاوين وكتفيه العريضين ,نظر الي الكاميرا وكأنه يفعل ذلك طول عمره وكل ما استطاعت كلاريسا التفكير فيه كيف كان يبدو عندما قال لها أنه يحبها.
تمكنت أماندا من التعامل مع حماس الجمهور وسألت كايل الأسئلة المطلوبة ومرت خمس دقائق من برنامج الساعة الكاملة.
همست ستيفاني,"ألست سعيدة اننا أتينا ماما؟"
نظرت الي السعادة الواضحة علي وجه ابنتها ,ابتسمت كلاريسا وهي تهز رأسها ,لأول مرة منذ أيام تري عيني ابنتها تلمعان من السعادة ويبدو أنها نسيت أمر الجراحة وهي متوترة بسبب الأنوار المشرقة وكل ما يجري من أعمال وراء المسرح.
أصغت كلاريسا بينما كان يجيب عن سؤال ماكر عن حب حياته وعن المرأة المميزة التي يرسل لها الأغاني كل ليلة, ابتسامته الهادئة أظهرت بعض التوتر علي وجهه....فعلمت كلاريسا أن ستيفاني ليست الوحيدة المتوترة اليوم.
لقد قال لها أنه يحبها, وهي لا تريد أن تسبب له الأذي لكنه لم يقبل الرفض كجواب نهائي وهي لم تقابل يوما رجلا مثله عنيد جدا ومثير جدا ولطيف جدا.
خلال استراحة اعلانية في نصف البرنامج لاحظ كايل كلاريسا تأخذ ابنتها نحو غرفة الاستراحة, تبعها بنظراته عبر القاعة ,كان هناك عدد من الرجال ينظرون اليها ومع كل ما لديها من دقة في الملاحظة يشك كايل أنها كانت تعي النظرات من الاعجاب, هي ببساطة وبطريقة لا شعورية لا تعيرها أي اهتمام.
أخذ كوبا من الماء من أحد العمال وأخذ يراقب كلاريسا, بدون شك هي امرأة جميلة جدا, لكن بطريقة ما تمكنت كلاريسا من جعل شخصيتها قوية لدرجة أن جمالها أصبح ثانويا لديها.
تركت شعرها متدليا علي كتفها اليوم ,يلامس وجهها ويتموج علي ظهرها, كل ما فيها يتحدث عن النعومة والتميز ,بدلتها البنية ,ماكياجها, وحتي المجوهرات التي ترتديها والتي تتألف من ثلاثة خطوط من اللؤلؤ علي عنقها وخط واحد حول رسغها.
الاعلان عن انتهاء الاستراحة أتي في اللحظة التي انكشفت فيه من أمامه, جلس كايل براحة علي مقعد المسرح, وهو سعيد كيف مضي هذا الصباح.
بدأت الكاميرا تعمل ثانية ومرة ثانية وجد كايل نفسه يرد علي أسئلة أماندا بشأن امرأة حياته, نظر الي الجمهور ورأي كلاريسا وستيفاني تعودان الي مقعديهما.
رفع حاجبه ونظر الي أماندا بنظرة مشاكسة وقال" حسنا, هناك حقا امرأة مميزة في حياتي"
جواب كايل جمد حركة كلاريسا ,شعرت بالدماء تتدفق الي رأسها والشيء الثاني الذي علمته ,أن كايل يسير نحوها فجأة تبعته الكاميرا وهذا ما جعل كلاريسا تشعر وكأنها غزال وقف مكانه بسبب الأضواء المتسلطة عليه.
سأل كايل " هل تمانعين اذا جلست ستيف معي لعدة دقائق؟"
لابد أنها هزت رأسها موافقة لأن كايل وضع يديه حول خصر ستيفاني ورفعها بين ذراعيه القويتين وحملها الي المسرح. للحظة كانت تشعر بالرعب أن كايل سيعلن حبه لها علي التلفزيون لكنه أكثر تعقلا من ذلك.
شعرت بالراحة وبقيت مكانها تراقب من خلال المكان المحدد للمشاهدين, وضع كايل ستيفاني علي ركبته وكأنه حملها هكذا مئات المرات لكن كلاريسا لم يفتها ملاحظة يده التي أبقاها علي كتف ابنتها كي يحميها, تمتم وهو يبتسم" هذه هي المرأة المميزة التي كنت أخبرك عنها"
تأملت أماندا الضيفة الجديدة ونظرت ستيفاني الي الكاميرا وكأنها ولدت وهي تفعل ذلك وقالت بخجل" كايل أنت تبدو كنجم سينمائي"
هزت كلاريسا رأسها عندما حرك كايل رأسه بسبب المديح, نظر الي جهتها ولمعت عيناه كضوء القمر, أعاد انتباهه الي أسئلة أماندا لكنه مر وقت طويل قبل أن تعود أنفاس كلاريسا الي طبيعتها.
كانت تدرك تماما مدي قوته, وكذلك معظم النساء في فلادلفيا, من المؤكد أن صوته عميق ومثير,لكن ليست بدلته ولا صوته هما سبب خفقان قلبها, انها ابتسامته ونظرة عينيه ,انه الكلام الذي قاله والذي لم يقله, انها طريقته كيف بدا أمام الكاميرا وكيف نظر الي ستيف, حتي هي أصبحت تنادي ابنتها باسمها المصغر.
أخبرت ستيفاني أماندا عن أخو ايمي جو باركر وأن كايل ساعدها في صنع رجل الثلج, وبعد لحظات قالت بصوت منخفض" أريد أن أعود الي ماما الآن" وأمام ملايين المشاهدين أعطت كايل حضن وقبلة.
مع أن كلاريسا ليست من النساء اللاتي تبكين بسهولة لكنها وجدت من الصعوبة أن تري من خلال الدموع التي ترقرقت في عينيها, أخذت ابنتها الي مقعدها وهي تفكر أن لديها أجمل طفلة في العالم.
قالت أماندا الي الجمهور"أعلم أن عددا كبيرا من النساء يرغبن أن تري صاحب الصوت المثير كيف يبدو بدون قميص, والشكر يعود ال أخيه ,فقد حدث أنهما قدما لي شريطا مصورا, ضعه يا راندي"
ضحكت كلاريسا مثل كل المشاهدين عندما وضع الشريط الذي استغرق خمسة عشرة ثانية, قالت أماندا أن كايل بدون قميص وكانت علي حق لكن في الشريط كان كايل في العاشرة من عمره.
كانت لا تزال تضحك وهي تنظر الي شاشة العرض وللحظة النظرة التي في عيني كايل أبعدت الضحكة عن وجهها, كان يراقب الفيلم وأصبحت عيناه مظلمتين بسبب عاطفة قوية سيطرت عليه, تمكن من التخلص من تلك الأحاسيس بسرعة لكن كلاريسا وجدت نفسها تنظر الي الفيلم ثانية باحثة عن سبب لمعان الحزن في عينيه.
سألت أماندا" هل تريد أن تخبرنا من هؤلاء الشباب الأربعة المثيرين؟"
أجاب كايل" هذا أنا علي لوح الغطس" تساءلت كلاريسا ان كانت هي الوحيدة التي سمعت الحزن العميق في صوته وتابع" وهذان الاثنان الي يميني هما شقيقاي واللذان هما الآن في مشكلة كبيرة"
"والولد الآخر؟"
ساد لحظة من الصمت ,لحظة ثقيلة وتعجبت كلاريسا كيف لا يلاحظ أحد غيرها ذلك, قال" ابن عمي,جايسون"
غيرت أماندا الموضوع وعاد كايل الي طبيعته مجيبا علي الأسئلة بهدوء, كان كايل سيد في اخفاء مشاعره لكن كلاريسا تشك ان كانت تستطيع أن تنسي تلك النظرة في عينيه والتي رأتها وهو يراقب الفيلم, وهذا ما جعلها تفكر أنه لم يعش حياة مرحة مستهترة في النهاية
انتهت أخيرا الساعة الطويلة للبرنامج, فتنفس كايل بعمق وهو يشعر بتعب شديد, العمل في التلفزيون مرهق ومن الآن فصاعدا سيعمد علي البقاء في الاذاعة.
صفق الجمهور كثيرا وبالكاد سمع كايل ذلك, كل الذي كان يريده أن يجد كلاريسا وستيفاني والذهاب الي المنزل وقبل أن يتقدم قاطعه مديره.
قال ويل" كايل وكنت أتحدث مع السوق, الاقبال علي برنامج الصباح كان مذهلا وأعتقد أن صورتك طبعت في كل منزل في البلاد, كما وأن الفتاة الصغيرة مع القضبان المعدنية كانت مذهلة, واحد من المعلمين لدينا يريد أن يرسلها هي وأسرتها الي ديزني"
اعتبر كايل أن رد فعله البطيئة تعود لسبب أو اثنين, اما الارهاق أو ربما الصدمة التي شعر بها ورغبته في السيطرة علي أعصابه بعد رؤيته لذلك الفيلم, مما ترك رأس كايل يدوي كالرعد, كذلك اللم في معدته جعله يشعر بفقدان السيطرة علي نفسه, تقبل كايل تهنئة ويل وسلامه, أخيرا أبعد نفسه عن مديره وفي الوقت الذي وصل فيه الي المكان كان قد فقد كلاريسا و ستيف, فلم تكونا في أي مكان يستطيع ايجادهما فيه.
سأل حوله فأجابه أحد المصورين" لقد غادرتا للتو, كانت الفتاة الصغيرة مرهقة وأخذتها الأم الي البيت, المرأة جميلة جدا أليس كذلك؟ والطفلة تبدو تماما مثلها ,أمر مؤسف أنها معاقة, كان من الممكن أن تصبح غاية الجمال في يوم ما"
شد علي يديه حتي أصبحتا قبضتين وحدق بالرجل غاضبا والذي كان يشرب القهوة وكأنه لم يقل شيئا مهينا, احتاج لكل قوة ارادته ليتمكن من الاستدارة والمغادرة بينما كان يرغب أن يغير ملامح ذلك الرجل.
كان بامكانها أن تصبح غاية الحمال ,تلك الفتاة الصغيرة هي حقا جميلة, كما وأن لديها قوة شخصية وذكاء في اصبعها الصغير أكثر من جسم ذلك الرجل الأحمق كله.
وصل كايل الي منتصف الغرفة حين بدأ يهدأ ولأول مرة يفهم حقا نوع المصاعب التي واجهتها كل من كلاريسا وستيفاني في كل يوم طوال الخمس سنوات ,لا عجب أن العملية مهمة جدا ل كلاريسا ولا عجب أن ستيفاني خائفة جدا منها.
لم تذكر كلاريسا مخاوف ستيفاني مرة ثانية ولكن من الواضح أن ستيفاني لا تسهل أمر العملية علي أمها فالتوتر واضح في عيني كلاريسا.
كان كايل يعلم دائما أن عواطف كلاريسا عميقة جدا, لقد اعتقد أن بعض المرح والكثير من سحر هاريس قد يزيل كل تلك المخاوف, وحتي الأطباء قالوا لها كم هو مهم التفكير الايجابي لنجاح العملية والتمارين اللاحقة, تمني كايل لو أن هناك ما يستطيع القيام به ليساعدهما, لسوء الحظ شعر بأن سحره قليل جدا فالذي يحتاجانه أيام مليئة بالفرح والمرح.
عالم ديزني, ويل قال أن أحد المعلنين قدم لعائلة ستيفاني بطاقات للذهاب الي ديوني, أيام مليئة بالفرح وعالم ديزني متطابقان.
وسع كايل خطواته واقترب من مديره ,كانت الأفكار تتسارع في رأسه
"ويل, بشأن تلك البطاقات الي عالم ديزني ,هل تعتقد أنه بامكانك الحصول عليها لنقل في ...غضون ساعات؟"
كان علي كايل أن يتحمل بضع التعليقات السمجة من ويل ونقاش طويل عمن هو المدير هنا لكن بعد مرور ساعتين...وليم جيمس ماكنزي وضع مغلفا بين يدي كايل الممدوتين.
قام كايل هاريس تماما بما أمر به الطبيب.
كانت تشعر بدوار في رأسها ,مدت كلاريسا يدها لتحضر كوبا آخر وأمسكت بابريق العصير . مر السيد أبرناتي في وقت سابق, واتصلت راين لتسأل ستيفاني كيف تشعر الآن كونها أصبحت نجمة, ولا أحد منهما جعلها تشعر بدوار مثلما فعل كايل, كان قد وصل الي منزلها منذ بضع دقائق , وسيم جدا في بدلته السوداء مما جعل أنفاسها تحبس في حلقها, وفي لحظة بدا مرتاحا جدا في غرفة الجلوس, بينما كانت تحاول جاهدة أن تفكر بمنطق . سكبت العصير فوق الثلج في كوبين وسارت بهدوء عبر الباب.
توقفت ما أن أصبحت في غرفة الجلوس حيث كان كايل يقلب اسطوانات الأغاني بانزعاج واضح وبدلا من أن يضع أغنية ما ,أدار جهاز الراديو وأخيرا وقف مستقيما بينما سمع صوت أغنية قديمة. فالتقت عيونهما.
ابتسم لها وقال" أتعلمين ما هو سبب أهمية تلك الأغاني القديمة؟"
"ماذا؟"
"ليس عليك أن تفكري, كل ما عليك القيام به هو الاحساس"
كان قد عمل حتي وقت متأخر وقد أتي مباشرة من المحطة, كان شعره أشعث ومع أنه كلن لا يزال يرتدي بدلته الا أنه بدا متعبا وأكثر تعبا مما قد رأته سابقا.
"أنت حتي لا تفكري باقتراحي ,أليس كذلك؟"
وبينما كانت الموسيقي الحالمة تنتشر في الغرفة بهدوء, حاولت كلاريسا التفكير بطريقة لتتمكن من رفض دعوته بلطف" انها فكرة رائعة, كايل ,لكنني لا أستطيع"
لقد رفضت عرضه للعطلة الصغيرة الي عالم ديزني.
توقعت أن يجادلها بالأمر علي الأقل توقعت أن يذكرها أنها أخبرته أن أفلامها المفضلة هي من أعمال ديزني, والذهاب هناك سيكون مغامرة للتعرف علي شخصيات ديزني , وكالعادة فعل عكس ما توقعت, لم يجادلها ولم يحاول التحدث عن الرحلة.
بقي هادئا ومع أنه لم يكن غاضبا, فلقد كانت متأكدة أن ابتسامته لم تصل الي عينيه منذ أن أخبرته أن لديها زفاف تعمل علي اتمامه ولا تستطيع السفر الي فلوريدا بدون سابق انذار.
كانت قد خلعت حذائها عندما وضعت ستيفاني في الفراش ولكنها كانت مازالت ترتدي البدلة التي ارتدتها طوال النهار, هي أيضا كانت تشعر بالارهاق في كل عضلة في جسمها.
وضعت الكوبين علي الطاولة الصغيرة ,قرب بطاقات السفر التي أحضرها كايل وسارت مقتربة منه" أنت حقا لطيف جدا"
"رائع, لطيف هي الطريقة الأمثل التي أرغب في أن تصفيني بها"
ابتسمت كلاريسا من تعابير وجهه" أنت تعلم ما أقصد"
وضع يده علي كتفها وشدها اليه ببطء" لما لا تخبريني ماذا تقصدين؟"
لم تستطع أن تنسي كيف حمل ستيفاني خلال عرض التلفزيون, ولم تنس كيف بدا عندما أخبرتها أنها لا تستطيع الذهاب معه الي ديزني.
"لابد أنك مرهق جدا بعد كل هذا النهار الطويل"
خلع كايل الجاكيت وجلس براحة علي الصوفا, أخفضت كلاريسا صوت الموسيقي وشغلت الفيديو,وقالت" لقد سجل السيد أبرناتي العرض اليوم, ولقد راقبت ستيفاني نفسها عشرات المرات"
قبل ذهابها للنوم أوقفت ستيفاني الشريط في منتصفه, ومن هناك عمدت كلاريسا علي البدء به, لم تجلس علي الكرسي المقابل لكايل, بل جلست علي الصوفا علي بعد خطوات منه وابتسمت كيف أجاب علي أسئلة أماندا.
قالت" لقد تمكنت من السيطرة علي الجمهور بقوة"
صمتا معا عندما وصلت الكاميرا اليها وتذكرت كم كانت قلقة أن يضعها كايل في موقف محرج وأمام كل هؤلاء الناس, لكنه لم يفعل, والآن تدرك أنها أساءت تقديره.
تمكنت الكاميرا من تصوير ستيفاني بصورة رائعة, ووجدت كلاريسا نفسها تضحك بصوت عالي علي طريقة ابنتها بالتحدث الي الجمهور , أخيرا كايل من تحدث" انها حقا فتاة ذكية, حتي تاي لاحظ ذلك هذا النهار"
لم تعطي كلاريسا انتباهها ل كايل لكنها استمرت بمتابعة الشريط الذي يظهر كايل واخوته وابن عمهم يسبحون, وقبل أن ينتهي الشريط أخذ كايل الريموت من يدها وأوقف الفيديو.
مد ساقيه وحرك عنقه وقال" لقد رأيت ما فيه الكفاية, ماذا عنك؟"
بحثت كلاريسا في وجهه لتري أي نوعا من السخرية ,لكنها لم تجد شيئا من ذلك, كان جادا جدا, لم يكن هناك أي مكان للابتسام ولا حتي في عينيه ,لم يكن هذا كايل أبدا.
لقد تعرفت عليه لأقل من شهرين لكنها تتذكر مناسبات قليلة عندما يكون جادا عندما يلوح أمامه ذكري لا يستطيع نسيانها. وبذات الصوت الذي تستعمله مع ستيفاني عندما تكون حزينة سألته" ماذا حدث ل جايسون, كايل؟"
أبعد نظراته عنها الي مكان ما في الفراغ, أو أنه عاد الي الماضي, لم تكن كلاريسا متأكدة ولوقت طويل لم يجب وعندما فعل أخيرا كان صوته هادئا جدا مما جعلها تشعر بالتوتر وهي تسمعه يقول" لقد مات"
لعدة لحظات كانت الموسيقي الخافتة هي الصوت الوحيد في الغرفة, خائفة أن أي حركة قد تبعده عن أفكاره الخاصة, جلست صامتة منتظرة منه أن يكمل
في مخيلته كان لا يزال كايل يستطيع رؤية النمش علي أنف جايسون هاريس وابتسامته ذات الأسنان الكبيرة, ولا يزال يسمع ضحكته العالية, مازال يسمع صوت لوح الغطس وكيف ارتطم رأس جايسون باللوح الخشبي, وكيف انتشر الدم عندما سقط جسمه بالماء.
شعر كايل وكأنه يتجمد من جديد, وكأنه لا يزال يستطيع رؤية الدماء تنتشر بكل مكان وكأنه لا يزال يشعر بجسم جايسون ينزلق من بين يديه, والأهم من كل ذلك مازال يشعر بالرعب في حلقه والخوف الثقيل الذي جمده علي جانب الحوض.
نهاية الفصل الثامن ......
أنت تقرأ
الفارس الاعزب منقوله من منتدى رواياتي روايات عبير دار النحاس
Romanceالمقدمة صرخ كايل" أنا من سيمسك بذلك الرباط, تراجعوا" بدأ الحشد بالعد من رقم عشرة ونزولا, عند الرقم ثمانية , نظر كايل الي منافسيه ليدرس قدراتهم. عند الرقم خمسة, وضع يديه علي ركبتيه. عند الرقم اثنين, تخيل نفسه يضع الرباط علي ساق كلاريسا كوهاغن المتناس...