الفصل السادس
أبعد كايل الحليب ونظر الي نوع العصير قرب الأجبان داخل براد ميتش وصرخ بأخيه"عصير تفاح! لقد كنت تكره عصير التفاح"
أمسك كايل باثنين من عصير الليمون وقدم واحدة لأخيه وفتح غطاء زجاجته, شرب ميتش قليلا من العصير وقال"راين وجدي يحبان عصير التفاح وعلي أن أعترف انه ليس بسيئ"
قال كايل بعد أن شرب وارتوي من العصير" ربما تناولك الطعام الجيد هو السبب أنك ربحت اثنين من المباريات الثلاثة التي لعبناها قبل قليل"
ضاقت عينا ميتش وهز رأسه ببطء وقال"لا, لقد ربحت في مباراة كرة السلة لأن أفكارك لم تكن في اللعبة, ما الأمر كايل؟"
لم يجب كايل أخيه , وبعد أن تبع ميتش عبر الدرج الي غرفة الجلوس الأنيقة قال" ما الذي يجعلك تعتقد أن هناك شيء ما؟"
رمي وسادة علي الأرض وجلس عليها ونظر حوله في الغرفة
"لأنني أعرفك ,أنت لم تكن علي طبيعتك بعد عودتنا, كما وأنك لست كما أنت ونحن نلعب كرة السلة الليلة كذلك, مر تايلور منذ عدة أيام وأخبرني عن رهانكما الأخير المتعلق بامرأة يائسة, أنت تعلم أن الأمر غير مهم اطلاقا من يربح جائزة أبي للبولينغ, علي الأقل ليس الآن, الجائزة هو حب امرأة رائعة " توقف قليلا عن الكلم وأضاف" هل تقابل فتاة ما؟"
أخيرا نظر كايل الي أخيه" نعم ولا"
"ما الأمر؟ هل هي متزوجة؟"
سمع هتاف من علي التلفاز ولكنه لم ينظر ليري من أحرز نقطة, قال" الأمر أسوأ من ذلك, هي تريد أن نكون صديقين"
ضحك ميتش بصوت عالي "وان كنت تذكر منذ خمسة أشهر لم تكن راين ترغب بأكثر من مغامرة , وانظر كيف تحولت الأمور بيننا, اذا كانت تلك المرأة تريد أن تكونا صديقين فابدأ من هناك, من يعلم الي أين ستصل الأمور"
"أنت تعتقد أنني مازلت أحظي بفرصة معها؟"
"لا أعلم فأنت لم تخبرني اسمها ولكن ما الذي ستخسره؟"
فتح الباب في الدور الأرضي وسمع صوت راين وجوي معا وقالت راين" ها قد عدنا الي المنزل"
ردد جوي الذي بالكاد يبلغ عمره ثلاث سنوات" عدنا الي المنزل" ثم سمع صوت خطواته علي الدرج وبعد لحظات كان جوي يجري نحو أبيه وهو يبتسم ابتسامة كبيرة ولم تكن راين بعيدة عنه.
وجد كايل نفسه يتمني لو أن ستيفاني تستطيع صعود الدرج بسهولة مثل جوي, وأكثر من أي شيء آخر, تمني أن تنظر كلاريسا الي عينيه كما تنظر راين الي عيني ميتش.
نبدأ كصديقين؟
صديقان هو أبعد ما يريده كايل لهما, فهو كالمراهق ومنذ أسابيع وهو يحلم بها لكن, لما لا؟ كلاريسا كوهاغن تجعله يفكر وتجعله فضولي وبشوق دائم بالكاد يري الأمور علي حقيقتها, المشكلة أنها ليست مستعدة لاقامة أي علاقة الآن تماما كما كانت عندما التقي بها, شيء يمنعها وكان كايل يخشي أن يكون ذلك الشيء الثقة.
تري كيف يمكن لرجل أن يربح ثقة امرأة مميزة جدا؟ ربما ميتش علي حق, ربما الصداقة هي أفضل ما يمكن البدء به.
*****************
بصورة أوتوماتيكية نظرت كلاريسا الي ساعتها عندما رن جرس الهاتف, انها العاشرة ليلا و ستيفاني في السرير منذ ساعتين ولم تكن كلاريسا تتوقع أي اتصال لذلك من المحتمل انه كايل واذا تعلمت شيئا عن كايل هاريس طوال الأسابيع القليلة الماضية, فانه من النادر أن يفعل ما تتوقعه.
"هذا صديقك عازف الموسيقي يتصل باحدي أفضل مستمعاته لالقاء التحية عليها"
سألته وهي تبتسم" ما الذي يجعلك تعتقد أنني أصغي لمحطتك؟"
"ها أنت تؤذينني"
وجدت كلاريسا نفسها تضحك" لا, لم تصم بأذي ومن أجل وضع الأمور في نصابها , ستيفاني تضع محطتك في راديو السيارة وترفض أن تسمع لأي محطة أخري"
"طفلة ذكية"
لم تر كلاريسا كايل منذ أن ساعدها هي وستيفاني في صنع رجل الثلج منذ أربعة أيام, لكن هذه هي المرة الثانية التي يتصل فيها. في المرة الأولي ,مثل الليلة, وجدت نفسها تضحك وهو يخبرها بقصص عن مغامرات الاخوة هاريس, كما يقول.
في المرة السابقة, ومثل الليلة, شعرت براحة وهي تستمع الي الحديث الطويل مع كايل وصوت موسيقي خافتة تمر عبر الهاتف, فالموسيقي هي جزء من صوته العميق والذي لا يقاوم, أخبرته عن الأب الكريم للعروس الذي تحدثت معه ذلك الصباح وأخبرها عن مدير الاذاعة الذي يرتدي بدلة بثلاث قطع وفي الوقت الذي انتهي فيه كايل من تقليد صوت مديره , كانت كلاريسا تمسك بأضلاعها من شدة الألم
"آه كايل, توقف , انني أضحك بشدة لدرجة أنني أبكي وأنا لا أبكي أبدا"
توقف عن الكلام للحظة وقال" مطلقا ريسا؟ حتي وعندما كنت طفلة؟"
قالت" كل الأطفال يبكون"
"وما الذي جعلك تبكين ريسا؟ أقصد عندما كنت طفلة؟"
فكرت بسؤاله وتذكرت كل تلك الأوقات التي بكت فيها عندما كانت صغيرة ,لم تخطط كلاريسا لتخبر كايل عن طفولتها لكن كان هناك شيء ما في صوته يدعوها لذلك, نظرت الي ضوء القمر من خلال النافذة وبدأت" كنت في السادسة من عمري عندما رحل والدي, عاد مرة وليس ليقول وداعا لي ولأمي, ولكن ليأخذ أغراضه, فقط هكذا ونسي بأمرنا تماما"
"لا أعتقد أن هذا ممكنا, يمكنني القول أنه لا يمكن نسيانك أبدا"
خففت كلماته من حدة الألم في صدرها فابتسمت وقالت" أعلم لماذا أنت مشهور جدا, فذلك الصوت الناعم بامكانه أن يؤثر علي نمر غاضب"
"أفضل أن يؤثر عليه"
هناك انجذاب قوي بينهما ينشأ وحتي عبر أسلاك الهاتف, لو أن الأمور مختلفة, لو أن هجران والدها لم يترك كل ذلك الغضب وعدم الايمان بالرجال ولو لم يعمل جوناثان علي انهاء ذلك الايمان كليا منذ خمس سنوات لكانت استسلمت لذلك الانجذاب قالت" لحسن حظي أعلم الكثير كي لا أتأثر بأي تأثير للرجال"
لم يعلم كايل ما الذي يدور في فكرها, ذكر هجران والدها بدل لهجة صوتها ,لا تثق بأحد لتقترب وهو يريدها أن تقترب منه... أن تقترب كثيرا
وما أن تشعب الحديث الي مواضيع أخري, بدأ كايل يفهم أشياء قليلة عن كلاريسا كوهاغن. بالطبع هو يسمع حبا كبيرا عندما تتحدث عن ستيفاني لكنه يسمع ذلك الصوت أيضا عندما تتحدث عن راين وجوي و ميتش, أو عن أمها, والجيران حتي عن بعض الزبائن, فهي تهتم كثيرا وبعمق لأصدقائها وعائلتها, لكن ليس لديها رجل في حياتها ومنذ وقت طويل.
هي لا تكره الرجال لكن بطريقة ما فقدت الايمان بالرجل, وكايل هو الرجل المناسب ليعيد لها ذلك الايمان.
سمعها تتثاءب وتخيل أنها تجلس في منزلها ...مرتاحة وجاهزة للنوم, تلك كانت الصورة التي رافقته بعد أن ودعها وأنهي الاتصال وبقيت معه وهو يدخل الي غرفة الحمام ليستحم.
كلاريسا تبتعد عن أي علاقة مع أي رجل, هذا ما قالته, لكنها لا تبتعد عنه, آه..ربما تقول لنفسها أن كل ما تريده منه هو الصداقة, لكن كايل يعلم ما الذي تريده....هو.
قليل من المرح والكثير من سحر هاريس.
وقف تحت الماء وهو يفكر بأول مرة رآها فيها في زفاف ميتش و راين وفكر في أول مرة لمسها وكيف بدت في تلك الليلة عندما قالت له أنها لا ترقص, فكر كيف ضحكت الليلة, وكيف صوتها الأجش يحرك أعماقه
**************
كانت سيارة كايل في الموقف عندما وصلت كلاريسا وستيفاني الي الطريق الفرعية في اليوم التالي, وفي الوقت الذي ساعدت فيه كلاريسا ابنتها لتخرج من السيارة كان كايل يسير علي الرصيف وهو يحمل بين يديه كيسا من المشتريات بين ذراعيه.
سألت كلاريسا" ما كل هذا؟" بعد أن لمس كايل أنف ستيفاني بمرح وسألها عن الرسومات التي صممتها في المدرسة.
قال وهو ينظر الي الكيس" هذا عشاء"
قالت وهي تبتسم" فهمت, لكن ما الذي يفعله هنا؟"
وضع يده فوق قلبه وتظاهر أنه أصيب بجرح هناك" فكرت في أن أحضر العشاء لأصدقائي"
تبعهما الي البيت وقال" انها حقا غلطة تاي, اتصل بي في العمل اليوم ليذكرني بالرهان القائم بيننا وقال لي للمرة الألف أن المكان المناسب للقاء النساء الجميلات هو المحلات الكبري"
وضع كيس المشتريات علي طاولة المطبخ فوجدت كلاريسا نفسها تنظر الي عينيه قالت" وهل حالفك الحظ؟"
غمز بعينيه وقال" لا, لكنني أحضرت كمية كبيرة من صلصة المعكرونة"
أشرقت ستيفاني "مم, معكرونة, لنسرع ماما لأنني جائعة جدا"
قالت كلاريسا لابنتها" حسنا عزيزتي" وسألت كايل" اذا أنت وشقيقك مازلتم تراهنون علي تلك الجائزة القديمة؟"
من دون أن يبعد نظره عن محتويات الكيس قال"لا, قلت ل تاي أن وقت الرهان مضي, أعتقد أنه حان الوقت لتقاعد هذه الجائزة الي الأبد"
شعرت كلاريسا أن شيئا ما تحرك داخل صدرها, شيء تستطيع تسميته بالأمل ولم تشعر به منذ وقت طويل, هذه الليلة...لم تعاين الشعور كثيرا هي لا تريد أن تفسد مزاجها السعيد.
مرة ثانية حضرت ستيفاني الطاولة, ومرة ثانية حافظت علي مجري الحديث.
قالت" تقول ايمي جو باركر أن والدها يطهو بطريقة جيدة جدا, هل تعلم أنهم دعوا الطفل الجديد كريستوفر؟"
وقبل أن تقول كلاريسا أنها سمعت بذلك عشرات المرات, نظرت ستيفاني الي كايل وقالت" هل تعتقد أن عليهم تسميته كريستوفر؟"
كايل, الذي كان علي وشك تذوق صلصة المعكرونة, لعق شفتيه وقال" هذا اسم طويل ومزعج لطفل صغير ,أنا أفضل أن أناديه كريس"
"هذا ما قاله السيد أبرناتي, هل تعتقد أنه يحب المعكرونة؟"
أجاب كايل" أعتقد أن كل شخص يحب المعكرونة"
"السيد أبرناتي سيغادر المنطقة"
"سيفعل ماذا؟" ونظرت كلاريسا الي ابنتها
"سيرحل في غضون عدة أسابيع"
همست كلاريسا" آسفة لسماعي ذلك عزيزتي, أعلم كم هو صديق عزيز بالنسبة اليك"
قالت ستيفاني" نعم ولكنه سيستمر برؤيتي كما وأنني سأراسله "
دهشت كلاريسا كيف تمكنت ابنتها من التعامل مع الأخبار الجديدة. اعتقدت أن عيني ابنتها ستمتلآن بالدموع وبدلا من ذلك ها هي تتقبل رحيله كأمر واقعي في الحياة.
كانت كلاريسا تشعر بالقلق علي ابنتها كي لا تتعلق ب كايل أيضا, ربما ابنتها ليست شديدة الحساسية كما هي تعتقد وربما ابنتها الصغيرة تستطيع التكيف مع الأصدقاء أكثر منها.
بعد مرور عدة دقائق أخرج كايل الأم وابنتها من المطبخ, فذهبت كلاريسا لمساعدة ابنتها بتبديل ملابسها الأنيقة بثياب أكثر راحة, رائحة شيء ما يحترق جعلت كلاريسا تركض الي المطبخ بعد مضي وقت قصير.
كان كايل يقف قرب الفرن ويضع منشفة مطبخ علي كتفه ويحمل بيده المغطاة بقفاز سميك مقلاة ملئ بالخبز الأسود المحروق.
قال" أعتقد أن فرنك شديد الحرارة"
أخذت المنشفة من علي كتفه وحملت الصينية الحارة, وضعتها علي الفرن وأطفأته. للحظة كانت تقف قرب كايل والكتف للكتف, حدقت بالدخان الأسود المنتشر في المطبخ.
"أتعتقدين أن والد ايمي جو باركر يحرق العشاء أيضا؟"
كلماته جذبت نظراتها ونظرة المرح في عينيه دفعتها لتضحك, وهذا ما فعله هو أيضا, وجدت كلاريسا نفسها قربه وقد وضع ذراعيه حولها, كانت رائحته قليلا من الخبز المحروق ومن رائحة نسيم الشتاء, ولا شيء يشبه أحدا من أصدقائها.
كان يراقبها فرأت كلاريسا الضحكة التي تشاركا بها منذ قليل مازالت تلمع في عينيه لكنها رأت شيئا آخر أيضا, نعومة أذهلتها.
انحني وعانقها بنعومة, عاد كايل للعمل علي صلصة المعكرونة وكأن معانقتها أمر طبيعي جدا في حياته, قال" لدي عمة تأكل التوست المحروق كل صباح ولكنني أخشي أن هذا الخبز محروق جدا حتي العمة ميلي لا تستطيع أكله"
سمعت وقع عكازين ستيفاني في غرفة الجلوس فتراجعت كلاريسا قليلا الي الوراء وهي لا تزال تبتسم, هزت رأسها وعملت علي مساعدة كايل علي اعداد العشاء, وتساءلت ما الذي كان يضحكها في هذه الدنيا قبل أن تقابل كايل هاريس.
**********
"خالتي راين, ما هو الأخ بالزواج؟" سألت ستيفاني لحظة دخول راين واغلاقها الباب ورائها.
بدت راين مشرقة بسبب رحلتها الي الباهاماس في شهر العسل, ضحكت وهي تنزع الثلج عن معطفها وحذائها قرب الباب وقالت" الأخ بالزواج هو اما أخ زوجك أو زوج أختك"
كانت كلاريسا تحاول أن تنزع معطف ستيفاني من علي ذراعها وتدفعها للداخل قبل أن تتمكن من أن تسأل سؤالا آخر, وتمنت أيضا لو أن ستيفاني تتعاون معها بدلا من مراقبة راين بكل حركة تقوم بها
سألت راين "لماذا؟ هل تخططين للزواج في وقت قريب؟"
ضحكت الطفلة ووضعت يدها فوق فمها وقالت" لا هذا كلام سخيف, فأنا مازلت طفلة ,من المحتمل أنني لن أتزوج حتي أصبح عجوزا...ربما عندما أصبح في السادسة عشر"
صححت كلاريسا لها" علي الأقل في الخامسة والعشرين"
سألت ستيفاني" كم كان عمرك عندما تزوجت خالتي راين؟"
"في التاسعة والعشرين"
"وكم هو عمر أخيك بالزواج؟"
"أخي بالزواج؟"
"أنت تعرفينه,كايل"
"وكيف تعرفت علي كايل؟" لم تكن راين تنظر الي الطفلة وأدركت كلاريسا أن ما جعل صديقتها مساعدة رائعة هو أنها تهتم كثيرا بكل شيء.
قالت ستيفاني" لقد طلبته لي في العيد"
حاولت كلاريسا ايضاح هذا الأمر ونهائيا" طلبت ستيفاني الحصول علي والد في العيد, وصادف أن كايل أتي الي زيارتنا ولقد شرحت لها أننا لا نتلقي أباء علي العيد كهدايا...."
قاطعتها الطفلة" ولكن السيد أبرناتي قال ...."
" قولي لخالتك راين الي اللقاء, ستيفاني"
قالت الطفلة" الي اللقاء خالتي راين"
تبعتهما ضحكة صديقتها عبر القاعة, وبقيت في ذاكرة كلاريسا بينما كانت توصل ابنتها الي المدرسة الابتدائية علي بعد عدة مباني فقط.
كانت راين سعيدة جدا لتدرك أنها لن تكون بهذه السعادة دائما وبدون أدني شك ستخبر ميتش وهو بدوره سيسأل كايل عن الأمر, أبعدت كلاريسا ما يتعلق ب كايل هاريس من مخيلتها وركزت علي برنامج عملها الأسبوعي بعد أن أنزلت ابنتها في المدرسة عادت الي منزلها حيث عملت هي و راين علي قائمة الزبائن وقد تأكدتا من الطلبات التي يجب العمل عليها ومن العناوين وقبل أن تنطلق كل واحدة الي عملها, كان علي راين أن تقابل متعهدة الزهور أما كلاريسا فستقابل العروس وأمها في متجر فاخر ملئ بمشتريات الزفاف في فلادلفيا, وعلي بعد مسافة نصف ساعة في السيارة.
بعد مرور عدة ساعات ,جذب صوت راين انتباه كلاريسا وكان ذلك بعد الغداء , كانت كلاريسا و راين يعملان في مكتب الزفاف والحفلات في صمت كامل لفترة تزيد عن الساعة, ببطء ركزت كلاريسا نظرها علي راين بعد أن أنهت الاتصال الهاتفي
قالت" آسفة, راين ماذا كنت تقولين؟"
"لا يهم ما الذي كنت أقوله, فلقد كنت بعيدة جدا عن هنا, قولي لي كلاريسا, ما رأيك به؟"
"من؟"
"كايل, أو علي الأقل أفترض أن كايل هو من جعلك تحدقين بالفراغ, هؤلاء الرجال من عائلة هاريس لديهم هذا التأثير علي النساء"
"حقا راين, لأن واحدا من عائلة هاريس قد سيطر عليك, فهذا لا يعني ـن كل النساء يتأثرون بسحرهم"
"اذا أنت تعتقدين أن كايل ساحر؟"
مجرد التفكير ب كايل جعل كلاريسا تشعر بأحاسيس مختلفة , قالت" لا تبدأي أنت أيضا, فمن المؤسف أن ستيفاني تذكر اسمه عشرات المرات في اليوم"
"هل حقا طلبته كهدية في العيد؟" وكالعادة كانت راين ترافق كلماتها مع ابتسامة, لكنها لم تستطع أن تخفي مدي اهتمامها في عينيها السوداوين
صححت كلاريسا لها" لقد طلبت والدا"
"لكن ستيفاني حصلت عليه؟"
"نعم لقد ساعدنا في صنع رجل الثلج في أوائل هذا الأسبوع والبارحة حرق لنا العشاء"
"هذا هو كايل" قالت راين وهي تبتسم" كلاريسا, هذا رائع, أنا سعيدة جدا أنك أخيرا تقابلين أحدا ولكن لماذا كنت تبقين الأمر سرا؟"
حاولت كلاريسا وبقوة أن تبقي صوتها هادئا"أنا لا أبقي الأمر سرا, وأنا لا أتواعد مع كايل, نحن مجرد صديقين"
"صديقان! صاحب الصوت المثير هاريس هو مجرد صديق لامرأة جذابة؟"
لم تزعج كلاريسا نفسها بالاجابة
فقالت راين" أشياء غريبة قد حدثت, أخبريني كلاريسا, كيف هو مع ستيفاني؟"
فكرت كلاريسا كيف أن ابنتها لفت ذراعيها حول عنق كايل عندما كانوا يصنعون رجل الثلج, وكيف لمعت عينا ستيفاني عندما سمعت صوته عبر الاذاعة
"ليس سيئ ,لماذا؟"
"حقا؟ الأمر أنه ينزعج ويصعب عليه التعامل مع جوي, ويقول ميتش أنه دائما يرتبك مع الأطفال, لكن ان كنت تقابلينه وهو أيضا جيد مع ستيفاني فربما هو تغير"
"أنا لا أقابله! اسمعي راين, قابلته في زفافك, أتذكرين؟ هو من التقط ربطة الجورب, وأنا التقطت الباقة, وبعد ذلك التقينا في زفاف آخر, وكان هو مسئولا عن الموسيقي في ليلة العيد, وتعطلت سيارتي وأوصلني الي المنزل, كان الأمر مجرد صدفة, لكننا الآن صديقان وأنا لا أخطط لتصبح الأمور أكثر بيننا"
أجابت راين" أمر مؤسف, فقد تكونين المرأة المناسبة"
*********
جلس كايل في غرفته المظلمة وهو يشعر أنه يتقدم في علاقته مع كلاريسا, لفترة كانت ترغب بوجوده وتكاد تسأله عن حياته ومن المؤكد أنه لا يعرف ما الذي ستقوله بعد, ولا يعرف مطلقا أين يقف في حياتها, لكنه يعرف وبدون شك أنه يريد أن يكون أكثر من مجرد صديق, وبدأ يفكر أن كلاريسا تريد ذات الشيء ,لكنها لا تعرف بعد.
أبعد قطعة القماش السوداء عن عينيه ليري ضوء القمر وتمني لو أن كلاريسا قربه, لم يكن الصبر جزء من شخصية كايل هاريس, لكنه يتعلم و كلاريسا معلمة جيدة, علم كايل أنه يعلمها أمر أو أكثر أيضا, يعلمها أن تضحك, ويعلمها أن تستمتع بحياتها
, لقد جعلت حياته تنقلب رأسا علي عقب في الفترة التي يكون بها قربها, وذلك عندما علم أنها تخطط لحفلات الزفاف وهي تعيش من جراء ذلك العمل ولكنها لا تؤمن بمؤسسة الزواج والعيش بسعادة حتي آخر العمر.
الآن أصبح أكثر هدوء, كل الذي عليه القيام به هو أن يجد طريقة ليبرهن لها أنها مخطئة بما تفكر به عن الزواج, ومخطئة بما تفكر به عن الرجال بشكل عام, وخصوصا هو, كل الذي عليه القيام به أن يبرهن لها كل ذلك باسم الصداقة
لمعت في فكره خطة أو أكثر, هذا صحيح.
لدي هاريس خطة واحدة
نهاية الفصل السادس... مرحبا احبابي اسفه على التأخير بس كان النت فاصل راح اعوضكم ان شاء الله🌹🌹🌹
أنت تقرأ
الفارس الاعزب منقوله من منتدى رواياتي روايات عبير دار النحاس
Romanceالمقدمة صرخ كايل" أنا من سيمسك بذلك الرباط, تراجعوا" بدأ الحشد بالعد من رقم عشرة ونزولا, عند الرقم ثمانية , نظر كايل الي منافسيه ليدرس قدراتهم. عند الرقم خمسة, وضع يديه علي ركبتيه. عند الرقم اثنين, تخيل نفسه يضع الرباط علي ساق كلاريسا كوهاغن المتناس...