الفصل العاشر
يكره كايل المستشفيات, يكره رائحتها, وأكثر من كل شيء يكره أن حقيقة أن صديقه المفضل قد توفي في المستشفي منذ أكثر من عشرين عاما وها هو يخسر كلاريسا في هذا اليوم.
خرجت من ذهولها وعرفته علي جوناثان كوهاغن, ساد صمت متوتر وبعد ذلك نظر الرجلان كل واحد منهما الي الآخر وجري حديث مقتضب بين كلاريسا وجوناثان.
أخبرها جوناثان أنه رآها وستيفاني في برنامج صباح الخير فيلادلفيا, وتابع شارحا أنه أنهي عمله في كاليفورنيا ليتمكن من الطيران الي هنا. لدي الرجل شخصية قوية وكان كايل راغبا في أن يكرهه لكن كان هناك شيء ما في عيني جوناثان كوهاغن وفي شخصيته, شيء من الصدق والنزاهة جعلت كايل غير قادر علي كرهه ولا يهم مهما حاول ,من الواضح أن كلاريسا أيضا لا تستطيع.
نظر كايل الي وجهها, كانت تصغي باهتمام شديد الي جوناثان ولكن تعابير وجهها غير مقروءة ,كانت قد أغلقت نفسها أمام كل انسان.
بعد مرور دقائق متوترة ,سأل جوناثان عن مكان القهوة ,فكر كايل القلق كان مسيطرا بحضور جوناثان والآن بعد مغادرته أصبح حادا وكأنه يجرح.
كان كايل أول من تحدث" أنت ستقولين له أن يرحل بعيدا؟" لسوء الحظ تحمل الأمر ...فصبره قليل وقد انتهي, كان خائفا أن تنهار كلاريسا وبدلا من أن تنهار وقفت باستقامة وقالت" انه حر في الذهاب ساعة ما يشاء, وكذلك أنت"
"هكذا اذا؟"
"نعم, كنت دائما أفكر بجوناثان وأن هناك شيء ما فيه يذكرني بأبي والآن أعلم ما هذا الشيء , أنتم جميعا من النوع العازب الذي يعيش علي هواه"
شعر كايل وكأن الدماء تغلي في عروقه, كان صوتها منخفضا ولكنه شعر وكأن صوته يخرج من فمه كالصراخ" لقد قمت بكل ما أستطيع القيام به لأبرهن لك أنني لست كوالدك أو كزوجك السابق , لكنك وضعتني في ذات القائمة معهما منذ اللحظة الأولي ولقد سئمت من البقاء هناك"
"لقد كنت صادقة معك من البداية," لم يرتفع صوتها ووجد كايل نفسه عاجزا عن الكلام وعندما وجد صوته بالكاد عرفه هو نفسه وهو يقول" اذا أنت ستتركين جوناثان يعود ثانية الي حياتك؟"
"لا, انه والد ستيفاني واذا أراد أن يكون في حياتها فانه يستطيع ذلك, لكن رؤيته تذكرني بالألم الذي عانيته عندما رحل وكذلك تذكرني كم هو أفضل لي أن أبقي بمفردي"
أراد كايل أن يمسك بكتفيها ويهزها, أراد أن يضمها اليه حتي آخر العمر, لكن صوتا قرب الباب شد انتباههما, دخل جوناثان الي الغرفة وكان الجراح ورائه.
همست كلاريسا" كيف هي؟" وهي تسرع الي الطبيب
ابتسم الجراح الأبيض الشعر ابتسامة متعبة وقال" انها بألف خير مع ان الوقت مازال باكرا لكن أستطيع القول أن الجراحة تمت بنجاح كامل, وكذلك في عضلات الساق اليمني, انها صغيرة وقوية ومع العلاج الفيزيائي ,أعتقد أنها ستتمكن من السير ومن يعلم , يوما ما ربما تستطيع أن تكون بطلة الركض"
أسرع كايل الي أول الغرفة جاهزا ليأخذ كلاريسا بين ذراعيه لكن جوناثان سبقه الي ذلك, رفعها عن الأرض وهي تصرخ من الفرح.
رؤية المرأة التي يحبها بين ذراعي رجل آخر جمد كايل في مكانه , شعر بالدماء تتدفق في رأسه والغضب ملأ صدره.
كانت الدموع تبلل خدي كلاريسا ,أبعدت ذراعيها عن جوناثان ولمح كايل عاطفة ما في أعماق عينيها... الاحساس بالذنب؟ الاحراج؟ أراد كايل أن يقول لها أن لا داع لكلاهما ولكن قبل أن يقول أي كلمة قال الجراح" ان ابنتك في غرفة الانعاش لكنها ستنقل الي الطابق العلوي بعد قليل"
سألت كلاريسا" هل أستطيع رؤيتها؟"
"نعم" أجاب الجراح واستدار الي جوناثان" هل أنت والد الطفلة؟"
هز جوناثان رأسه وشعر كايل كأن هناك من ضربه علي معدته.
"اذا أتيتما معي ,سأشرح لكما عن حاجات ابنتكما الطبية"
مسحت كلاريسا دموعها بأصابعها واستدارت نحو كايل ,أثرت تعابير عينيها فيه بطريقة لم يكن يعتقد أنها ممكنة, وبسرعة استدارت وتبعت الجراح, راقبها كايل تذهب وشعر بالهزيمة وهو يري أحلامه تذهب بعيدا.
قال تايلور ما أن سدد ميتش وربح المباراة" أخطأت, كايل"
قال كايل" لا تصرخ بي, فأنا لم أطلب منكما أن تجراني للعب كرة السلة في هذا الطقس البارد"
كان كل ما يريده أن يبقي بمفرده لكن شقيقيه لم يفعلا ذلك أبدا, ليس عندما كان صغيرا وفقد أفضل أصدقائه, وليس عندما أصبح رجلا ناضجا حزينا علي خسارته ل كلاريسا.
سأل ميتش" هل أنت متأكد أن ليس هناك أمل بعلاقتك مع كلاريسا, أقصد قالت لي راين أنها كانت متحمسة للذهاب معك الي ديزني, وهي وابنتها يحبانك جدا, هل أنت متأكد أن لا مستقبل لعلاقتكما؟"
ضرب كايل الرصيف بالكرة ,أمسك تايلور الكرة, ووضع ذراعا حول كتفي كايل" هيا لندخل, كما يبدو لن ينجح أحدا منا بربح تلك الجائزة من ميتش مع ذلك الرهان الأخير, علي الأقل ليس الليلة في حفلة العم مارتن قد يكون هناك نساء في الخارج في مكان ما لكن من الواضح أنهن لا ترغبن في الخلاص من قبلنا"
ترك كايل أخويه يقوداه للداخل وهما يتحدثان بصورة دائمة, كان يفكر ب كلاريسا وستيفاني طوال الوقت, لقد ذهب الي المستشفي في وقت باكر بعد ظهر هذا اليوم , ربما لن يصبح والد ستيفاني لكنه يحبها وما زال قلقا عليها وعليه ان يتأكد أنها ستصبح بخير.
لم يمض أكثر من يومين علي العملية الجراحية لكن الفتاة كانت مذهلة, لمعت عيناها عندما رأته وصرخت من الفرح عندما أعطاها هدية, وجد كايل نفسه يضحك ,وشعر بضحكته كأنها تخرج من فمه , سأل بقد ما يستطيع أن يخرج صوته بصورة عادية" أين أمك؟"
نظرت ستيفاني اليه بنظرة تظهر نضجا أكبر من عمرها وحركت رأسها تشير الي الباب" ذهبت الي الكافتيريا مع جوناثان, أنت تعلم, بابا"
جفل كايل من اختيار ستيف للكلمات تمني لو أنها نادته أبي فكلمة بابا كلمة يريد أن يسمعها له هو.
"هل تعتقد أنني يجب أن أناديه جوناثان يا كايل؟"
أجابها" أقول ان تسألي والدتك؟"
شكرته ستيفاني علي الراديو الصغير الذي قدمه لها وتحدثت بدون انقطاع عن الممرضات وعن الأطفال في المستشفي.
ترك المستشفي من دون أن يمح كلاريسا , وتصور أن ذلك أفضل له, كان دائما يقول عن نفسه أنه شاب ولا يريد تحمل مصاعب الحياة, وفجأة امتلأت حياته بالصعاب , لا شأن لديه هناك, فان ستيفاني ليست ابنته وما الذي يعرفه عن الفتيات الصغيرات بكل الأحوال؟
لكن المشكلة الأكبر , ليست ستيفاني, بل هي كلاريسا, وكانت كذلك منذ ان التقي بها للمرة الأولي.
لدي كايل عائلة كبيرة وفي الحقيقة أقارب أكثر مما يريد .
هو يعلم أن جميعهم يحبونه لكنه يريد حب امرأة واحدة ولسوء حظه هي تفضل أن تعيش وحيدة علي أن تأخذ فرصة الوثوق به.
حياته بدأت تصبح مليئة بالصعاب منذ أن التقي كلاريسا , أخذ يفكر, لقد تعامل مع تلك الصعاب بطريقة جيدة , ولقد استمتع أيضا كثيرا, لكن حتي تدرك كلاريسا أنها تستطيع الوثوق به, لا شيء آخر يهمه. لا يستطيع أن يعلمها أن تثق به, عليها أن تتعامل معه لتحقق ذلك, تخلص من تأملاته وحاول ان يتابع نقاش تايلور و ميتش , كانا يتحدثان عن حفلة العم مارتن , عن الفيلم الذي صنعته بناته والذي يتعلق بالأخ الوحيد لهن, جايسون.
وضع كايل يده في جيبه وبلع شتيمة كاد ان يلفظ بها, وكأن الحفلة الليلة لن تكون صعبة بما فيه الكفاية من دون ذلك الفيلم, تصور أن روحه لن تكون متعبة ومرهقة أكثر , وعلم أن ليس هناك ما يستطيع القيام به, فهناك شيء يؤلمه وكأنه ألم جسدي لا يستطيع أي طبيب شفاءه.
لقد تمكن من التعامل مع الذهاب الي المستشفي وع أن الأمور ساءت الي الأسوأ بالنسبة له, وأكثر مما يستطيع أن يتصور لكنه مع ذلك هو ممتن لأن جراحة ستيفاني كللت بالنجاح, وتمني ان يتمكن من امضاء سهرة الليلة دون ان يبدو تعيسا وحزينا بالكامل.
قال ل ميتش وتايلور أنه سيراهما الليلة , وذهب الي سيارته, تبعاه شقيقاه الي الموقف, تايلور يسكب كلماته الحكيمة مثل, هناك الكثير من السمك في البحر ونحن بدأنا للتو في المعركة, لكن ميتش فقط نظر اليه بعينين ضيقتين وبقي هادئا.
تصور كايل أن ميتش يتذكر اللقاءات الصعبة مع راين وكيف كاد يخسرها.
لقد نجحت علاقة ميتش و راين, أما كايل يعلم ان علاقته مع كلاريسا لن تنجح. جلس في السيارة وغادر دون ان يقول شيئا.
*******_********
دخلت راين الي غرفة ستيفاني مثل اعصار, صفقت ستيفاني بيدها وقالت كلاريسا" راين, لماذا لست في حفلة مارتن هاريس؟"
"سأخبرك بعد دقيقة, أولا , اخبريني ستيفاني, هل ما زال جوناثان هنا؟"
أجابت ستيفاني" لقد غادر ولا أعتقد أنه سيعود قبل وقت طويل, خالتي راين, أنا أحبه ولكنه ليس مثل كايل"
أكدت لها راين" بالطبع هو ليس مثل كايل, انه ليس من عائلة هاريس"
شعرت كلاريسا بأن كلمات صديقتها موجهة لها, بالطبع كايل ليس مثل جوناثان, كايل هو من عائلة هاريس , قوي ويعيش مع ألمه, لكن هذا لا يمنعه من حب ستيفاني أو هي...
كانت راين تتحدث مع ستيفاني لكن كلاريسا بالكاد سمعت , كانت أفكارها مضطربة, كايل يحبها.
لقد قال لها ذلك, أثبت لها ذلك الحب بمائة طريقة مختلفة, وما الذي فعلته هي؟ أبعدته عنها, مكررة مقارنته ب جوناثان وأبيها, لماذا لم تر من قبل ؟ كايل هاريس لا يشبه أحدا منهما, كيف يمكن أن يكون مثلهما؟ ان كايل فريد من نوعه...
همست" راين, هل تمانعين أن تبقي مع ستيف لفترة قصيرة؟"
"ولم تعتقدين أنني هنا؟"
بسرعة ضمت كلاريسا راين اليها ثم ضمت ابنتها واستدارت لتخرج مسرعة من الغرفة, لحقت بها راين في منتصف القاعة وقالت" أنت تعلمين كم يحبون رجال هاريس تقديم الهدايا, أعتقد أنك قد ترغبين باعطاء كايل هذه"
أمسكت راين بكيس من الورق وأخرجت الجائزة القديمة, أعادت كلاريسا الجائزة الي الكيس و أخذتها من يد راين وهي تقول " هل قلت لك كم أنا محظوظة ليكون لدي مساعدة مثلك"
" في الحقيقة , لقد فعلت. أنت وأنا نعلم انني لست السبب الوحيد في كونك محظوظة , ألا تعتقدين انه حان الوقت لتخبري كايل بذلك؟ أريد سماع كل شيء عن ذلك في الغد, والآن اذهبي, اذا أسرعت قد تتمكنين من انقاذه من براثن العمة ميلي"
نهاية الفصل العاشر.....
أنت تقرأ
الفارس الاعزب منقوله من منتدى رواياتي روايات عبير دار النحاس
Romanceالمقدمة صرخ كايل" أنا من سيمسك بذلك الرباط, تراجعوا" بدأ الحشد بالعد من رقم عشرة ونزولا, عند الرقم ثمانية , نظر كايل الي منافسيه ليدرس قدراتهم. عند الرقم خمسة, وضع يديه علي ركبتيه. عند الرقم اثنين, تخيل نفسه يضع الرباط علي ساق كلاريسا كوهاغن المتناس...