الفصل التاسع
لم يكن كايل متأكدا لماذا يخبر كلاريسا أي شيء من هذا ,ربما لأنها حتي الآن لم تسأله عدة أسئلة, ربما رؤيته لذلك الفيلم عن جايسون جعله يدرك أن كلاريسا ليست الوحيدة التي هي بحاجة ان تتخلص من مخاوفها ومهما كان السبب وجد نفسه يتحدث بصوت هو نفسه لم يعرفه.
"كان جايسون ابن عمي لكنه كان أيضا أعز صديق لدي ,كانت عائلته تعيش علي بعد مبني واحد من منزلنا وكنا نمضي معا كل أوقات فراغنا, كان لديهم حوض سباحة في باحة منزلهم ونحن لدينا منزل الشجرة والجيران بين منازلنا كانوا يتذمرون دائما بأننا نقضي علي الأعشاب من خلال ذهابنا وعودتنا "
شعر كايل وكأنه يبتسم لتلك الذكري وشعر بابتسامته تختفي وهو يتابع" حدث ذلك في صيف حار وملئ بالرطوبة ,كنا جميعا نسبح ,ميتش و تاي و جيس وأنا ,كان العم مارتن يراقبنا وهو جالس تحت ظل الشجرة عندما نادته العمة كاتي الي الداخل, ومع أننا كان يمكننا السباحة كالسمك قال لي, أنت الأكبر كايل, ابق يقظا علي الآخرين من أجلي"
احساس من الخوف سيطر علي كلاريسا وأصبح أقوي وأكبر في كل لحظة تمر بينما كانت تنتظر كلماته التالية
"كنا نلعب بالماء كالعادة, صعد ميتش علي لوح الغطس وأخذ ينثر الماء في كل مكان ,جيس وأنا خرجنا من الحوض لنفعل ذلك الشيء , صعدت أولا ولسبب ما لم ينتظر جايسون لأبتعد عن طريقه , رأيته من زاوية عيني وحاولت أن أسبح وقبل أن أنطلق مبتعدا نظرت الي الوراء, انزلق جايسون عن اللوح الرطب ضربت يداه بالهواء ولمحت نظرة الرعب علي وجهه وأتي رأسه علي حافة اللوح الخشبي, بعد مرور لحظة اختفت نظرة الرعب ولكن جزءا من وجهه امتلئ بالدماء"
لم تعرف كلاريسا متي أصبحت يداها علي وجهها ومتي انهمرت الدموع علي خديها كل الذي كانت تعرفه أن كايل يتألم وليس هناك ما تستطيع القيام به لتساعده
"لابد أن فمي كان مفتوحا عندما وقع فوقي كان عاجزا تماما, وانزلق من بين يدي ,صعدت من الماء وأنا أكاد أختنق ولم ينهض جايسون أبدا"
للحظات عدة كان ذلك كل ما قاله كايل ,انتظرت كلاريسا وهي بالكاد تتنفس, أخيرا همست" كم كان عمرك,كايل؟"
"كنت قد بلغت الثالثة عشر عاما"
"وكم كان عمر جايسون؟"
"كان أصغر مني بأربعة أشهر, أربعة أشهر وأسبوع ويوم واحد"
"هل مات جايسون في الماء؟"
"لا,لابد أنني أصبت بصدمة لأنني تمسكت بحافة الحوض وأصبت بالتشنج, لكن تاي بدأ بالصراخ وجري ميتش طلبا للمساعدة, رمي عمي مارتن نفسه في الماء ورفع جيس ,سمع والداي صراخ تاي وقدما علي الفور, أبعدا أصابعي عن الحافة, وصلت سيارة الاسعاف وأخذت جيس الي المستشفي وفي تلك الليلة ,أخذ والداي ميتش وأنا أيضا الي المستشفي, لم يكن يسمح للأطفال الدخول الي غرفة العناية الفائقة, لكنني تمكنت من الدخول الي غرفة جيس سرا ,كان رأسه مضمدا وكان العم مارتن والعمة كاتي يبكيان وكل واحد منهما يمسك الآخر "
مرر كايل يده في شعره وأخيرا فهمت كلاريسا لماذا تغير هكذا عندما ذكرت العملية الجراحية لستيفاني ,هو يذكر المستشفيات مع موت صديقه الأعز, صديق عزيز مات وهو مجرد طفل
عندما تكلم ثانية تفاجأت من الحدة التي ظهرت في صوته المنخفض "كان جيس أطول مني بانش واحد وكان دائما يتفاخر بذلك لكنني لن أنسي أبدا كم بدا صغيرا في سرير المستشفي,كل شيء في تلك الغرفة كلن أبيض أو من المواد المعدنية ,بقيت قريبا من الباب وراقبت جايسون وهو يقاوم ليأخذ أنفاسه الأخيرة ,سمعت صوت الآلات والي هذا اليوم لا أستطيع نسيان صراخ عمتي كاتي"
شعرت كلاريسا برجفة في جسمها, أصبح جسد كايل هادئا لكن ذكريات الماضي تثقل عليه من الناحية العاطفية والجسدية, لم يقل أي كلمة عن تعبه وبدلا من ذلك أتي الي منزلها ومعه ثلاث بطاقات الي عالم ديزني, وما الذي فعلته؟ رفضت دعوته ببرود.
زيادة عن ابتسامته الجذابة وعناده الهادف, كان كايل أكثر الرجال حنانا من بين كل الذين قابلتهم, فهو لا يضع عليها أي قيود فقط يريد أن يراها وأن يمضي معها بعض الوقت, لقد ذكر الحب باختصار, لكنها لا تصدق أنه كان جاد بكلامه, انه يريدها, لكن ليس هناك أي جريمة بذلك.
الليلة هي المرة الأولي طوال الأسبوع الذي لم تبكي فيه ستيفاني حتي تنام لأنها خائفة من العملية, فرحت كلاريسا بهذا التغيير ,لكنها تخشي أنه قصير الأمد, نظرت الي الأوراق علي الطاولة وأخذت تفكر بقرارها, قدم كايل لها تلك البطاقات وهي لا تزال تسمع صوت راين وهي تحذرها بشأن هدايا رجال عائلة هاريس.
حدقت بالخطوط الواضحة علي وجهه وبالتعب علي كتفيه, الآن بدأت كلاريسا تفهم السبب, كان كايل تعبا وقلقا حتي العظم
أمسكت بالأوراق وببطء قرأت ما كتب عليها عبر الضوء الخافت
سألت ببساطة" متي تفكر بالسفر؟"
"ماذا؟"
ابتسمت وقالت"تاريخ السفر لهذه البطاقات يوم بعد غد, لنري...."
بدأت تفكر بصوت عالي , وقفت وسارت نحو المطبخ ثم عادت" علي أن أراجع تفاصيل زفاف عائلة كونور مع راين لكنني متأكدة أنها تستطيع القيام به بمفردها, انها تهتم بتفاصيل زفاف أختها وحفلة عمك بمفردها, بكل الأحوال, لا أرغب في الاهتمام بالمناسبتين , علي التحدث مع معلمة ستيف وطبيبها وعلي أن أحضر ثياب الصيف..."
أخيرا توقفت أمام طاولة القهوة وقالت" أتعلم كايل, لست متأكدة أن ثيابها للصيف الماضي تناسبها"
سأل كايل ببطء وهو ينهض علي قدميه" أنت تقصدين أنك ذاهبة؟"
"اعتقد هذا ما أقصده, فشهر كانون الثاني ليس شهرا مناسبا للزفاف وأنا متأكدة أن بامكان راين تولي أمر العمل بالمكتب لعدة أيام, قال لي أطباء ستيف أن الضحك هو أفضل دواء لها كما أننا بحاجة الي عطلة قصيرة أليس كذلك؟"
قد يكون كايل متعبا ولكنه ليس بأحمق , علم ما الذي تفعله, لقد رأي الدموع في عينيها عندما أخبرها عن موت جايسون, ولأول مرة منذ أن تعرف عليها رأي الدموع علي وجهها, لقد ادعت انها لا تبكي أبدا....أما الليلة فقد بكت من أجله.
لقد رفضت عرضه منذ نصف ساعة لكن ما أن أخبرها عن جايسون حتي بدلت رأيها, لم يحضر كايل هذه البطاقات له, بل أحضرها لأجل كلاريسا و ستيف لأنه يريد أن يعطيهما قليل من السعادة وكثيرا من المرح, حدق بعينيها وسار ببطء نحوها , راقبت اقترابه بعينين ضيقتين وبسرعة رفعت ذقنها لأعلي وأعادت كتفيها للوراء, وقالت" لا أريدك أن تأخذ أي انطباع خاطئ ,هذا لن يغير أي شيء بيننا"
أمسك رأس كلاريسا براحة يده وآماله قليلا, همس" بعد غد سنسافر معا أنا وأنت و ستيف, وهذا ما سيجمعنا"
شعر كايل أن تعب النهار قد زال عنه, سار نحو سيارته وهو يشعر بالحماسة وتصور أن لديه سببا لذلك, قد تقول انها لا تحبه لكنها تريده وتحتاج اليه, والي الآن..هذا كافي ليقوي آماله, وكاف ليبني ما سيجمعهما في المستقبل.
********__*********
سأل كايل ستيفاني" حسنا, صغيرتي, ما أفضل لعبة لديك حتي الآن؟"
كان الجو حولهم ملئ بالفرح ,وضعت كلاريسا عكازي ستيفاني قرب كرسي الطفلة وأخذت مقعدا تحت المظلة, وراقبت كايل وهو يجلس علي الكرسي.
وضعت ستيفاني يدها علي جبينها مفكرة, ابتسمت كلاريسا عندما أمسك كايل أنف ابنتها وأدركت أنها تبتسم طوال النهار, وقد يرجع ذلك الي الأعمال المختلفة في المطار صباحا أو ربما اختلاف درجة الحرارة لكن كلاريسا كانت تعلم أن السبب الحقيقي أنهامفعمة بالحيوية كما هم أشخاص في الموقف, السبب الحقيقي هو الشخص الجالس قبالتها علي الطاولة الصغيرة ,السبب هو كايل, وابتسامته ونظراته الدافئة التي تخبرها أنه يستمتع بكل لحظة يمضيانها معا تماما كما هي ستيفاني.
أصغت كلاريسا الي كايل وستيفاني يتحدثان وهي تفكر كم مضي وقت طويل منذ أن كان هناك رجل في حياتها, كانت تفكر دائما أن الرجال لديهم طريقة للرحيل عندما تسوء الأمور ولأول مرة منذ أكثر من خمس سنوات, فكرت انه ربما هناك بعض الرجال الذين لا يرغبون بالرحيل.
قالت ستيفاني" أحب مغامرات الغابة لكن أحب أكثر أرض الخيال"
تمتم كايل" وأنا أيضا أحب الخيال كثيرا, ستيف"
"ماما, ماذا تحبين أكثر؟"
"أحب مغامرات بيتر بان وأحب كثيرا واحة ديزني, لكن أعتقد المكان المفضل لدي العالم الصغير"
سأل كايل بصوت عميق" ولماذا ذلك المكان؟"
نزعت الغلاف عن قطعة البيتزا ونظرت حولها كل ما حولها يشع من الاشراق همست" اسمعا...."
نظر كايل وستيف اليها وببطء نظرا حولهما
سألت" سمعتما ذلك؟ هؤلاء الناس من اليابان وهؤلاء من الأرجنتين والي اليسار هناك من يتحدث الفرنسية والي اليمين الأسبانية, لا أعرف لغة العائلة التي تجلس وراءنا, وها نحن نتحدث الانجليزية, وكأن المكان هنا هو عالمنا الصغير"
قالت ستيف" بالطبع, ماما, انها مملكة"
بعد مرور عدة ساعات وبعد أن بدأت الشمس بالمغيب والاختفاء وراء الأفق وبعد أن شاهدوا الألعاب النارية الرائعة, قالت ستيفاني" انني متعبة, كايل, هل تحملني؟"
فكر كايل باخبارها أنها متعبة لأنها عنيدة ورفضت الكرسي الدولاب الذي آمنه لها المنتزه, أراد أن يقول لها أيضا أنه ليس من داع لتعتمد علي العكازتين لأيام قليلة, لكنه لا يريد ازعاجها ...ليس اليوم, حتي أن فكر أن يقول لها أنها عنيدة مثل والدتها, لكنه لا يريد ازعاج كلاريسا أيضا, وبدلا من أن يقول ذلك, انحني حتي أصبح علي مستوي ستيف وغمز لها "ما رأيك في أن أحملك علي ظهري؟"
رأي ستيفاني تعطي عكازتيها لأمها وشعر بذراعيها النحيلتين تطوقان عنقه, كان دائما قلقا مع الأطفال لكنه بسهولة أمسك ساقي الفتاة المعدنيتين ووقف , بدون أي مجهود حملها من المكتب الأمامي الي احدي الغرف الثلاثة المتصلة في الطابق الثالث.
فتحت كلاريسا الباب بالمفتاح فتبعها كايل الي الداخل وسار ووضع ستيفاني علي السرير بضحكة تراجعت الفتاة للوراء.
قالت كلاريسا بنعومة" أيتها الشابة الصغيرة, مازال هناك آثار لكل ما أكلت منه اليوم علي ثيابك, هيا عزيزتي, سأساعدك علي الاستحمام."
سار كايل الي طاولة الماكياج حيث وضعت كلاريسا المفتاح, فتح الباب الآخر, وقال" سأذهب لأستحم في الغرفة الأخري, الا اذا أردت مساعدتي أنا أيضا"
قالت ستيفاني" أنت كبير, ولا تحتاج لأي مساعدة"
ضحكت ستيفاني فنظرت كلاريسا من ابنتها الي الطفل الكبير الذي ابتسم الي ستيفاني وتمتم" آه, لا أعرف..سآخذ كل ما يقدم لي"
راقبت كلاريسا وهو يغمز لابنتها ويبتسم وكيف أصبحت عيناه مليئة بالجدية عندما نظر اليها, لقد رأت تلك التعابير مرات عدة, فالصبي الصغير يظهر عندما يبتسم لكن يعود الرجل ما أن تغيب الضحكة.
علم أنها لن تهتم له فخرج من الغرفة, بدأت كلاريسا باعداد الماء وأخذت بيجاما الطفلة من الحقيبة وهي تفكر بلمعان عيني كايل طوال الوقت..
نزعت القضبان المعدنية عن ساقي ستيفاني ولم تستطع القول أنه في غضون أيام لن تحتاج ستيفاني لها بعد الآن, حملتها الي الغرفة الداخلية بعد أن أنهت استحمامها ,نظرتا لتجدا كايل متكئا يراقبهما وكأن لديه كل الوقت في العالم.
شعرت كلاريسا بقلبها يخفق بقوة وعمدت علي مساعدة ابنتها علي ارتداء ثوب النوم.
"يمكنني القيام بذلك بنفسي"
اقترب كايل منهما وعرض أن يضع ستيفاني في الفراش ويجلس قربها حتي تنام, وهكذا ستتمكن كلاريسا من الاستحمام.
أخذت ما تحتاج اليه من حقيبتها ودخلت عبر الباب المتصل الي الغرفة الأخري ,راقبها كايل تخرج مع أنه كان يولي اهتمامه لستيفاني.
سألت ستيفاني وهي تكاد تنام" هل تعتقد أنك تستطيع تعليمي كيف ألعب كرة السلة, كايل؟"
جلس كايل بجانبها علي السرير" أول أمر سنقوم به عند الصباح"
نظرت ستيفاني الي ساعتها وكأنها في الخمسين من عمرها وليست الخامسة" أصبح الوقت متأخرا ,لا أعتقد أنني بقيت مستيقظة الي هذا الوقت من قبل" وبصوت أكثر جدية قالت" أني سعيدة أنك أتيت معي ومع والدتي الي عالم ديزني, كايل"
"وأنا كذلك, صغيرتي" أطفأ النور وشد الغطاء حتي أذنيها
"كايل؟"
"نعم"
"هل حقا ستبقي بقربي حتي أنام؟"
"نعم, سأفعل ..أعدك" جلس علي الكرسي المقابل للسرير براحة منتظرا.
سألت ستيفاني بعد وقت قصير" كايل؟"
"مممم؟"
"أحبك"
تلك الكلمة جعلته يشعر بغصة في حلقه وبألم في صدره وبصوت عميق همس" أحبك أيضل, يا صغيرتي"
بعد مرور لحظات سمع أنفاس ستيفاني المنتظمة ,لقد احتاج لوقت أطول لتعود أنفاسه الي طبيعيته, لم يشعر كايل يوما أنه قوي وضعيف هكذا...
لقد كانت حقا طفلة رائعة, جميلة وذكية أيضا. كم عدد الأطفال في الخامسة الذين يستطيعون العد ومعرفة الوقت؟ لقد كان دائما لا يشعر بالراحة قرب الأطفال , وعلي الأقل منذ أن أصبح عمره ثلاثة عشر, لكن ستيفاني لم تلاحظ ذلك. لقد أمسكت يده وبقلبه, ودعته يسير عبر قلقه وهي التي لا تستطيع السير بمفردها, تلك الطفلة تمكنت من الدخول الي قلبه لكن ليس مثل والدتها.. ستيفاني تحبه وبدأ كايل يقتنع أن والدتها ستحبه أيضا.
ظل يصغي الي أنفاس ستيف العميقة ,سمع أصواتا في القاعة فنظر ورأي كلاريسا تقف بلا حراك عند الباب.
همست" يجب أن نتحدث بصوت منخفض"
أمسك بيدها وتمتم" لن يكون ذلك سهلا ,ريسا"
ضمها اليه وعانقها....
صوت في الغرفة المجاورة شد انتباهها, شعرت بقلبها يضطرب, فأصغت لتسمع ذلك الصوت ثانية متمنية أن تكون ابنتها بخير.
صرخت ستيفاني مرة ثانية, صرخة تظهر بوضوح أن الطفلة خائفة, أسرعت كلاريسا نحوها وهي ترتجف, رفعت ابنتها الي حضنها وقالت لها كلمات مشجعة مريحة, كل ما يتعلق بأن الأمور ستكون بخير, وربتت علي شعرها الجميل وهذا ذكرها بأول ليلة بكت الفتاة كثيرا حتي نامت, وفي تلك الليلة سألت عن والدها.
في تلك الليلة لم تعرف كلاريسا ماذا تقول, لكن بعد ذلك أخذت ستيفاني تسأل عن والدها كثيرا.
قالت لها ماذا يعمل وكيف هو وأين كانا يعيشان, وقالت لها أنه غادر بعد ولادتها بقليل لكنها لم تقل كيف كان الوقت قصيرا فهناك أشياء أفضل أن تبقي غير معلنة.
سألت ستيفاني" ماما؟"
"ماذا حبيبتي؟"
"أنا لا أحب تيفاني سلفرستون"
"من؟"
"تيفاني سلفرستون, انها جارة ايمي جو باركر, وهي في الصف الخامس, انها شريرة وقالت لي أن أبي رحل لأنني معاقة ,وقالت اذا أمها أنجبت طفلة مثلي كانت لتتركها في المستشفي"
تمتمت كلاريسا "اذا أنا أشعر بالأسف من أجل تيفاني سلفرستون, لكن هل تعلمين علي من أشعر بالأسي أكثر؟"
"من؟"
"علي أمها, لأنها لا تستطيع النظر أبعد من الشكل الخارجي للانسان, ولا تهتم للأمور المهمة حقا"
سألت ستيفاني بصوت ضعيف" حقا؟"
"بالتأكيد ,كما تعلمين ,عزيزتي, لا يهم ما الذي سيحدث, فأنا أفضل أن تكوني ابنتي علي أي فتاة أخري في العالم" ولم تقل كلاريسا أي شيء آخر, أغمضت ستيفاني عينيها وببطء عادت للنوم.
وضعت رأس ستيفاني بنعومة علي الوسادة وغطت ابنتها جيدا ,صوت قرب الباب شد انتباهها, فوجدت كايل واقفا هناك.
منذ دقائق كانت تشعر بكل الشوق اليه, لكن صراخ ابنتها أضاع تلك اللحظة
سأل كايل" هل هي بخير؟"
هزت رأسها
"اذن عودي الي هنا"
رأي رأسها ترتفع وكتفيها يرجعان الي الوراء, وهذا التصرف أصبح كايل يعرفه جيدا, هي تتصرف هكذا عندما تشعر بعناد قوي وها هي تضع الحواجز بينهما ثانية, لكن ان كانت تعرف ذلك أم لا, فهي له, انه الفارس الأبيض ,قوي ومتأكد من قراراته, وهي امرأة حياته.
قالت من دون أن تنظر اليه" أعتقد أن ستيفاني أفسدت تلك اللحظة"
"آه, لا أعلم.. لكنني أعتقد أننا نستطيع العودة الي ما كنا عليه بسهولة"
قالت بنعومة" كايل, يبدو أنني أنسي أعمالي المهمة, ويجب أن أحافظ عليها جيدا, ستيف تحتاجني أكثر بكثير مما كانت عليه"
"وما علاقة أعمالك بما بيننا؟" سألها وقد ضاقت عيناه, عندما لم تجب أكمل" اذن تريدينني أن أنسي ما الذي بيننا؟"
"أعتقد أن ذلك سيكون أفضل"
أفضل؟؟ هي تعتقد أن النسيان أفضل؟. يعلم كايل أن النساء والرجال مختلفون ,تبا, كان هذا هو آخر ما يتوقعه. لم يكن يؤمن أنهما مختلفان الي هذه الدرجة, فليس هناك من مجال لينساها وهو متأكد أنها هي أيضا لا تستطيع نسيانه , لسوء الحظ... كلاريسا عنيدة جدا لدرجة أنها تعتقد انها تستطيع نسيانه, والآن سيتركها تعتقد أنها تستطيع.
أجبر نفسه علي القول بهدوء" حسنا, ريسا, ربما أنت علي حق"
لم يكن ذلك الحديث الذي يرغب بمناقشته لكنه وجد نفسه يسألها" ما هي النسبة لطفل جديد لك أن يولد ولديه تشويه خلقي؟"
"لم يكن هناك سبب لتولد ستيفاني هكذا كايل, لكنني لا أستطيع المخاطرة , لا أستطيع أن أسمح لأي طفل جديد أن يمر بكل هذا ,وأنا أيضا لا أستطيع تحمل كل ذلك مجددا"
شعر بأن عينيه تضيقان وعمل جاهدا ليسيطر علي صوته, أبقي صوته هادئا وهو يقول" لن تكوني بمفردك عندما نتزوج , سيكون طفلي أيضا, ريسا"
نظرت له لفترة طويلة بنظرة قاسية وأخيرا أجابت" هذا ما قاله والدي, وهذا ما قاله جوناثان أيضا"
اذا فقد عادت لنقطة الصفر, أليس كذلك؟ وضعته في ذات القائمة مع زوجها السابق ووالدها وقررت أن تتركه هناك, لن تفعل ذلك مطلقا..
قال "لقد سئمت من ذلك الشجار, ريسا, لكنني أحبك ولهذا سأسامحك, كما وأنني مصمم علي اثبات أنك مخطئة بشأن قدرة الرجال علي التحمل, اذا كنت لا تريدين المزيد من الأطفال , حسنا.. سأصبح والد ستيف, فهناك ما يكفي من الرجال في عائلة هاريس ليحملوا اسم العائلة"
كانت كلاريسا تحدق به وكأنه أحمق لكنه تابع" أنت تحبينني, لكنك عنيدة لتعترفي بذلك ولكن هذا لا يهم, فأنا باق حتي تدركين ذلك بنفسك"
قال ذلك وخرج من الغرفة, شعرت بأذنيها تطنان وبقلبها يضطرب بعنف, انه ألم أقسمت أنها لن تسمح لنفسها بالشعور به مرة أخري.
انه يحبها... لقد قال ذلك من قبل لكنها لم تفكر بالأمر وافترضت أنه استعمل كلمة حب مكان اعجاب. والآن أدركت أنها كانت مخطئة, هي منزعجة من الاحساس بالأمل الذي ملأ صدرها لأن الأمل يجعلها ضعيفة والضعف يسبب أزمة في القلب ,لا تستطيع أن تأمل بحب كايل ,لأنها لا تستطيع تحمل أزمة قلبية, سارت بهدوء الي الغرفة التالية لتتأكد من نوم ستيفاني وكانت ابنتها تنام بسلام, خرجت من غرفتها ووجدت نفسها تحدق بالمرآة في غرفة النوم الثانية.
هاودتها ذكريات التي التقت بها بكايل, ذكريات عن اللقاء الأول في زفاف ميتش و راين, وكيف ذهب الي بيتها صباح عيد الميلاد ويداه محملتين بالهدايا, ذكريات عن بناء رجل الثلج وذكريات عن بناء عاطفة قوية بينهما, لقد قال لها أن يحبها من قبل, فلماذا لم تصغي؟ وبدلا من أن تنهي علاقتهما, وافقت أن تأتي معه الي عالم ديزني ,منذ اللحظة الأولي التي قابلته فيها...فكرت بأن تبقيه بعيدا عنها.
منذ البداية, أرادت التركيز علي حلمها بشأن ستيفاني ,حلمها بأن ابنتها ستسير بمفردها, وبعد أن قابلت كايل, بدا من الصعب عليها أن تركز علي حلم واحد.
اعتقدت ان أبعدته عن بيتها ستبعده عن قلبها لكنه كلن في منزلها, كان في اللعبة التي تنام بجانب ستيفاني كل ليلة, في الصوت الذي تصغي اليه في الراديو, كان في كل مكان.. في السيارة, في اللوحات الاعلانية في المجسم لرجل الثلج في مكتبها وفي الزهرة الراقصة علي طاولة الماكياج في غرفتها, لقد كان في ذكرياتها والآن هو في قلبها.
تجمدت... انها تحبه, حتي انها لا تستطيع لومه كيف تسلل الي قلبها, لقد أقدمت علي هذه العلاقة والي الآن يفاجئها.
"كايل"
قاطعها" اسمعي ريسا, ربما بالغت قليلا, فأنت لا تدينين لي بشيء , حتي ولا أي تفسير, لقد قلت لي منذ البداية أن ستيف هي أولي اهتماماتك وأنا أحترم هذا ,مع أنني لا أمانع أن أخبرك أنني أحب أن أشاركها ذلك المركز"
أرادت أن تجادله لكنه تابع" حقيقة الأمر, أننا أتينا الي فلوريدا لنستمتع ونهرب من مشاكلنا ولعدة أيام قليلة, وحتي الآن, أستطيع القول أن الرحلة ناجحة, أليس كذلك؟"
"لا نستطيع أن نهرب من مشاكلنا ,كايل"
"هذه هي المشكلة بالتحديد, لدينا يوم واحد قبل أن نعود للواقع, وكلانا يعلم أن عملية ستيف قريبة جدا, وعلي أن أجد طريقة لأتمكن من حضور حفلة العم مارتن بعد عدة أيام, أما الآن, ما رأيك بالقيام باتفاقية؟"
سمعت صوت أغنية ناعمة في الغرفة الهادئة ,انها أغنية أصبحت كلاريسا تميزها جيدا, فكلمات الأغنية ناعمة ومؤثرة, (اذا ,عزيزتي, اتركي الرقصة الأخيرة لي) انها الأغنية الأولي التي أهداها اياها في الاذاعة, والآن, كما حدث حينذاك, تشعر بنفسها ضائعة.
الرجل الواقف أمامها لا يتراجع أبدا, لكنه لا يطلب أي شيء, حتي انه لا يطلب أن تراقصه, لديهما يوم واحد قبل العودة الي الواقع, الي بنسلفانيا, والي عملها والي عملية ابنتها, يوم واحد فقط. وكلاريسا لا تريد أن تضيعه.
ببطء مدت يدها اليمني وقالت" أنت تريد معاهدة؟ اذا, اتفقنا"
أمسك يدها وشدها قليلا اليه, هو يعلم أن لديها تأثير قوي عليه, عاطفيا, لقد جرحت كثيرا عندما هجرها والدها وهي طفلة, وعندما فعل زوجها ذات الشيء عندما أصبحت في العشرين من عمرها, وأصبحت الآلام جروحا, لديها أسباب قوية لتشك بقدرة الرجال علي البقاء, لكن كايل هو الشخص المناسب ليبرهن لها العكس.
*****__*****
"لا يا ماما, لا, سأشعر بألم كبير, لا تجعليني أقوم بها, لا تجعليني"
خرج الطبيب من غرفة ستيفاني ما أن دخل كايل , وضع كايل الصندوق الكبير تحت ذراعه وتنفس بعمق, وهو يشعر بضيق بالتنفس منذ دخوله المستشفي, وصراخ ستيفاني لا يخفف عنه أبدا, نظر الي الطفلة وهي مستلقية علي السرير, حاول ألا يتذكر الوقت الماضي, عندما رأي جايسون ممددا علي السرير مشابه.
حاول أن يظهر بعض الحماسة وأكثر مما يشعر, قال" مرحبا ,صغيرتي, ما الأمر؟"
كانت كلاريسا قلقة, وهذا ما لا يعجبه مطلقا, فهو لا يشعر بأنه قوي , بل يشعر بالضعف وبعدم القدرة, لا , هو لا يحب أن يري كلاريسا قلقة وهو لا يحب أن يري ستيفاني هكذا أيضا.
سأل الفتاة الصغيرة" احزري من رأيت في الموقف؟"
سألت بصوت مرتجف" من؟"
"جارك, وقد كان يركن سيارته في موقف كبير جدا عندما وصلت"
ابتسمت كلا من ستيفاني وكلاريسا بالرغم عنهما وقال" أحضرت لك شيئا" ووضع الصندوق قرب ستيفاني وقال" هيا, افتحيه"
بتنهيدة بدأت ستيف تمزق الأوراق عن الرزمة, كانت هناك رزمتان في الداخل, لعبة لوح والثانية المزلاجين التي قدمهما لها في العيد والتي لا تستطيع استعمالها بسبب القضبان المعدنية
قال كايل واعدا" اذا نجحت العملية, ستيف, ستتمكنين من استعمال هذين المزلاجين علي الأرض"
وكردة فعل رمت ستيفاني المزلاجين علي الأرض, سمع وقع أقدام عند باب الغرفة ومع ضربة عصا وصوت يقول" طفلتي, أنت تدينين ل كايل باعتذار, أليس كذلك؟"
استدارت كلاريسا عندما دخل السيد أبرناتي وقال" سيدة كوهاغن , لن ألمس شعرة من رأس ستيفاني , لكن هناك شيئا يجب أن أقوله لها ولن آخذ أكثر من دقيقة واحدة"
مد كايل يده ليمسك بيد كلاريسا ومال برأسه نحو الباب, قادها خارج الغرفة وأغلق الباب ورائهما, شعر وكأنه ربان سفينة, احتاج لأكثر من لحظة ليدرك ان كلاريسا وضعت رأسها علي كتفه, همست" هل تشعر أنك بخير؟"
"اني بخير, ماذا عنك؟"
"سأكون سعيدة جدا عندما ينتهي هذا النهار"
أجاب" لست الوحيدة التي لديها هذا الشعور"
هذا هو اليوم الذي يخشونه جميعا , كلاريسا وستيفاني وهو, وكل منهم لسبب مختلف ولسبب متشابه أيضا.
حتي اليوم لم يدرك كايل أن للخوف أشكال كثيرة , انه موجود في خوف ستيفاني من الألم, وفي قلق كلاريسا ويأسها علي ألم ابنتها والخوف من المجهول القادم من العملية الجراحية ومن خوف كايل الذي لا يستطيع ايضاحه, بأن التاريخ قد يكرر نفسه.
لقد وضعوا جميعا مخاوفهم جانبا عندما كانوا في عالم ديزني, كان من الصعب عليهم أنهم يصدقوا أنهم أمضوا يومين رائعين في فلوريدا وبعد معاهداتهما بدأ في اليوم الثاني أكثر روعة من الأول, فبدت الألوان أكثر اشراقا والسماء أكثر زرقة والألعاب أكثر مرحا.
قلقت كلاريسا لدرجة المرض ولم يضع كايل أي لوم عليها, لكنه يعلم أنها تقوم بالعمل الصحيح, تستحق ستيفاني كل فرصة لتصل الي الحياة العادية, وعندما تنتهي العملية سيثبت لهما دائما وأبدا أنه يحبهما وأنه لن يغادر ,ليس عندما تصبح الحياة قاسية, لن يغادر أبدا.
همست كلاريسا وهي تتنهد" أتمني أن تتوقف ستيفاني عن عنادها لنتمكن من التفكير كيف ستصبح حياتها ان نجحت الجراحة."
أجاب" انها عنيدة جدا, لكن هذا جزء من جمال شخصيتها"
راقب كايل كيف نظرت كلاريسا اليه وراقبها وهي ترفع كتفها وتبتسم اليه
بعد مرور عدة دقائق , فتح السيد أبرناتي الباب وقال" آه, سيدة كوهاغن, ادخلي, وافقت ستيفاني علي أجراء الجراحة وهي تشعر بالنعاس الآن بسبب الدواء, لكنها تريد أن تعانقك قبل ذلك علي ما أعتقد"
نقل نظره كايل غير مصدق أن ستيفاني والتي كانت تجلس براحة والوسادة خلف رأسها, وبين السيد أبرناتي .
بعينيها المشعتين أسرعت كلاريسا الي جانب ابنتها, لكن كايل تبع الرجل العجوز
قال الرجل مخاطبا كايل" كم هو رائع منك أن تكون بالقرب من السيدة كوهاغن ,كايل, أنت رجل رائع"
"نادني كايل ,لكنك تنادي كلاريسا دائما بالسيدة كوهاغن, لماذا؟ وما الذي قلته ل ستيفاني وجعلها تغير موقفها من الجراحة؟"
قال الرجل" قلت لها الحقيقة, ببساطة قلت لها أن أمنيتها للميلاد ستصبح حقيقة"
سأل كايل" وأي أمنية تلك؟"
"أمنية أن يصبح لها أب"
لم يكن لدي كايل أي فكرة أن الرجل يعرف أمنية ستيفاني لكنه شعر بالأمل مثل ستيفاني فاذا حصلت علي أمنيتها سيحصل هو أيضا علي ما يتمناه.
فكر كايل, لدي هذا الرجل أصدقائي رائعين, لقد كان صديقا رائعا ل ستيفاني, نظر اليه وقال" أنت دائما تناديني كايل, وماذا ينادونك أصدقائك؟"
فتح باب المصعد وبعد أن خرج عدد من الأشخاص منه, دخل السيد أبرناتي واستدار لمواجهة كايل, للحظة لم يعتقد أن الرجل سيجيبه وبدأ الباب بالانغلاق فقال له وهو يبتسم" نيكولاس, أما بالنسبة لك فهو نيك"
****-*****
وقفت كلاريسا أمام النافذة, كانت تذرع الجناح ذهابا وايابا في المستشفي الكبير, كان قد مضي ثلاث ساعات وأصبح الانتظار مقلقا جدا.
تجمع أقارب كايل في غرفة الانتظار, عارضين عليهما المساعدة المعنوية, ميتش و راين وتايلور ووالديهم, اد وماري هاريس, حتي ابنة العم الضخمة التي عرف كايل عنها أنها ترودي ,ابنة العمة ميلي, وكأن هذا التعريف كاف بحد ذاته, كل واحد منهم عرض خدمة ما, أحدهم بلمسة خفيفة والآخر بفنجان قهوة , والآخر بضربة علي الظهر ومزحة, وبدأت كلاريسا تتفهم عمق العواطف والارتباط الحق لأفراد هذه الأسرة مع بعضهم البعض, فهم يقفون مع بعضهم في الصحة والمرض, تماما كما يقف كايل قربها الآن.
في لحظة نادرة حيث كانت كلاريسا وكايل بمفردهما في غرفة الانتظار انضم اليها قرب النافذة , وعلي الرغم من توترها وقلقها ,كانت لمسة مشجعة وحضوره كان محببا.
همس" ستكون بخير" علم أن قلقها بابنتها.
نعم, كانت قلقة بشأن ستيفاني ,فهي تحب الفتاة لدرجة أن قلبها يؤلمها من جراء ذلك, وهي تعلم أنها في تلك اللحظة , مستلقية في غرفة وهي تحت يدي الجراح.
تمتمت" بالطبع ستكون بخير, ولا يهم ما هي نتيجة العملية, فهي ستكون بخير لأنها قوية ونشيطة ودائما مليئة بالأمل, ستأخذ دورا لها في هذه الدنيا, كايل ,حتي وان كانت تسير علي عكازتين"
ضغط كايل علي ذراعها وتركت كلاريسا رأسها يسقط علي كتفه, فمنذ اللحظة التي التقت به, وهي تقارنه بوالدها و بجوناثان , منتظرة أن يقوم بعمل خاطئ, وبدون وعي منها تنتظر أن يبتعد عنها كما فعلا هما.
كايل لم يتخل عنها, وقف بجانبها, مع أنه يحمل جروح الماضي, ومع أن المستشفيات تثير مخاوفه وتذكره بطفولته, فها هو ينتظر قربها اليوم.
سأل كايل" هل لديك فكرة كم ستطول العملية؟"
هزت رأسها وقالت"أنا فقط سعيدة أنها أخيرا ارتاحت وتوقفت عن الشجار"
"يمكننا شكر السيد أبرناتي علي ذلك, لن تعرفي مطلقا ما اسمه"
"اسمه يبدأ بحرف النون, علي الأقل هذا ما كتب علي صندوق البريد, ما اسمه؟"
"نيكولاس ويختصر ب نيك"
وهذا ما جعلها تضحك ,كايل دائما يجعلها تضحك ,تمتمت" هذه صدفة غريبة"
"هل تعلمين ماذا قال لها ليبعد عنها التفكير بالعملية؟"
رفعت عينيها لتنظر اليه, فتابع" قال لها أن ما تمنته للعيد سيتحقق, أنت تذكرين ماذا قالت لنا صباح العيد..... انها طلبت والدا؟"
أدار كلا من كايل وكلاريسا رأسيهما بسبب ضجة ورائهما , ظهر رجل أسود الشعر والعينين مرتديا جاكت من الجلد وبنطال جينز باهت اللون, لدي الرجل حضور قوي وحقيقة انه بدا كأنه لم ينم منذ عدة أيام لم تؤثر علي قوة شخصيته.
دخل الي الغرفة وسار بخطي واسعة, توقف أمام خط من المقاعد وقال أخيرا" مرحبا, كلاريسا, لقد مضي وقت طويل"
"مرحبا جوناثان"
نهاية الفصل التاسع
أنت تقرأ
الفارس الاعزب منقوله من منتدى رواياتي روايات عبير دار النحاس
Romanceالمقدمة صرخ كايل" أنا من سيمسك بذلك الرباط, تراجعوا" بدأ الحشد بالعد من رقم عشرة ونزولا, عند الرقم ثمانية , نظر كايل الي منافسيه ليدرس قدراتهم. عند الرقم خمسة, وضع يديه علي ركبتيه. عند الرقم اثنين, تخيل نفسه يضع الرباط علي ساق كلاريسا كوهاغن المتناس...