كانت الصفحةُ بالية اكثر مما سبقتها واضحٌ انها كانت او كانت تتردد فيما يجولُ في خاطرها من نقوشِ الاحرفِ وعبقِ الكلمات.."قد لاأكونُ أميرةُ احلامِك، قد لا أكونُ الفتاة المناسبةِ لك، ربما لستُ كـ كوب القهوة والموسيقى المفضلة لديك، ولكنِ أمتلكُ هذهِ المشاعر التي تغنيكَ عن العالمِ بأسرهِ.. دمتُ لكَ ودمتَ ليّ".
"R.S
قرأ تلكَ الكلمات الآسرة ليبتسمَ بخفة، يفكر لو انهُ وجد من يبحثُ عنها، انثى انقى من الماءِ ، تهتمُ بهِ وتحبهُ ولكن كحالاتِ زين فلايوجد شيء كهذا فلاتوجد امرأة ترغب ان يكون زوجها ترحالاً يجوب العالم بأسرهِ بينما هي بالمنزل وتعتني بأطفالهما!..
..
ينظرُ الى ذلك الدفتر المُهترئ مجدداً يفكر من صاحبهُ وكيف لهُ ان يكتب مايعايشهُ الناس ومشاعرهم في بضعِ كلمات..
وقت مضى بينما يعِد قوب قهوة حُلوة ساخنة كما يحبها..
يرفعُ يدهُ وصولاً الى هاتفهِ اعلى المنضدة يرى عدة رسائل بشأن العمل والعمل والعمل..لاتوجد رسائل للعائلة لأنهُ وببساطة زين تربى بملجئ وكبرَ وثقف نفسهُ رغم طفولتهِ القاسية!..
ينسجُ بخيالهِ طفلاً يرسمُ لوحة بسيطة عن امٍ واب ..
ليراه والداهُ لوحتهِ ويقبلى وجنتيهِ بلطافة لطالما تمنى ذلك، لطالما تمنى ان يكون ذلك الطفل..باغَت صوت آلة القهوة الصوت الى مسامِعه لتنتشلهُ من أفكارهِ السوداوية.. أحضر لنفسهِ كوباً وبدأ بسكبِ القهوة فيهِ.. كان فقط يُريد ذاك التَغيّر في حياته، شيء يُجدد نفسهُ شيء يُغير تفكيره، نظرته ربما..
شَغل آلة الموسيقى التي تبدو وكأنها من الثمانينات ، تلك الموسيقى الهادئة كحياتهُ تماماً، كـ بُحيرة لَم يُعَكرها حجر صغير رماهُ طفل بدافِع التجربة..
"لابُد بأنهُ وِيّل".
قال بعّد سماع صوتِ هاتفهُ وهو يهتز، رفع سماعة الهاتف ليتحدث بـ "نعم، أجل، بالطبع، حسناً"، وكلهُ من أجل متى يعود هذا الفنان الشاب، لطالما بحث عن أهتمام، فقط شيء جديدٍ في قلبه، ليجعلهُ ينبض كما يقولون في الروايات والأفلام، قهقه داخلياً ..
مَسك ذالك الدفتر المُهترئ بنظرهِ ولكنهُ ليس كذلك، فقط كلماتٍ من قلبٍ مُهترئ أبتعّد عن الجميع.
" فاضَ قلبيّ فيك حُبّاً وليس غيرة، ولكن كانت مشاعركَ نحوي كـ صداقة وديّة وكانت مشاعري باهِتة".
"R.S.
لابُد بأن الأفكار جمَعتها ولم تجد مايناسب، فالكلمات تبدو تقليدية بشدة، وكأنها تحاول التجديد في المعنى فحسب.
هذا ما قالهُ بداخلهِ ، قلب الصفحة الأُخرى..
"أشعُرُ وكأن حرباً اندلعت في داخليّ، وهدمَت أسوارَ قلبك عندما قُلت لي 'أحبكِ' هكذا".
"R.S.
حسناً هذهِ تبدو جيدة، أبتسم، وكأنهُ يتخيل الموقف تماماً وكأنها صورة مُتجسدة أمامه..
أشعرتني بالألهام، كيف تُحب ، مشاعرُ سَجِيّنة -مُقيّدة-.
هزَ رأسهُ بأستنكار وراحَ يكلمُ صديقهُ الذي يسأل عن حالهِ بين فترة وأخرى..
"كيف حالك؟".
"بخير وانتَ؟".
"بخير كذلك، دعكَ من هذهِ المواضيع الجانبيّة والرسميات، مالشيء الجديد الذي طرأ على حياتكَ هنا في ستوكهولم، سمعتُ بأن الفتيات جميلاتُ هنا".
قال بعبث، ليجعلهُ يقهقه فهو بالفعل لم يقابل فتاة او يتعرف كـ أصدقاء بينما صديقهُ اللعوب يرمي لشيءٍ آخر تماماً..
"تعلم أني لاأهتم بهذا -الصداقة من هذا النوع والأرتباط- ليس لديّ وقت كما تعلم".
لاحظَ غروب الشمسِ من النافذة ليبتسم لمنظرها..
"كم انتَ ممُل عليك التعرف للجنس الآخر - الفتيات- لربما قد تجد هذا التَغير، كما أن لديّ صديقة تُدعى جيزي ، انتما تتشابهان في الأفكار نوعاً ما لربما تتوافقون ما رأيك أن أجعلك تتعرف عليها؟ و رُبما من يدريّ، لربما تقع في الحُب أو ما شابه..".
بدأ يرمي حديثهُ اللعوب مُجدداً وأفكاره المختلفة تماماً عما أرغب بهِ..
"أظن انني وقعتُ بالحُب".
"من؟ انت!َ مستحيل يا رجُل، كيف، متى تعرفتما؟".
قال بدهشة كالعادة وانا فقط أبتسمت.
"أعتقدُ أنني وقعتُ بالحُب مع دفترِ مذكرات".
___
هٱي، سوري طولت بتنزيل لبارت، مسيو كثير، اشتاقيت بأنو ارجع أكتب من جديد، وأن شاء الله حيكون تحديث لبارت الجديد عن قريب❤.