أستيقظَ صباحاً بكسلٍ على غير العادة، بقي يتأمل بالسقفِ قليلاً الى أن قرر النهوض ..بعدَ حمامٍ ينعش أعصابه ، أعد الفطور البسيط ككلِ مرة ، البان كيك مع النسكافيْه..
أرتدى قميصاً أسود تميزهُ بعض الخربشات مع بنطالٍ أسود ايضاً وحذاءٍ يبدوا وكأنه من التسعينيات..
أخذ يسمعُ أغنية ' you are my heart, you are my soul' لفرقتهِ المفضلة modern talking..
وهي فرقة قديمة أشتهرت في التسعينات، اعضاءها
هم ديتر بولن وتوماس انديرس..بعدَ انتهاء الأغنية ، خرجَ من منزلهِ ليتجول مدينة ستوكهولم التي لطالما وجدَ فيها شعوراً غريباً مُحبباً الى قلبه..
الناسُ هنا لُطفاء، خطرَ في بالهِ ذلك المطعم الذي ذهب لهُ سابقاً..
"R4stockholm"
ويتذكر ريتا السيدة اللطيفة لترتَسم أبتسامةٌ على وجههُ..
دخلَ المطعم ليراها واقفة هناك تتحدث مع عاملٍ ما..
أخذَ طلبهُ المعتاد وخرَج..
بعدَ ساعة من التجول في أنحاءِ المدينة رن هاتفهُ ليرى رقماً غريباً..
"مرحباً!" .
وصلهُ الصوت المرح الذي يعرفه ليبتسم بسعادة
"دون! يافتى أشتقتُ لك!" .
قال بمرح ليقيقه الآخر ويتمتم بـ 'انا ايضاً' ..
"أريد رؤيتك، انا في مقهى كريتون" .
قال ليندهش ..
"هذا في ستوكهولم صحيح؟" .
قال متسائلاً ليردف الآخر بنعم..
ذهب الى المقهى ووصل سريعاً لأنهُ بالفعل قريب..
دخلَ ليجد صديقه شارداً ، ذهب اليه ليأخذهُ بعناقٍ اخويٍّ حار..
بعد المحادثات الجانبية..
"اين كنت، مر وقتٌ طويل يا دون" .
قال ليردف بعدها بمكرٍ
"أم أن خطوبتك شغلتكَ عن العالم، هاه!" .
قال ليضرب الآخر كابفهُ بمزاح..
"انهُ فقط الحياة ومشاغلُها، أتعلم غداً ذكرى وفاةِ السيدة ميلينا" .
قال بتوتر ليتنهد الآخر بحنق وانزلَ رأسهُ نحو الاسفل..
"أعرف أنكَ وفي كُلِ سنة لم تحظر ولكن هي تراكَ زين ولابُد بأنها حزينة منك" .
قال بأسى ليعض الآخر شفتهُ بحزن..
"أعرف، أخشى الذهاب أليها ، أتذكر في الميتم عندما حزنت مني، جمعتُ مصروفي القليل لكي أجلبَ لها وروداً تُسعدها الأ انها قالت لي بأن هذا النوع من الورود يجلبُ للعزاء، ولكنها أُسعدت به وقالت ستجلبه لي مرّة، ذات يوم" .
"اذّكرُ هذا جيداً كما ان علاقتكَ بها كانت جيدةً جداً ، أعنيّ تعتبرها مثل والدتك وماشابه وليست مساعدة المديرة، كانت لطيفة معَ الجميع" .
"صحيح، كنتُ حقاً اشعرُ بالوحدة بمفردي.. أذكر بأنها حاولت أخراجيّ من هذهِ الحالة وعندما خرجت هي رحلت! ، كيف أسامحها على تركِها أيايّ! كنتُ أحتاجها ... كثيراً دون" .
"لا بأس زين ، فالأمرُ ليس بيدها، أنتَ تعلم هذا.. هي أحبتكَ أكثر من الأطفالِ الباقين من الميتم وهي من شجعتكَ على الرسم.. قد تأذينا جميعاً حين رحلت.. اذكرُ يومها أنك بكيت بشدّة ولكن البُكاء لا يفيد.. أحبها وتعالَ كيّ نزورها معاً" .
قال لهُ مشجعاً ليتنهد بعمق..
"سأفكر، والآن أعذرني سوف أذهب لأرتاح، مرحبٌ بكَ في أي وقتٍ اذا أردتَ المجيئ تعلمُ منزلي" .
قال ليبتسم دون ويودعهُ.. أخذَ مفاتيح سيارتهُ وركبها ليفكر بخلاء..
الذكرى التاسعة لها.. مضت السنينُ والأيام ولكن ذكراكِ لا تمضي، فكيفَ تمضي وأنتِ كنتِ كُل شيء ٍ لي! ..
هذا الولدُ الي كنتِ تُراعيهِ قد أصبح رجلاً معروفاً يا ميلينا ، أأسألكِ أن كنتِ ترينني في الأعلى ..
هل مضيتُ بالنسبةِ لكِ ياغاليتي؟ أمضيتّ!
ارجعَ رأسهُ الى الوراء لتنسابَ دمعة منه.. تُحرق وجنتيهِ..
أحبكِ ياوالدتي وأختي ياحبيبتي، يا من علمنيّ الحياة يا من جعلني على ما أنا عليهِ الآن ، الأ انكِ اخطأتي بتركي هكذا، أخطأتي ، كنتُ طفلاً ، لما عندما شعرتُ بالامومةِ معكِ تتركينني لأتيتمَ من جديد!
أدار المقود عائداً نحو المنزل .. تنهد بضيق شديد ويشعر بصداعٍ نتيجة الذكرى المؤلمة لعقلهِ وقلبه..
أخذَ مسكناً وقدحَ ماء ليشربهُ دفعةً واحدة..
ذهبَ الى غرفتهِ ليستلقي على السرير مُمسكاً بالدفتر..
"كأنني في منامكَ موجودة ، فلا تخف ياحبيبي فليس بيننا إلا مسافات" .
__
انتهى ، طبعاً سوري لان صار فترة ممنزلة بس لأن جنت بحالة موزينة ابد ، يعني ادوخ من اكتب ومالي واهس ومصدعة..
يعني جانت حالتي يُرثى لها بس هسه صرت احسن وارجع اكتب،💕.
شلونكم؟
عندكم سؤال؟
ميلينا؟
دون؟
الغلاف الجديد؟
*ملاحظة: جميع اسماء المقاهي من خيالي.
احبكم💕.