((الفصل الاول ( الماضي لا يموت)

530 8 4
                                    

اتسعت عيناها وجنت ضربات قلبها ، انه هو .....احمد!..... لم يتغير..... بطوله الفارع ....جسمه المتناسق .....شعره الأسود وعينان بلون البندق ....هل مرت حقا سبع سنوات! حتى لو كانت سبعين سنة .. حتى لو تغير شكله  ما كانت روحها لتتوه عنه ....... انه يضحك!     يضحك وهو يتبادل الهمسات مع شقراء فاتنةً تناوله بعض المعلبات ليضعها في العربة . هذه اذا زوجته الامريكية! اعترفت  امام قلبها ......انها جميلة...... جميلة جدا وهو يبدو سعيدا ! ......سعيدا مع زوجته ....بدونها.... بعيدا عنها ! يعلم الله انها لم تتمنى له يوما غير السعادة ولو لم تكن جزءا منها.......... . ورغم ذلك تشعر بالوجع . وجع ظنته مات مع مرور السنوات ......لكنها اكتشفت انه كان نائما وايقظه حضور احمد . عاد الوجع قويا..... كما بدأ في ذلك اليوم الذي كادت تبدأ حياتها فيه مع احمد ......ذلك اليوم الذي بدأ مشرقا وانتهى بكارثة .......لازالت تذكر كل كلمة ذبح والدها فيها  هذا الشاب أمامها!...... ذبحه.... هذه هي الكلمة الوحيدة التي تستطيع وصف ما حدث ........عندما انتهى الامر وخرج احمد من بيتهم الى غير رجعة....... غير قادر على مواجهة عينيها.... التفت الى والدها وقالت بصوت خافت مرتجف بعد طول صمت :    ما كنت لاعصي لك أمرا او رغبة...... فلماذا ذبحته هكذا ؟!...... ورأت الندم في نظرات والدها.... لكنه تخلص منه سريعا وهتف بغضب :    ما كنت لاجازف  بحياة ابنتي!....... . ولم تستطع لومه . استيقظت من ذكرياتها لتشعر بقدميها وقد تجمدتا في مكانهما..... عاصية امر روحها لهما بالتقدم نحوه .......ماتت الكلمات واحتبست في جوفها ..... فقط كلمتان تمنت لو تنطق بهما ( ارجوك سامحني) سامحني على ذنب ليس ذنبي لكن ....... وكأن ذبذبات ارتباكهاوتخبطها وصلت اليه ......ليرفع رأسه وينظر اليها..... ويرى في عينيها هلعا وهي التي لم تعرف اسمه الا مرادفا للامان والاطمئنان. ثوان قليلة كانت كافية  لدفعها كي تستدير وتمضي مسرعة هاربة! ......تاركة قلبه ينزف مجددا..... وكأنه طعن بذات الخنجر مرة اخرى بعد سنين .  خطواتها كانت تسرع مبتعدة اكثر وأكثر عنه .......لم يكن الامر معقدا لتتخذ قرارا كهذا...  لطالما كان احمد أمنها وحمايتها.....  ولذا فالأولوية الان هي حمايته ! حمايته من الماضي والحاضر والمستقبل ايضا . هتف صوت رجولي غاضب : انتظري ماذا دهاك لتسرعي هكذا !؟    

اولاد الحلالحيث تعيش القصص. اكتشف الآن